#مهدي كاكه يي#
لقد تمّ إنتهاء مفعول #إتفاقية لوزان# الإستعمارية عملياً وبدأت تظهر ملامح خريطة سياسية جديدة لمنطقة الشرق الأوسط، مرسومة بقيادة كل من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا.
يعرف النظام التركي حقيقة الخريطة السياسية الجديدة للمنطقة وبدأت في محاولات يائسة لإفشال رسم هذه الخريطة وذلك بالإلتجاء الى القائمين بها والمؤثرين فيها كالآتي:
1. بدأ النظام التركي بالتودد للسيد عبدالله أوجلان ومحاولة إقناعه بالإعلان عن حل حزب العمال الكوردستاني أو إنهائه للكفاح المسلح لقاء الإفراج عنه. الهدف التركي الرئيسي من هذه المبادرة هو إنهاء الإدارة الذاتية في إقليم غرب كوردستان عن طريق تلبية الإقليم لطلب أوجلان بإلقاء الأسلحة والتنازل عن الحقوق الوطنية الكوردستانية للإقليم. أردوغان يحاول خداع أوجلان كما خدع كمال أتاتورك النائب الكوردي في الپرلمان التركي (حسن خيري) الذي كان يحضر جلسات الپرلمان التركي بملابسه الكوردية، وأقنعه أتاتورك بإرسال برقية هو و(خالد ضياء بگ)، إلى مؤتمر لوزان عام 1923، معلنين فيها تمسك الكورد بالبقاء في دولة واحدة مع الأتراك. بعد توقيع إتفاقية لوزان، قام أتاتورك بإعدامه وهذا ما يريد تكراره أردوغان مع أوجلان وثم القيام بقتله بطريقة ما، مثلاً بتسميمه. يخطط المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل بإزالة معالم الخريطة السياسية لإتفاقية لوزان ورسم خريطة سياسية جديدة للمنطقة، لذلك على شعب كوردستان بشكل عام والإدارة الذاتية لإقليم غرب كوردستان والسيد أوجلان عدم الإنخداع بالمؤامرات التركية ووعودها الكاذبة المخادعة. كما ينبغي أن يستمر الإقليم بالتعاون والتنسيق مع المجتمع الدولي لتحقيق حرية وإستقلال سكان إقليم كوردستان بمختلف مكوناته القومية والعرقية والدينية والمذهبية.
2. لوقف رسم جديد للمنطقة، يتودد النظام التركي لإسرائيل بعروض لتقديم مختلف الخدمات لها، على سبيل المثال حماية أمن إسرائيل من الجانب السوري وإعادة العلاقات الاقتصادية والتنسيق الأمني معها وتأييد ضم إسرائيل لقطاع غزة والضفة الغربية وهضبة الجولان وجبل الشيخ ومناطق أخرى من سوريا، إلا أن المحاولة التركية تفشل لأن الإسرائيليين يعرفون أن وجودهم كشعب ودولة وأمنهم الوطني مرتبط بقيام دولة كوردستان، حيث أن الشعب الكوردستاني هو الحليف الإستراتيجي الوحيد لإسرائيل في المنطقة.
3. لإجهاض مشروع الشرق الأوسط الجديد، يعمل النظام التركي أيضاً بعرض خدماته على الولايات المتحدة الأمريكية، مثل التعاون والتنسيق معها في حرب أوكرانيا مع روسيا وكذلك ضد النظام الإيراني ومحاربة إرهابيي داعش واستلام مسؤولية حراسة السجون في إقليم غرب كوردستان التي فيها إرهابيو داعش وكذلك المحافظة على المصالح الأمريكية والأمن القومي الإسرائيلي، إلا أنّ كلاً من أمريكا وإسرائيل تعرف الطموحات التركية العثمانية والفكر الإسلاموي الإرهابي للنظام التركي ودعمه للمنظمات الإسلامية الإرهابية. كما تعرف أمريكا أن قيام دولة كوردستان يضمن المصالح الأمريكية في المنطقة وأمن إسرائيل وبتحالف دولة كوردستان ودولة إسرائيل سوف يعم السلام في المنطقة وتتفرغ شعوبها للبناء بدلاً من القتل والحروب والدمار.
4. لإفشال عملية إعادة رسم خريطة المنطقة، أسرعت تركيا بإصدار أوامرها الى هيئة تحرير الشام الإرهابية بالإستيلاء على الحكم في سوريا من خلال دعمها ومساندتها. قبلت أمريكا وإسرائيل عملية تغيير النظام السوري، الا أنهما لا تسمحان أن يستمر الارهابيون في حكم سوريا. كما أن إسرائيل وأمريكا لا تسمحان أبداً أن تعيد تركيا تأسيس الإمبراطورية العثمانية والهيمنة على منطقة الشرق الأوسط بشكل عام وسوريا بشكل خاص.
5. في البداية قد يتمتع إقليم غرب كوردستان بنظام حكم فدرالي أو لامركزي لفترة محدودة قد تستمر عدة سنوات وثم يتم توحيد إقليمَي غرب وجنوب كوردستان وتصبح هذه الدولة الفتية نواةً لدولة كوردستان الكبرى. لذلك ينبغي أن يتهيأ شعب كوردستان لإستقبال ولادة دولته وأن يُنسق ويتعاون المسؤولون الكوردستانيون فيما بينهم ومع حلفائهم الإسرائيليين والغربيين لإنجاح مشروع الشرق الأوسط الجديد وإقامة دولة كوردستان.
. إطلاق إسم (كوردستان) على دولة الكوردستانيين، لا علاقة له بالعنصرية. المنطقة التي تُسمى (كوردستان) اليوم عُرِفت ببلاد الكورد منذ آلاف السنين، قبل ظهور مصطلح القومية الذي هو مصطلح حديث، حيث كان السومريون يسمّون كوردستان (كوردا كي Ku – ur - da ki) [a] و التي تعني بلاد كوردا، بينما يذكر (درايڤر Driver) أن السومريين كانوا يُسمّون بلاد الكورد (كوردا) [b]. تمّ ذكر إسم الكورد في السجلات الآشورية بإسم (كورتي Kûrti) أو (كوردي Kurdi)(1) و الهيتيون كانوا يطلقون عليهم إسم (كور. تي. ي Kūrti. ti. i) الذي يعني (جبلي) (2)، وفي السجلات الأرمنية جاء إسمهم بإسم كوردي Kordi [b] و الرومان أطلقوا عليهم إسم (كوردي Cordi) أو (كورتي Corti) (1). أول من أطلق إسم كوردستان على موطن الكورد هو السلطان السلجوقي (سَنْجَر) وذلك في أواسط القرن السادس للهجرة (القرن الثاني عشر الميلادي) أي قبل أكثر من 850 سنة (4). من هنا يُدرَك أن (كوردستان) هي تسمية تأريخية ليست لها أية صلة بالعنصرية، حيث أن الفكر القومي لم يكن له وجود في تلك العهود القديمة، بينما المصطلحات العنصرية التي نحن بصددها، تم إبتكارها على أسس قومية عنصرية بعد ظهور الفكر القومي في المنطقة. يجب القول هنا بأنّ مواطني كوردستان بكافة مكوناتها القومية والعرقية والدينية والمذهبية يكونون متساويين في الحقوق والواجبات في ظل نظام ديمقراطي علماني.
7. على الكورد الذين يستخدمون مصطلح شمال وشرق سوريا بدلاً من (إقليم غرب كوردستان) أو (ڕۆژئاڤای كوردستان) أو (ڕۆژئاڤا) أن يخجلوا من أنفسهم وأنهم لا يستحقون أن يكونون مواطني كوردستان، حيث أنهم كالببغاء يُرددون المصطلح الذي يستخدمه محتلو كوردستان وبهذا يخدمون هؤلاء المحتلين. على هؤلاء أن يفقهوا بأن بعملهم هذا يلغون (إقليم غرب كوردستان)، هذا الجزء العزيز من كوردستان الذي لا يمكن التفريط به مطلقاً.
نظراً لأهمية الموضوع، أرجو من جميع الصديقات العزيزات والأصدقاء الأعزاء نشر المقال في صفحاتهم الشخصية وفي المجموعات المختلفة وكذلك في المواقع الإلكترونية والشبكات الاجتماعية المختلفة ليتسنى لأكبر عدد ممكن الإطلاع عليه.
المصادر
. الدكتور جمال رشيد أحمد. ظهور الكورد في التاريخ – دراسة شاملة عن خلفية الأمة الكوردية ومهدها. الجزء الثاني، الطبعة الثانية، 2005، صفحة 28.
2. المصدر السابق، صفحة 33.
3. المصدر السابق، هامش صفحة 37.
4. لى سترينج (1930). الأراضي فى شرق عصر الخلافات.
a. B. Hrozny. Histoire Et Progrés De Déchffrement Des Textes. Archiv Orientalni, Vol. III, No. 1, Prague, 1931, p. 286.
b. Driver, G. R. The Name Kurd and Its Philological Connexions. JRAS: 401, 1923, pp. 393 – 403