سركان دميرل بروكسل
شددت الدكتورة نيللي جزرة على أن سعي #المرأة الكردية# لنيل حقوقها متشابك مع النضال ضد الاستعمار، وقالت: المرأة الكردية لم تحمل السلاح فحسب، بل عملت على تغيير المجتمع، وتعارض وتتحدى معايير التمييز الجنسي.
تخوض النساء في الشرق الأوسط نضالاً متعدد الجوانب ليس فقط ضد عدم المساواة بين الجنسين ولكن أيضاً ضد الضغوط السياسية والقمع الثقافي والسياسات الاستعمارية.
واصل المرأة سعيها لنيل حقوقها في مختلف المجالات، من التعليم إلى التمثيل السياسي، ومن حرية اللباس إلى المقاومة المسلحة، وذلك في رقعة جغرافية واسعة تمتد من الجزائر إلى فلسطين، ومن إيران إلى كردستان، وفي الوقت نفسه، ترفع المرأة شعار المرأة، الحياة، الحرية تعبيراً عن تطلعها إلى الحرية والكرامة، ومن بين الباحثات اللواتي تناولنَّ هذه النضالات على المستوى الأكاديمي، تبرز الدكتورة نيللي جزرة.
تعمل الدكتورة نيللي جزرة، وهي أكاديمية لبنانية تحت مظلة المفوضية الأوروبية، وقبل فترة أصدرت كتابها بعنوان” نضال المرأة“، حيث لفتت من خلال هذا الكتاب الانتباه إلى مقاومة المرأة في الشرق الأوسط، ولا سيما دور المرأة الكردية في روج آفا.
وأوضحت الدكتورة نيللي جزرة، التي تحدثت لوكالة فرات للأنباء، في كتابها أن المرأة الكردية حملت السلاح للدفاع عن حقوقها.
وفي هذا الصدد، قالت: نعم، إن نضال المرأة الكردية تحديداً ليس نضالاً لهذا السبب فحسب، بل هو نضال قائم على الفترات الماضية، لأنه لم يتم الاعتراف بالكرد كشعب، حيث أنه خلال التقسيم الإداري للشرق الأوسط، تشتت الكرد بين دول عدة: تركيا والعراق وإيران وسوريا.
ولهذا السبب، لم يتمكنوا من الاتحاد كشعب وإقامة دولة مستقلة، على سبيل المثال، أسس الأرمن بعد الإبادة الجماعية دولة لهم وهي أرمينيا، ولكن لم يتم الاعتراف بالكرد، وكان هذا بشكل خاص بسبب الأحداث التي وقعت في تركيا بعد الحرب العالمية الأولى.
ولذلك، استمر نضال الشعب الكردي لفترة طويلة جداً، وشاركت المرأة أيضاً في خوض هذا النضال، وتم الاعتراف بالمرأة على قدم المساواة مع الرجل، وهذا أعطاها الفرصة لتلقي التدريب، واستخدام السلاح، وخوض النضال في نفس الظروف التي يتمتع بها الرجل، ولكن بعد ظهور الجماعات الدينية المتطرفة في المناطق الكردية وفرض قوانينها الخاصة، تصاعد نضال المرأة بشكل أقوى.
ومرت هذه المرحلة بخطورة شديدة، وقد ناقشتُ هذا القسم بشكل خاص في كتابي، حيث قام النساء بتنظيم أنفسهن وناضلنَ من أجل حقوقهن.
وقالت الدكتورة نيللي جزرة أن المرأة الكردية أصبحت مثال يُحتذى بها، لأن نضالها لم يقتصر على حمل السلاح للدفاع عن شعبها فحسب، بل سعت في الوقت نفسه، إلى أن يتم الاعتراف بوجودها كامرأة، بدون شك، الوضع ليس على هذا النحو بالنسبة لجميع النساء -نحن ما زلنا نعيش في ظل نظام أبوي، وهيمنة ذكورية قوية جداً-ولكن من خلال هذه الانتفاضة، لم تسعى المرأة إلى أن يتم الاعتراف بها فقط كمقاتلة، بل كامرأة، وسعت إلى الانخراط في المجتمع وأن تصبح شريكة في السلطة.
وفيما يتعلق بمقاومة المرأة في إيران وشرق كردستان، قالت الدكتورة نيللي جزرة: نعم، وضع المرأة الإيرانية صعب للغاية، لكنهن شجاعات للغاية، فقد خرجنَ إلى الشوارع في وقت كان تُمارس عليهن ضغوطاً شديدة للغاية.
حيث أدى اغتيال جينا أميني إلى إثارة حركة قوية للغاية، وقد قدّم قطاع كبير من الشعب الدعم لهذه الحركة، وكانت هذه الانتفاضة في الوقت نفسه أيضاً نتيجة لموقف النظام الذي أسكت المرأة ومنعها من التحدث بحرية وفرض الحجاب عليها، هنا في هذا المكان، أي في إيران، الحجاب هو رمز: رمز للخضوع والقمع.
وعندما لا تتحجب المرأة وتغطي شعرها، يصبح هذا أسلوباً من أساليب الانتفاضة، كما هو الحال في أوائل القرن العشرين في الشرق الأوسط وسوريا والعراق ومصر أو خلال الحقبة العثمانية، حيث كان خلع الحجاب تدل على التمرد والتنديد بالقمع.
وعلى الرغم من فرض الحجاب الإلزامي، إلا أن النساء لم يتحجبنَ، ولكنهن واجهن ضغوطاً شديدة، حيث أضعف هذا الضغط النشاط إلى حد ما، لكنه لم يتمكن من القضاء عليه بشكل كامل، ويستمر نضال المرأة بالمضي قدماً نحو الأمام ويحدث تغييراً، لكن هذا ليس بالأمر السهل والهيّن، لأن النظام الحالي قد تأسس على مدى سنوات طويلة ولديه أسس قوية، لذلك، فإن نضال المرأة ليس سهلاً، وأتمنى لها الشجاعة.
وأشارت الدكتورة نيللي جزرة في ختام حديثها إلى أن الحقوق التي حققتها المرأة وحصلت عليها في روج آفا كردستان في مواجهة القمع والإخضاع، يمكن أن تكون مثالاً لمستقبل المرأة السورية.[1]