الأرمن في الحسكة يستذكرون الابادة الجماعية التي ارتكبتها الدولة العثمانية
أحيا الأرمن في مدينة الحسكة الذكرى ال 110 للإبادة الجماعية التي ارتكبتها الدولة العثمانية، وسط دعوات بمحاسبة الجناة والاعتراف الدولي الكامل بالجريمة.
أحيا المجلس الاجتماعي الأرمني في مدينة الحسكة بمقاطعة الجزيرة الذكرى السنوية ال 110 للإبادة الجماعية التي ارتكبتها الدولة العثمانية بحق الأرمن خلال الأعوام 1915–1917، وذلك عبر مراسم أقيمت في مركز سردم للثقافة والفن بحضور العشرات من أبناء المكون الأرمني وممثلي مؤسسات المجتمع المدني والقوى السياسية والعسكرية في المدينة.
بدأت المراسم بدقيقة صمت إجلالاً لأرواح الضحايا، تلتها إضاءة الشموع في رمزية صامتة استحضرت فصول الألم والمعاناة التي عاشها الأرمن، إلى جانب مكونات أخرى من شعوب المنطقة، مثل السريان الآشور الكلدان والكرد الذين تعرضوا للمجازر أيضاً على يد الدولة العثمانية.
وفي كلمة ألقاها باسم المجلس الاجتماعي الأرمني وباللغة الأرمنية، قال مكرديج كاتانجيان: نستذكر اليوم ضحايا الإبادة الجماعية لنؤكد أن الحقيقة لا تُنسى، وأن مقاومتنا وتمسّكنا بهويتنا ستظلّ أقوى من محاولات الإنكار، مشدداً على ضرورة أن لا تتكرر مثل هذه الجرائم بحق أي شعب.
ومن جانبه، أكد الرئيس المشترك للمجلس الاجتماعي الأرمني، أريف قصابيان أن آلام الإبادة لا تزال حية في الذاكرة الجماعية، وهي جرح مفتوح في ضمير الإنسانية.
مضيفاً: نعاهد شهداءنا على أن نواصل النضال من أجل العدالة، ونطالب بمحاسبة الجناة عبر المؤسسات القانونية الدولية ووفق مبادئ حقوق الإنسان.
كما ألقت سيلدا سيمونيان كلمة باسم اتحاد المرأة الأرمنية، قالت فيها: بإرادة قوية نرفع اليوم رسالة الحرية والعدالة. نحن نسير بثقة نحو المستقبل، بوحدة مبادئنا وقوة عزيمتنا، من أجل استعادة الكرامة وردّ الاعتبار للتاريخ والحقيقة.
بدورها، قالت عضوة مجلس عوائل الشهداء في مقاطعة عفرين والشهباء، كلي محمد: لقد تمكّنا من البقاء رغم الألم، وسنواصل التمسك بالحياة والنضال من أجل البقاء والاعتراف. نحن هنا، وسنبقى.
وفي ختام المراسم، تحدث عضو حزب الاتحاد الديمقراطي عبد الغني أوسو، قائلاً: اليوم نحيي ذكرى واحدة من أبشع الجرائم التي ارتُكبت بحق الأرمن على يد الدولة العثمانية. القتل والتهجير والتطهير العرقي هي ممارسات لا تزال الدولة التركية الحديثة تواصلها تحت غطاء الإنكار والسيطرة.
واختتمت الفعالية بعرض مسرحي يجسد مشاهد من الإبادة الجماعية عام 1915، إضافة إلى قراءات شعرية عبرت عن المأساة والحنين والتمسك بالهوية.[1]