حوار مع فؤاد عليكو حول التطورات الأخيرة في كُردستان سوريا
مع تصاعد الانتهاكات المرتكَبة من قبل تنظيم الشبيبة الثورية التابع لحزب العمال الكُردستاني، وإغلاق حكومة إقليم كُردستان لمعبر فيشخابور، وتوقف الحوار الكُردي، يكيتي ميديا أجرت حواراً مع عضو اللجنة السياسية لحزب يكيتي الكُردستاني- سوريا، فؤاد عليكو، حول التطورات الأخيرة في كُردستان سوريا.
نص الحوار..
تصاعدت وتيرة خطف الأطفال القاصرين من قبل جوانن شورشكر، بالرغم من توقيع قائد قسد مظلوم عبدي مع ممثلة الأمم المتحدة المعنية بالأطفال والنزاع المسلح، فرجينيا غامبا، سنة
2019 خطة للالتزام من أجل إنهاء ومنع تجنيد الأطفال دون سن ال18 وعدم استخدامهم في الأعمال العسكرية، وحول ذلك قال عليكو: بالنسبة لتجنيد الأطفال ليست جديدة بالنسبة لسياسة حزب العمال الكُردستاني PKK ، بل يعتبر جزءاً من إستراتيجيتهم منذ التأسيس وحتى اليوم وهم كانوا يمارسونها بمنهجيةٍ ضمن أنصارهم في البداية، لكن وبعد سيطرتهم عسكرياً على المنطقة ومارسوا القمع بحق القوى السياسية المخالفة لهم ،وخاصةً المجلس الوطني الكُردي وأنصارهم وإرغام الشباب على العمل العسكري معهم، مما دفع والحالة هذه إلى هجرة الآلاف منهم إلى شتى بقاع العالم ،وبالتالي أفرغت الساحة لهم للتصرف كما يشاؤون بالمنطقة، ويأتي تجنيد الأطفال كأحد تجليات هذه السياسة لدى PKK علماً لم يحصل في التاريخ أن يقوم حزب بتجنيد شباب لا يؤمنون بنهجه، وأمامنا الحركات الفلسطينية وحزب الله والأحزاب الكُردستانية في العراق وإيران، أما حول توقيعهم لميثاق عدم تجنيد الأطفال مع الأمم المتحدة فلا يعني شيئاً بالنسبة لهم، وإنما كان تكتيكاً انتهى مفعوله الآن ولم يعد بحاجةٍ إليه الآن، طالما أمريكا راضية عن أعمالهم معها، لذلك ارتفعت وتيرة الاختطاف للأطفال دون رادعٍ يُذكر سواءً ضغط شعبي أو ضغط دولي مؤثّر.
وبخصوص تصاعد وتيرة الانتهاكات بلغت ذروتها لا سيما يوم العلم الكُردي، وإحراق مكتب المجلس المحلي في الدرباسية والاعتداء بقصد القتل على أربعة أعضاء من المحلية، إلى أي مدى تؤثّر تلك الانتهاكات على ملف الحوار الكُردي، المتوقّف أصلاً منذ أكثر من عام، أردف عليكو قائلاً: نعم ارتفعت وتيرة الانتهاكات، بعد غياب الدور الأمريكي المطلوب وعدم متابعتهم لسلوكيات فروع منظمات PKK ،خاصةً ما يطلق عليهم (جوانن شورشكر) حيث يأخذون أوامرهم من قنديل مباشرةً ولا يوجد على الأرض مَن يقف بوجههم أو يعترض على سياستهم، وبات من الواضح تركيزهم على بعض أحزاب المجلس، ومن بينهم حزبنا وهذا ما بدا واضحاً من خلال إحراق مكتب المجلس بالدرباسية، حيث تعرّض رفاقنا تحديداً إلى قمعهم.
وبشأن جدية الولايات المتحدة الأمريكية في إعادة جلسات الحوار و التوصل إلى صيغةٍ ترضي كافة الأطراف، وهنا سؤال آخر يطرح نفسه: هل هذه المنظومة جادة في الحوار والوصول إلى اتفاق مع المجلس؟ أوضح عليكو: بالنسبة للحوار بين المجلس وبينهم، فلقد ذهبنا للحوار على أساس ضمان قائد قوات سوريا الديمقراطية ورعاية أمريكية، وبغياب الراعي الأمريكي منذ عام والحوار متوقف، كما لم يفعل السيد مظلوم عبدي شيئاً كضامنٍ للوقوف بوجه هذه الانتهاكات اليومية، إضافةً أنّ حزب الاتحاد الديمقراطي PYD لم يقتنع يوماً بضرورة التفاهم الكُردي/الكُردي لأنهم ذاتهم مَن نسفوا ثلاث اتفاقات سابقة.
ومن الجدير ذكره أنّ المبعوث الأمريكي الجديد قد وصل إلى المنطقة لبدء الحوار واجتمع مع المجلس الوطني الكُردي مما خلق لدى المجلس انطباعاً ايجابياً لاستئناف الحوار بجدية من النقطة التي انتهت إليه ،نأمل أن لا يكون التسويف منهجاً لهم كسابقاتها.
أما بالنسبة للحلول البديلة عن إغلاق معبر سيمالكا/ فيشخابور، بعد هجوم تنظيم الشبيبة الثورية عليه قبل عدة أيام، لفت عليكو إلى أنّ معبر سيمالكا معبر حيوي جداً لشعبنا، حيث يُعتبر المنفذ الوحيد للتواصل مع العالم والتواصل بين جاليتنا في كُردستان العراق وتركيا وأوروبا وبين أهلهم في الداخل بالإضافة إلى أنه المنفذ التجاري القصير والمريح لإدخال السلع الضرورية إلى المنطقة، وما مارسه PKK من خلال منظمتهم الشبيبية من تصرف أهوج ،كمن يطلق الرصاصة على قدمه، لأنّ شعبنا في كُردستان سوريا هو المتضرّر الوحيد اقتصادياً واجتماعياً من هذه الممارسات التي لا يقبلها منطق التعاملات الحدودية، وحتى الآن لم يُكتشف بعد الدافع الحقيقي وراء قيام PKK بمثل هذه الأعمال المتهوّرة والتي يكون الشعب هو الخاسر الوحيد.
وأضاف: لذلك يُطلب من قيادة إقليم كُردستان عدم إغلاق المعبر والبحث عن وسائل وآليات جديدة لإعادة فتحه منعاً لتكرار مثل هذه الممارسات الصبيانية من قبل شبيبة PKK ،ويفضّل في هذه المرحلة تسليم المعبر للأحزاب المتحالفة مع ب ي د إلى أن يتمّ إيجاد آليات جديدة مستقبلاً.
[1]