لا للقتل “المرأة، الحياة، الحرية”
رجاء نواف المحمد
مع بداية ظهور المجتمع الطبقي الذكوري والأحادي، فقدت المرأة دورها الريادي، حيث اعتبرت المرأة المُستعمَرة الأولى في تاريخ البشرية التي حاول المجتمع الذكوري كل محاولته للسيطرة والتحكم بكل زمام الأمور حيث تعرضت النسوة لكافة أشكال الظلم والاضطهاد حتى وصل إلى حالة تعريف المرأة من خلال الرجل من الناحية الجسدية وكذلك على صعيد الدور الاجتماعي، فقد وُجِّهت مئات التهم إليها كأنها مصدر للشؤم والخطيئة والسحر والشعوذة، ومصدراً للعار ومصيرها الوأد، وتركزت أكثر أيديولوجية المجتمع الذكوري على جعل المرأة ناقصة ومشوَّهة فأقصِيَ دورها في المجتمع ومن ثم سجنها في قفص البيت وتربية الأولاد أو آلة تلبي حاجة الرجل الجنسية ونزواته، وهكذا تم إبعادها عن الحياة التي هي محورها ونواتها، وما يؤكد ذلك هو الارتباط الوثيق فيما بين كلمة اسم المرأة والحياة مثال jin والتي تعني المرأة وكذلك كلمة jiyan والتي تعني الحياة وكذلك daiyk والتي تعني الأم والعطاء الذي لا ينضب، ورغم ذلك، يحاول المجتمع الذكوري قتل الآلاف من النساء والأطفال يومياً كممارسة روتينية وعادية في أغلب المجتمعات كأنه أمر طبيعي في المجتمعات، فحالات العنف والتعذيب والقتل والخطف والإكراه مازال موجوداً مثل ممارسات داعش والمرتزقة تحت قيادة النظام التركي المحتل ل “سري كانيي وعفرين”، ونشاهد تلك الممارسات بشكل مدروس وممنهج، خاصة الجانب النسوي، بحيث لم يبق شيء ولم تمارسه هذه الجماعات وهي ناتجة عن عقلية المجتمع الذكوري الأحادي، حيث أن الجيش والقتل والترهيب والخطف نشأ وتأسس من عقلية الرجل ذو النزعة التسلطية منذ بداية محاولته التمسك بزمام الأمور وتحكيم قبضته على كل شيء يشكل تهديد وخطر على تلك النزعة المجودة في عقلية التسلط والفردية والاستغلال…
حقيقة المسألة هي أن البشرية وصلت إلى مرحلة من الانحطاط والبربرية في وقتنا الراهن، فقد جعلت من الحياة سجناً وظلماً وعقاباً للنساء، ومن هنا تأتي أهمية اهتمام المرأة بالعلم وبالحياة والطبيعة، وهي حقيقة نابعة من بدنها لأنها تملك قابلية الخلق والعطاء، وهي قوة إلهية وربانية وتعرف وتقدر قيمة الحياة، ولذلك تكون قوة الحس والشعور قوية لديها أقوى مئات المرات من الرجال، فهي بطبيعتها غير هدَّامة في أعمالها بالرغم من كل الممارسات المطبقة عليها من قبل المجتمعات والأنظمة، فإن الأعمال التي تقوم بها المرأة تساهم في إضفاء المعنى للحياة وجعلها نَدِية وبهية، وفي الوقت الراهن فإن كل الممارسات الجائرة مُدانة، والنسوة يقمنَ عبر تنظيماتهن الخاصة والعامة بمختلف المسيرات التي تنادي لا للعنف ضد النساء، وأوقفوا كل الممارسات المجحفة بحقهن، فالمرأة باتت صاحبة علم ونظرية وأيديولوجية وجيش منظَّم خاص بها بفضل الأفكار والآراء التي قدمها القائد أوجلان للنساء عامة وتنوير قضاياها التي تم تشويهها عبر كافة المجتمعات الطبقية والذكورية، وجعلها واعية لحقيقة ذاتها ومدى ارتباطها بالحياة والنضال والكفاح من أجل كافة حقوقها في المجتمع.[1]