الحركة السياسية الكردية في “روج آفا” وسوريا
أسعد منان
يصادف يوم 14 حزيران من الشهر الجاري الذكرى السابعة والستين لتأسيس اول حزب كردي في روج افا وسوريا عموماً، في
14-06-195714-06-1957 في مدينة حلب بمنزل المناضل الشهيد “محمد علي خوجة”، هذا التأسيس جاء متأخراً نوعاً ما مقارنة مع الحركة الكردية في الأجزاء الأخرى والحركة السياسية في سوريا أيضاً، فبعد انهيار الدولة العثمانية وتأسيس دولة سوريا بموجب اتفاقية “سايكس – بيكو” ومرحلة الانتداب الفرنسي، كان للشعب الكردي دوراً مهماً ورائداً في عموم سوريا من الناحية السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية.
ففي تشكيل أول حكومة في سوريا شغل الكردي “يوسف العظمة” منصب وزير الحربية وواجه الجنرال “غورو” في معركة ميسلون يوم
14-07-192014-07-1920 وهو على رأس حوالي / 3000/ جندي ومتطوع منعاً للاحتلال الفرنسي ودفاعاً عن تراب سوريا المستقلة حديثاً، واستشهد في نفس المعركة، وقاد المناضل الكردي “إبراهيم هنانو” ثورة المناطق الشمالية ضد الاحتلال الفرنسي، وأول رئيس منتخب من الشعب للجمهورية السورية هو الكردي “محمد علي العابد” الذي جعل من قصره في دمشق مقراً لرئاسة الجمهورية. وفي انقلابات
1949 كانوا أيضا الجنرالات العسكرية كرداً مثل “حسني الزعيم وأديب الشيشكلي”.
وهذا دليل على أنه كان للكرد دور رئيسي في إدارة وقيادة سوريا في مرحلة الانتداب الفرنسي وبداية الاستقلال، إلى أن بدأت الأحزاب الشوفينية العربية تتأسس في سوريا وبعض البلدات العربية الأخرى وهذا ما أدى الى تفكير النخبة السياسية الكردية بتأسيس حزب كردي، وتوسعت هذه الموجة (النزعة) القومية الشوفينية مع إعلان الوحدة بين سوريا ومصر بقيادة جمال عبد الناصر عام / 1958/ م حيث قام بتغيير اسم الجمهورية السورية إلى الجمهورية العربية المتحدة، وقام بحملة اعتقالات واسعة طالت معظم مؤسسي “الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا” وبعضاً من كوادره القياديين، وتم تهميش الشعب الكردي وإبعاده عن الحياة السياسية والعسكرية والمواقع الإدارية؛ بل وانكاره.
ومع انقلاب حزب البعث العربي الاشتراكي عام / 1963/ وسيطرته على الحكم وصلت سياسة الإنكار إلى الذروة، فاستبدلت اسم الدولة (الجمهورية السورية) ب “الجمهورية العربية السورية”، وبدأت سياسة التعريب وإنكار كل القوميات في سوريا ليبدي الشعب الكردي نضالاً مريراً لمواجهة سياسات حزب البعث الشوفينية والمطالبة بنيل الحقوق المشروعة للشعب الكردي.
يخطئ من يظن بأن الحركة الكردية في روج افا وسوريا مرتبط بحزب واحد أو بأشخاص معينين، فالحزب الواحد انشق لعدة أحزاب، والذين أسسوا الحزب لم يكونوا على توجه واحد بين يمين ويسار ومقاوم ومستسلم …
لذلك فإلى اليوم هناك أحزاب مقاومة تلتزم بخط الشهداء وقيم الشعب الكردي، وأحزاب مستسلمة للعدو وتنفذ أجنداته.
لذلك على كل الأحزاب أن تفرق بين العدو والصديق وتتخطى المصلحة الحزبية الضيقة إلى الحالة الوطنية التي تخدم مصالح الشعب الكردي وكل شعوب المنطقة.
[1]