عنوان الكتاب: الاتجاهات السياسية لدى الشباب السوري الكردي “دراسة ميدانية في مدينتي ماردين والقامشلي”
اسم الكاتب(ة):ﺳﻠﻄﺎن ﺟﻠﺒﻲ,ﺣﺴﺎم اﻟﺴﻌﺪ
مؤسسة النشر: مركز حرمون للدراسات المعاصرة
تأريخ الإصدار: 2018
يشكل الأكراد حالة سياسية واجتماعية متمايزة منذ تأسيس الدولة السورية، وكان لذلك التمايز تعبيرات مبكرة تجسدت في تأسيس أول حزب قومي كردي في البلاد عام 1957، وهو “الحزب الديمقراطي الكردستاني”
[1]، وصولًا إلى ما يعرف اليوم بالحركة السياسية الكردية التي تضم عشرات الأحزاب والحركات السياسية، وهي قد تختلف في برامجها لكنها متفقة على المطالبة بالحقوق القومية للشعب الكردي. ذلك التمايز ارتكز على حامل الوعي بالحقوق القومية التي حرموا منها، لكن القضية الكردية بقيت حبيسة أكرادها وأحزابها السرية وقلوب الناس البسيطين الطافحة بالظلم بتأثير التمييز والاضطهاد القومي الذي مورس بحقهم منذ مطلع ستينيات القرن الماضي الذي تضمن الحرمان من الحقوق السياسية والثقافية، وصولًا إلى محاولات التغيير الديموغرافي والتعريب، وتعززت تلك الممارسات أكثر في عقود حكم نظام الأسد الأب، ومن بعده الابن الذي خنق كل حراك سياسي كردي أو غير كردي في البلاد لمصلحة حكم الحزب الواحد.
مع اندلاع الثورة السورية عام
2011 شارك الكرد، وبخاصة الشباب منهم، بزخم في الاحتجاجات والحراك السياسي ضد النظام الحاكم، ويمكننا اختصار المحطات الرئيسة في علاقة الكرد بالثورة في ثلاث، كان أولاها الانخراط الطاغي للحركة الشبابية الكردية بأشكالها التنظيمية المختلفة في مسرح الفعل السياسي، تلك الحركة التي نشأت في عقب اندلاع الثورة التي قادت الشارع المنتفض ضد النظام بالتوازي مع الحراك الثوري في باقي مناطق سورية، ومن أبرز تلك الحركات “اتحاد تنسيقيات الشباب الكرد، وحركة آفاهي، حركة الشباب الكرد”.[1]