يؤكد سياسيون من #كوباني# أن أبناء المدينة في جاهزية تامة للتصدي للاحتلال التركي ومرتزقته، مشددين على أن أردوغان يسعى للسيطرة عليها كونها تمثل رمزاً للوحدة الكردية والصمود.
يأتي هذا في وقت يحشد الاحتلال التركي قواته ومرتزقته بالقرب من كوباني، ويقومون بقصف مدفعي، وينفذون غارات بالطيران المسيّر على عدة مناطق، وسط مؤشرات قوية على أنهم يحضرون لهجوم واسع على المدينة، التي نجحت قبل قرابة عقد في دحر تنظيم داعش الإرهابي، ومعها اكتسبت رمزية كبيرة محلياً وعالمياً.
ومنذ عام 2016 نفذ الاحتلال التركي 4 عمليات عسكرية مختلفة في مناطق شمال وشرق سوريا، تحت مسميات وحجج مختلفة، واستغل النظام التركي تلك الأجواء ليوسع انتشار قواته في تلك المناطق، الذين تتراوح أعدادهم بين 16 و18 ألف عنصر، وفق تصريحات الجانب التركي، هذا إلى جانب أعداد كبيرة من المرتزقة ضمن ما يُسمى بالجيش الوطني.
رمز للصمود
يقول صلاح مسلم رئيس تحرير مجلة الشرق الأوسط الديمقراطي، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن كوباني رمز لوحدة الكرد في العالم كله، ورمز للصمود الكردي، فعندما كادت أن تسقط بقبضة تنظيم داعش الإرهابي قبل نحو 10 سنوات، قامت المظاهرات لأجلها في كل دول العالم، بما في ذلك تركيا.
ويلفت إلى أن كوباني أيضاً رمز للمقاومة، فقد شهدت مقاومة استمرت 36 يوماً ضد تنظيم داعش، ولم تسقط المدينة، وعلى يد الكرد هزم التنظيم هناك، ومن ثم فقد كان الأمر بمثابة انتصار للكرد على مستوى العالم، فهي رمز للوحدة بين الشعوب والوحدة بين الشعوب المتطلعة إلى السلام والديمقراطية والعيش المشترك.
أردوغان وكيل الإرهاب
ويقول صلاح مسلم إنه نتيجة فوبيا النظام التركي من الكرد يعتقد أنه بإسقاط كوباني فإنه ينال من عزيمتهم ومن معنوياتهم، فالمدينة ليست ذات أهمية اقتصادية أو جغرافية، وإنما لديها مكانة رمزية، مضيفاً أنه للأسف شخص مثل أردوغان الذي هو وكيل الإرهاب في العالم يريد إسقاط هذه الرمزية، مستعيناً في ذلك بإرهابيين من الأويغور وغيرهم من كل بقاع العالم، إلى جانب حليفته قطر.
ويشدد مسلم على أن أنقرة والدوحة تتقاسمان شراكة إنتاج الإرهاب في العالم، والذي يخدم الرأسمالية العالمية والاستعمار الجديد، مؤكداً أنهم يريدون إسقاط الكرد، فإسقاطهما يعني السيطرة على سوريا، ومن ثم السيطرة على مناطق أوسع من الشرق الأوسط، في إطار أحلام أردوغان العثمانية، التي جعلته يمارس التدخلات من قبل في مصر، وفي ليبيا كذلك.
وفي ختام تصريحاته، يؤكد صلاح مسلم أن الاستعداد والجاهزية عالية لدى أهالي كوباني، والشباب في حالة تضامن، لمواجهة الاحتلال التركي، حتى لو كانت المعركة صعبة، مشيراً إلى أن الوضع سيكون صعباً بالفعل، لا سيما وأنه في حال حدوث العدوان، فإن كل الطرق يمكن أن تُقطع عن المدينة سواء من ناحية حلب أو الرقة أو القامشلي، لكنه يؤكد الجاهزية التامة للتعاطي مع هذا العدوان المحتمل.
ويبدو أن تركيا تستثمر سيطرة حلفائها من هيئة تحرير الشام بقيادة أبو محمد الجولاني (أحمد الشرع) على دمشق، وإسقاط نظام بشار الأسد، لتكشف عن مطامع أوسع لها في الأراضي السورية، حيث تواصل على مدار الأيام الماضية إرسال تعزيزاتها العسكرية قرب كوباني، بالإضافة إلى حشد الفصائل المسلحة الموالية لها.
لماذا كوباني؟
بدوره، يقول شرفان مسلم رئيس جامعة كوباني، في تصريحات عبر الهاتف لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن تدخلات تركيا كانت السبب الرئيسي في انحراف مسار الثورة السورية، حيث سيطرت على المعارضة التي تمثلت فيما بعد بالائتلاف الوطني، ثم شكلت فصائل من المرتزقة التابعين لها لتحقيق طموحات أردوغان في سوريا، والسيطرة على الثورة لتكون في خدمته، ومن هنا يريد السيطرة على كوباني.
ويضيف أنه إضافة إلى ذلك، فإن مخططات أردوغان في كوباني تأتي في إطار أطماع العثمانية الجديدة، وتحقيق الميثاق الملي، القائم على فكرة توسيع جغرافية الدولة التركية، كما نعلم أن الدولة التركية كحكومات لديها عداء تاريخي ضد الشعب الكردي، باعتبار أن الأخير في هذه الجغرافيا لديه حقوق طبيعية كممارسة اللغة والثقافة.
ويقول مسلم إن الدولة التركية على يقين أن الشعب الكردي في روج آفا أو غرب كردستان إذا حصل على حقوقه، فإن الشعب الكردي في تركيا سيطالب بحقوقه، ولذلك تضغط أنقرة بشتى الطرق الدبلوماسية والسياسية والعسكرية، لكي لا يحصل الشعب الكردي في سوريا على حقوقه، وهذه هي الاستراتيجية التركية والهدف الأساسي لأنقرة في سوريا.
استخدام داعش
ويلفت رئيس جامعة كوباني إلى أن النظام التركي حاول تحقيق أهدافه هذه من قبل عبر تنظيم داعش، حين هجم التنظيم على كوباني في 2014 و2015، وكان الهدف فصل المناطق الكردية عن بعضها، وإفشال حصول الكرد على حقوقهم، لكن هزم الكرد داعش، فتحاول تركيا الآن عبر المرتزقة أن تنتقم لهزيمة التنظيم وفشل خطتها الأولى.
ويشير مسلم إلى أن كوباني لديها رمزية كبيرة لدى الكرد وفي العالم، باعتبارها أول مدينة قاومت تنظيم داعش وقضت عليه، ولهذه الأسباب تحاول السيطرة على كوباني، ومن ثم احتلالها، باعتبار أن ذلك يقضي على الحلم الكردي في الحصول على حقوقه المشروعة.
كوباني لن تحتل
ويشدد شرفان مسلم على أن تركيا لن تستطيع احتلال كوباني، فهي مدينة تختلف عن غيرها من المدن، حيث أن جميع سكانها من المكون الكردي، وبالتالي لن يسمحوا باحتلال مدينتهم، وأي محاولة احتلال ستكون لها تداعيات محلية وإقليمية كبيرة، كما أن الشعب الكردي في جميع أجزاء كردستان وفي العالم سيستنفرون كما استنفروا ضد داعش.
وأشار إلى أن العالم كله سيقف إلى جانب كوباني، ولن يسمح لمرتزقة تركيا باحتلالها، وحتى لو رضخت الإرادة الدولية، واحتلت أنقرة كوباني؛ فإن قواتها ومرتزقتها لن يستطيعوا العيش فيها، وسيخرجون منها، وهذا لن يحدث لأن شعب كوباني متشبث بأرضه، ولن يسمح لأي قوة خارجية بدخولها.[1]