رسالة لكل الأطراف الكردستانية
بير رستمبير رستم
كاتب
(Pir Rustem)
الحوار المتمدن-العدد: 7863
المحور: القضية الكردية

ملامح صراع أمريكي غربي إسرائيلي مع إيران وتوابعها من ميليشيات الحشد الشعبي بالعراق، وصولاً للحوثيين باليمن ومروراً بكل من حزب الله والنظام السوري، بدأت تتوضح أكثر؛ بأن هناك قصقصة لأذرع إيران بالمنطقة، بعد أن تُرِك الساحة لهم، إبان حكم أوباما لأمريكا، وذلك لمواجهة الدور الوهابي بقيادة السعودية بحيث تصبح المواجهة بين السنة والشيعة ولكن وبعد أن أصبحت تلك الجماعات المؤتمرة بأوامر إيران تهدد إسرائيل كان لا بد من إعادة تقييم للوضع وبالتالي توجيه بعض الضربات لهذه المجاميع وإضعافها، وهذا ما تشهده عدد من ساحات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا! وما يهمنا من هذا الصراع هو الدور الكردي، كون كل أجزاء كردستان الأربعة -وليس ثلاث الملحقة بكل من إيران والعراق وسوريا- هي معنية بالمسألة، بل أيضاً الجزء الرابع الملحق بالدولة التركية، كون الطرف الأكثر نفوذاً فيه -ونقصد العمال الكردستاني- يعتبر بحسب الكثيرين من المتابعين أحد حلفاء إيران، ولا نريد أن نقول؛ أذرعها، كما يدعون وذلك بحكم نفوذ التيار العلوي ضمن الحركة، مقابل النقشبندية داخل البارتي والمدعومة من تركيا!
طبعاً قضية الطائفية ما زالت غير بارزة، كما لدى القوى العربية وانقسام المجتمعات العربية بين السنة والشيعة، داخل المجتمع الكردي، لكن هناك حديث خفي حول ما أشرت إليه سابقاً والذي يمكن تسميته ب”العلوية” للعمال الكردستاني مقابل النقشبندية للبارتي، وعدم ظهوره للعلن بشكل فاقع، كما في الحالة العربية يعود لأسباب عدة بقناعتي؛ أولاً وأهمها هو أن واقع التحرر لشعبنا وتمثيل الحركات والأحزاب السياسية له كمنظومات لحركات تحرر يجعل من هذه الأحزاب أن تكون واجهة لنضال سياسي لتحقيق المطالب الوطنية والحقوق القومية لشعبنا، كما أن الأيديولوجيا لهذه الحركات هي بالعموم ذات صبغة قومية يسارية وأخيراً عدم نشوء صراعات دموية مذهبياً طائفياً داخل المجتمعات الكردية، كما هو في التاريخ العربي الإسلامي ومنذ معارك صفين بين جيشي معاوية وعلي والخوارج وصولاً ليومنا، لكن يبدو أن الدول الغاصبة لكردستان بدأت تغذي هذا الجانب داخل المجتمعات الكردية وذلك لخلق المزيد من الانشقاقات فوق ما نعاني منه أساساً!
وهكذا فإن صدقنا الرواية القائلة؛ بأن العمال الكردستاني وتوابعه في الأجزاء الأربعة “حلفاء” لإيران الشيعية، مقابل “النقشبندية” البارتوية “حلفاء” تركيا، فهل نشوب صراع أمريكي إيراني أوسع بالمنطقة سيجعل الكردستاني يقف مع “الحليف” الإيراني؟! سؤال يجب أن تطرحه المنظومة على نفسها، طبعاً على افتراض أن الفرضية السابقة بصدد التحالفات صحيحة وليست مجرد اتهامات وخلافات حزبية وبالتالي وجود كل طرف ضمن تحالف إقليمي دولي وأن الصراع بينهما يتحتم على كل فريق أن يتخندق مع الحليف في أي صراع قادم.. وهنا وإن أصبح ذاك واقعاً وحقيقة على الأرض، فإننا نأمل من كل القوى الكردستانية، وفي الجهتين، بأن لا تنجر لتلك الحروب وإن كان لا بد منها، فإن من مصلحة شعبنا وقضايانا الوقوف مع الطرف الأمريكي حيث بالأخير إيران هي الأخرى دولة غاصبة لكردستان، بل لثلاث أجزاء من كردستان وليس جزء واحد فقط وذلك بحكم نفوذها ودورها في كل من سوريا والعراق، بالإضافة للجزء الذي تحتله والملحق بها وبالتالي إضعاف إيران يعني تحرر شعبنا في ثلاث أجزاء منها!
وإضافةً لم سبق، فإن أي صراع بالمنطقة سيكون لصالح الطرف الأمريكي وليس لصالح الإيرانيين وذاك يعني خسارة لكل من يقف مع مشروعها السياسي الإقليمي الطائفي وليس فقط لإيران، وهنا نود أن نستعين بالتاريخ القريب من التجربة العربية حيث كان “الشريف حسين”؛ ملك الحجاز وقائد الثورة العربية الكبرى هو الطرف الأقوى في بدايات القرن الماضي بين القوى والأطراف العربية وذلك بحكم الدعم المالي والعسكري من البريطانيين، وكان بالمقال “عبد العزيز بن سعود” يحاول أن ينافسه ويسيطر على المنطقة دون أن يكون قادراً إلا بدعم خارجي ولكن وعندما يرفض “الشريف حسين” شروط الحليف البريطاني فإن دعم الحلفاء ينتقل للرجل والطرف الآخر بقيادة “بن سعود”، وبالأخير وبعد دعم بريطاني له فإنه ينهي الصراع لبسط نفوذه وإنهاء نفوذ مملكة الحجاز ليموت الشريف حسين منفياً مسلوباً مملكته وسيادته على تلك البلاد.. نأمل أن تمارس كل الأحزاب سياسة براغماتية في أي صراع مقبل وفي عموم سياساتها ولا تذهب خلف أيديولوجيات عقائدية دينية وغير دينية، كما نأمل أن تصل الرسالة لكل تلك الأطراف الكردستانية.[1]