ملاحظات حول لقاء مظلوم عبدي لقناة العربية
بير رستمبير رستم
كاتب
(Pir Rustem)
الحوار المتمدن-العدد:
8229
المحور: القضية الكردية
طلب مني أكثر من صديق أن أبدي ملاحظاتي وقراءتي بخصوص لقاء الأخ مظلوم عبدي، لقناة العربية، واستجابة لطلب أولئك الأصدقاء، فإنني سأكتفي بملاحظات قصيرة ألخصها بالتالي: أولاً تعجبني عموماً مواقف وقراءات العزيز مظلوم حيث التكثيف والاختصار وهو يشبه في أجوبته الرئيس مسعود بارزاني لحد ما! وبالتالي يمكنني القول: بأن في العموم أتفق معه، لكن في مقابلته الأخيرة كانت لي عليه ملاحظتين؛ الأولى عندما أجاب بخصوص أهداف تركيا من هجومها على مناطقهم حيث ركز على قضية واحدة؛ ألا وهي أن تركيا تريد تقوية موقفها باحتلال المزيد من الشمال السوري وذلك حين التفاوض مع الحكومة الجديدة في دمشق، أو حتى عندما تفاوض القوى الدولية والإقليمية، وتناسى أن يقف عند النقطة الأساسية من عدوان تركيا، ألا وهو إنهاء أو القضاء على الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية وبالتالي إنهاء أي دور سياسي فاعل للكرد كشريك في سوريا القادمة، وأعتقد هذه كانت سهوة منه بعدم الوقوف عليها وتأكيدها كأهم أهداف تركيا من كل أعمالها العدوانية ضد شعبنا ومناطقنا وقواتنا!
أما الملاحظة الأخرى فإنها تتعلق بإجابته حول مستقبل سوريا ونظامها السياسي وشكل الدولة وعلاقة الأقاليم بالمركز حيث وللأسف تنازل فيها عن مفهوم الدولة الاتحادية الفيدرالية، بل حتى عن مفهوم الدولة اللامركزية وذلك حينما قال؛ بأنهم لن يختلفوا على المسميات ويهمهم المضمون وبأن ليس شرطاً أن تكون الإدارة الذاتية هي الحل، بل ربما يكون الحل حتى مع الإدارة المحلية الواسعة!! وهذه سقطة أو على الأقل تنازل سياسي كبير وتراجع عما هو المطلب السياسي لشعبنا والكثير من السوريين؛ بأن يكون النظام السياسي القادم لا مركزي فيدرالي، وكل الخوف أن تكون هذه مطالب تركية قد فرضت على السيد عبدي من خلال حكومة إقليم كردستان وذلك حينما التقى مع السيد مسعود بارزاني، ولذلك تستوجب التوضيح والتبيان من قبل قيادات سياسية في الإدارة الذاتية وعموم القيادات الكردية الأخرى؛ ماذا سيكون مطلبهم بخصوص النظام السياسي القادم في سوريا وذلك حين الذهاب لدمشق كوفد مشترك؟!
أما الملاحظة الأخيرة، وهي بصراحة طلب أكثر ما تكون ملاحظة، أو لنقل بأنها رسالة للأخ مظلوم عبدي شخصياً حيث نأمل منه أن يعمل حواراته فقط باللغة الكردية، طبعاً هذه ليست من باب العنصرية الثقافية الإثنية أو اللغوية لا سمح الله، بل لكي يكون قادراً على توصيل فكرته بطريقة أفضل للمشاهدين حيث تابعت له أكثر من لقاء باللغة العربية، ولم يكن فيه موفقاً، كما الحال مع الحوارات التي يجريها باللغة الكردية حيث يكون فيه مرتاحاً وطليقاً أكثر.. كاك مظلوم؛ نأمل حقاً أن لا تجري حواراتك بغير لغة الأم وليكن لديك فريق ترجمة جيد يقوم بمهمة الترجمة للغات الأخرى.
[1]