تصريحات وزير الخارجية التركي هاكان فيدان حول الكرد.. السياق والتداعيات
كاوى قادر نادر_
في يوم السبت، #19-10-2024# ، أدلى وزير الخارجية التركي (هاكان فيدان) بتصريحات غریبة خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني (عباس عراقجي) في إسطنبول. عندما أشار إلى أن “المناقشات تركزت على التهديدات الكردية التي يمثلها حزب العمال الكردستاني (PKK) ووحدات حماية الشعب (YPG، جاءت هذه التصريحات في ظل تحولات جيوسياسية معقدة تواجهها منطقة الشرق الأوسط، مما يزيد من الأعباء على تركيا، التي تعاني بالفعل من تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة.
الخطاب الرسمي والممارسات على الأرض
تحاول حكومة حزب العدالة والتنمية تقديم نفسها كطرف يسعى للسلام مع الكرد. ومع ذلك، يشير الواقع إلى زيادة القمع والعنف ضدهم. هذه الزيادة تخلق فجوة كبيرة بين الخطاب الحكومي والممارسات الفعلية. يشعر المواطنون بقلق متزايد حيال هذه الازدواجية بين خطاب إعادة مشروع السلام مع حزب العمال الكردستاني (PKK) وتحضيراتها لاستيراد أسلحة متطورة، حيث يُعتبر الخطاب الحكومي وسيلة للتلاعب بالرأي العام، بينما تواصل الحكومة تعزيز استثماراتها في المجال العسكري.
التعاون مع ألمانيا
ناقش وزير الخارجية التركي أيضًا مسألة استيراد الأسلحة الألمانية المتطورة. هذا التعاون يعكس نوعًا من الازدواجية والنفاق السياسي في مواقف الحكومة التركية، حيث يتساءل العديد من المراقبين عن مصداقية الحكومة في الترويج لخطاب السلام في الوقت الذي تتزايد فيه الاستثمارات العسكرية. وتُعتبر العلاقة مع ألمانيا، كأحد حلفاء الناتو، حيوية في سياق التحديات التي تواجهها تركيا.
تأثير التوترات الإقليمية
إذا تصاعد النزاع في غزة ولبنان مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فقد تمتد تداعياته إلى تركيا، مما قد يؤثر بشكل مباشر على الكرد ويزيد التوترات في المناطق الكردستانية. ورغم تشابه مواقف تركيا وإيران تجاه السياسات العسكرية الإسرائيلية، إلا أن هناك اختلافات جوهرية في الأهداف الإقليمية، خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع الأوضاع في سوريا والعراق.
تداعيات الصراع في غزة
توسيع الصراع في غزة قد تكون له تداعيات عدة على الكرد، بالنظر إلى الوضع الحساس الذي تعيشه المنطقة. من المتوقع أن يتجسد تأثير هذا الصراع من خلال عدة محاور:
1-التحولات السياسية: يمكن أن تؤدي التوترات في غزة إلى تغييرات في الديناميكيات السياسية في المنطقة، مما يؤثر على الاستقرار في المناطق الكردية ويغير من أولويات الحكومة التركية.
2- زيادة العمليات العدوانية: قد تستخدم تركيا النزاع كذريعة لتصعيد عملياتها العدوانية ضد الكرد، مما يؤدي إلى تفاقم الأزمات الإنسانية في تلك المناطق.
3– التأثير على التحالفات: التطورات في غزة قد تؤدي إلى تغييرات في التحالفات الإقليمية، مما قد يغير من موازين القوى ويزيد من الضغوط على الكرد، خاصةً إذا ارتبطت التحالفات الجديدة بالتهديدات الأمنية.
تعكس تصريحات هاكان فيدان تعقيد الوضع الذي تواجهه تركيا في علاقاتها الإقليمية. بينما تسعى الحكومة التركية إلى تقديم نفسها كطرف يسعى للسلام، فإن أفعالها تشير إلى توجهات عسكرية واضحة.
من الضروري أن يراقب الكرد الأوضاع بعناية، حيث إن أي تصعيد في توترات والنزاعات الإقليمية قد يكون له آثار كبيرة على مستقبلهم وحقوقهم .في النهاية، تبقى التحولات الجيوسياسية في المنطقة والتحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها تركيا عوامل رئيسية يجب مراقبتها بعناية، حيث يمكن أن تؤثر على الاستقرار والأمن في المنطقة بأسرها.[1]