تركيا… منطق الحرب والحل
ما بعد تفويض الجولاني وتداعيات شرعنة الإرهاب في سوريا
سليمان أبو بكر-
سنوات الحرب السورية افرزت حقيقة ظاهرة للعيان وهي أن لتركيا الدور الأكبر في التدمير والصراع و التشرذم والتهجير والقتل كقوة خارجية دخلت سوريا واحتلت الأرض، كما لها الدور المعطل والمضاد للحل السياسي للأزمة السورية وهذا الأمر ينطبق على سياساتها تجاه الشعب الكردي والقضية الكردية ككل وتجاه قضايا المنطقة والشرق الأوسط والعالم، لكن من جانب آخر لم تستطع تركيا الوقوف أمام إرادة الشعوب في شمال وشرق سوريا لان تواجه الطغيان التركي واتخذت من فكر القائد أوجلان المعتقل في تركيا والمتخذ بحقه عقوبات وقوانين غير إنسانية ولا أخلاقية من قبل السلطات التركية هنا نستطيع القول أن الدولة الحرب والحل في بتركيا فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط والمنطقة.
تستمر دولة الاحتلال التركي بحربها الفاشية لتصفية القضية الكردية في قضية وشعباً في المنطق وذلك من خلال العزلة المشددة وفرض العقوبات الانضباطية اللا إنسانية على القائد أوجلان، إلى جانب ذلك تقوم بزيادة هجماتها على جميع المكونات في شمال وشرق سوريا ومناطق الدفاع المشروع وجنوب كردستان كلما سنحت لها الفرصة، هذه الحرب الغير أخلاقية والتي لا تمت بصلة للمعايير الدولية والقانون الإنساني الدولي.
إن ظهور الكرد كقوة اجتماعية وفكرية وسياسية وحتى عسكرية مجدداً على المسرح الإقليمي والدولي في القرن الحادي والعشرين من خلال فكر وفلسفة القائد أوجلان والتنظيم المجتمعي والقوة الفكرية لهذا الفكر وتأثيره الكبير واطروحة الحل الديمقراطي المتمثل بالأمة الديمقراطية كمشروع حل لجميع قضايا المنطقة ولحرية شعوب الشرق الأوسط قد خلق هاجساً لدى قوى الهيمنة العالمية وادواتها كتركيا والقوى المحتلة لكردستان.
من المعلوم أن تركيا لديها مشروع تاريخي في المنطقة ومحاولات التمدد المستمرة عبر الأدوات والتيارات الفاشية الإرهابية كتنظيم داعش والنصرة وغيرها وأدوات أخرة متعلقة بالمال السياسي ومشاريع التطرف والفوضى لم تهدن بالرغم من النكسات والأزمات الكبيرة التي تشهدها تركيا.
القضية الكردية كقضية مركزية في الشرق الأوسط لن تحل بالطريقة التي يراد لها من قبل قوى الهيمنة العالمية ونموذج فلسطين والصراع الفلسطيني الإسرائيلي قائماً أمامنا، أن الهزيمة الكبيرة التي تعرضت لها أدوات الفاشية التركية في تحقيق مشاريع ومخططات الفاشية قد دفعها إلى الى تنفيذ سياساتها الرعناء وشن حروبها بذاتها وخير دليل هجمات 5-10 أكتوبر الجاري التي استهدفت البنية التحتية ومقومات الحياة في شمال وشرق سوريا، هذه العنجهية ليست سوى تطبيق لتلك السياسات يراد بها خلق أجواء يستحيل العيش فيها وخلق ازمة إنسانية و وتعميقها في المنطقة.
اجمالا يمثل هذا العدوان نقطة انعطاف لسياسات الدولة التركية في الشرق الأوسط وهي تشابه في احداثها احداث #11-09-2001# لذا على القوى المركزية بقيادة أمريكا أن تعيد التفكير في سياساتها تجاه الشرق الاوسط ونهجها في التعامل مع مجتمعات المنطقة وصراعاتها.
أما المشهد الأخير من الصراع في غزة والذي يخلق مخاوف لدى اطراف عدة من اتساع رقعة الصراع في المنطقة والشرق الأوسط مما يمهد لدخول اطراف عدة على خط المواجهة وهذا ما ينذر بشتاء ساخن كذلك يمكن أن يؤدي إلى بروز صدى بداية مرحلة من الحرب الشاملة بين إسرائيل وحماس والأطراف المساعدة لها عبر مجموعة من الملفات الاقليمية والشرق أوسطية بما في ذلك لبنان سوريا وصولاً إلى شمال افريقيا وحتى ايران وهذا ما يجعل ان تكون تأثيراتها واسعة على التوازنات الدولية بالنسبة للمنطقة مما يفتح المجال للبحث عن قوة بديلة قادرة على إيجاد الحلول فكما هو معلوم فرصة الحل تتصاعد مع تصاعد وتيرة الصراع.
حقيقة النماذج النمطية المطروحة لحل قضايا الشرق الأوسط وفي مقدمتها القضية الكردية والقضية الفلسطينية اثبتت فشلها وهي على شاكلة الدول القومية التي تمثل يوم إرادة الشعوب ولم يكن للشعوب فيها إرادة وهذا ما يدفعنا للبحث عن الحل القائم على إرادة الشعوب في تحديد مصيرها وهو العيش المشترك وهذا ممتثل في فكر فلسفة القائد عبد الله اوجلان، والحل الذي طرحه القائد أوجلان يكمن في طرحه للقضايا على حقيقتها ببيتها المعرفية والفكرية وليست السياسية فقط. فما طرحه اوجلان عبر مرافعاته من سبل حل القضايا والأزمات في الشرق الأوسط والعالم يستند على مرتكزات وثوابت تاريخية وفكرية وعلى حقيقة الشرق الأوسط.
من هنا يعتبر النضال من أجل الحرية الجسدية للقائد عبد الله اوجلان مرتكز من مرتكزات طريق الحل وهنا الدور الأكبر يقع على عاتق الشعوب ومناضلي الحرية والقوى الديمقراطية والوطنية في أن تصعد من نضالها لحرية القائد أوجلان، وهذا الأمر لا يتعلق بالكرد أو بشعوب شمال شورق سوريا إنما متعلق بكافة شعوب المنطقة وبقضاياها. [1]