وزير خارجية إسرائيل يدلي بأهم تصريح داعم للكرد!!
بير رستمبير رستم
الحوار المتمدن-العدد:
8158
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
وزير خارجية إسرائيل يدعو إلى توطيد العلاقات مع الأكراد والدروز! هكذا عنونت صحيفة الشرق الأوسط تقريرها الصحفي عن تصريح وزير الخارجية الإسرائيلي وقد جاء في التفاصيل ما يلي؛ ((دعا وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد، جدعون ساعر، إلى تعزيز العلاقات مع الأقليات في منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً الأكراد، واصفاً إياهم بأنهم «حليف طبيعي» يتعرضون للقمع من قِبل تركيا وإيران، مشدداً على ضرورة تعزيز إسرائيل للعلاقات معهم))، وقد جاء في حديث الوزير تفاصيل أكثر عن الكرد وتعدادهم السكاني وتوزعهم الجيوسياسي وكذلك عن تشكل إدارتين لهما في كل من روژآڤا وإقليم كردستان.. سأضع الفيديو في التعليقات وأرفق ما يخص الكرد هنا في الأسفل أيضاً!
وتعليقنا على الخبر وبإيجاز هو التالي: بأن هذا التصريح لوزير خارجية إسرائيل بقناعتي يعتبر أهم تصريح لمسؤول ليس فقط إسرائيلي، بل دولي داعم للكرد وقضيتهم، وربما يستغرب البعض مثل هذا الحكم، كون هناك وزراء ورؤساء دول صرحوا دعمهم للكرد، فكيف نجعل تصريح وزير خارجية إسرائيل هو الأهم من بين كل تلك التصريحات؟! والإجابة ببساطة هي التالية: إن إسرائيل قادرة على إقناع كل الغرب بشقيه الأوروبي والأمريكي بأن يدعم القضية الكردية وبالتالي إذا بقي الوزير صادقاً بوعده وبما جاء في تصريحه بخصوص التحالف مع شعبنا فلا خوف بعد اليوم حتى وإن كان هناك مئة ترامب وألف أردوغان.
وبالمناسبة ستكون الإمارات والسعودية أيضاً ممن يطبعون مع إسرائيل حيث مسارات الأمور والأحداث تتجه نحو حل المسألة الفلسطينية والشرق أوسطية عموماً دوّن التنظيمات الراديكالية الجهادية وعلى رأسها حماس وحزب الله وباقي أذرع إيران وربما لاحقاً أذرع تركيا أيضاً من الجماعات الإسلامية السلفية ولذلك لا داعٍ من ردات فعل عربية بخصوص العلاقات الكردية الإسرائيلية القادمة حيث العرب أيضاً ذاهبون للتطبيع وبموافقة فلسطينية فتحاوية لذلك لا داع من أن تكونوا ملكيين وفلسطينيين أكثر من أصحابها! أما بخصوص هؤلاء الفطاحل الكرد والذين يشككون في كل تصريح مسؤول إسرائيلي بخصوص دعمهم للقضية الكردية، فنود أن نقول لهم؛ كفاكم تزايدون بالوطنيات علينا، فها هم أصحاب القضية من العرب والفلسطينيين قد طبعوا منذ عقود مع إسرائيل، ثم يا أخي إعتبروا تصريح المسؤولين الإسرائيليين هي فقط لاستفزاز هذه الدول، فهل يضيركم ذلك بشيء، بل لما لا تستفيدون من هذه التصريحات وتجعلونها بعبعاً في وجه هذه الحكومات المستبدة الغاصبة.
وللعلم تصريحات المسؤولين الإسرائيليين فيها من المصداقية أكثر من تصريح أي مسؤول أوروبي أو أمريكي ولسبب جد مهم؛ ألا وهو أن أولئك بعيدين جغرافياً عن أزمات المنطقة، بينما إسرائيل هي في قلب هذه الصراعات وتحتاج لحلفاء إقليميين وفي المقدمة منهم الكرد، وبكل الأحوال نعتبر إسرائيل ثانية وسينظرون لنا هكذا حتى لو قدمنا لهم ألف صلاح الدين الأيوبي ولذلك من مصلحة شعبينا؛ الكردي والإسرائيلي أن تكون هناك بيننا علاقة طبيعية وتحالف سياسي قوي تؤسس لصداقة دائمة.
بالأخير نقول: بأن هذا التحالف السياسي بين الأقليات العرقية والدينية من الكرد والدروز واليهود والمسيحيين بمختلف إثنياتهم وأعراقهم ليس موجهاً ضد أحد، أو إنها ستكون جبهة معادية المكونات الأكثرية من العرب والفرس والأتراك والمسلمين بشقيه السني والشيعي، بل هو تحالف سياسي لخلق نوع من التوازن في منطقة الشرق الأوسط بحيث تدرك الأكثريات بأن لا يمكنها الاستفراد بالسلطة وحدها وتقمع تطلعات الأقليات للمشاركة السياسية على مبدأ التكامل الوطني بدل سياسات الإنكار والإلغاء لهذه الأقليات وحرمانهم من الحقوق والمشاركة في إدارة البلاد وهو ما سيكون عليه الشرق الأوسط الجديد حيث الدول ذات النظم الديمقراطية الفيدرالية.. أخيراً كلنا أمل بأن تتلقف القيادات الكردية تصريح الوزير وتتعامل معه بجدية لإقامة علاقات دبلوماسية وطيدة مع إسرائيل.
[1]