رئيسي وأردوغان.. اختلفا على سوريا وأذربيجان واتفقا على الكرد
إلهامي المليجي_
إن العلاقات بين تركيا وإيران هي علاقات مُركبة ولا تخلو من التعقيدات، فالبلدان قطبان مهمان في المنطقة، ويتشاركان في حدود تمتد إلى خمسمائة وخمسة وثلاثين كيلومتراً، ويربطهما تاريخ طويل من العلاقات الوثيقة اقتصادياً والمرتبكة سياسياً.
كان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قد وصل للعاصمة التركية أنقرة الأربعاء الفائت، في زيارة استغرقت يوماً واحداً التقى خلالها نظيره التركي رجب طيب أردوغان وحضر الاجتماع الثامن لمجلس التعاون رفيع المستوى بين البلدين.
وهي الزيارة الرسمية الأولى لإبراهيم رئيسي لتركيا منذ انتخابه عام 2021، وجاءت بعد تأجيل ثلاث مرات لأسباب مختلفة، ولوحظ اصطحاب الرئيس الإيراني لوفد سياسي واقتصادي رفيع المستوى.
وجاءت زيارة الرئيس الإيراني وسط مؤشرات حول احتمالية توسيع نطاق الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، فضلاً عن الخلافات المكتومة القائمة بين القوتين الإقليميتين، سواء في سوريا حيث تدعمان معسكرين متعارضين في الصراع الدائر في البلاد بين الحكومة والمعارضة، وكذلك في الصراع القائم بين أذربيجان وأرمينيا حول إقليم ناغورني قره باغ. وتزايد قلق إيران مع تزويد تركيا أذربيجان بأسلحة لمساعدتها على هزيمة الأرمن في ناغورني قره باغ عام 2020، ومجدداً العام الماضي.
الكثير من المؤشرات تكشف عن سعي كل من طهران وأنقرة لاحتواء هذه الصراعات، فبينما تعمل كل من تركيا وأذربيجان على إعادة تشغيل ممر زنغور، على غير رغبة إيران، التي تقدمت بمقترحات لحل الخلاف، حيث عرضت فتْح ممر بديل عن ممر زنغور يمر بأراضيها..
فإن الأمر بالنسبة للملف السوري تراجع الخلاف بدرجة كبيرة لصالح تفهم كل طرف لمصالح الطرف الآخر، فإيران معنية باستمرار تواجدها في سوريا، والحفاظ على النظام السوري القائم، وتركيا لم تعُد معنية بإسقاط النظام السوري، وتركز جل اهتمامها على تأمين الشمال السوري، لاستخدامه لإعادة توطين السوريين اللاجئين في أراضيها، وجعلهما بمثابة منطقة عازلة خالية من الكرد، وهذا الأمر على ما يبدو فإن هناك تقبلاً إيرانياً غير معلن عنه، حيث إن البلدين يتفقان في الحد من طموحات الكرد في البلدين.
وكانت الملفات الاقتصادية حاضرة بقوة، وبحسب رئيس الغرفة التجارية الإيراني، صمد حسن زاده، الذي رافق رئيسي، فإن حجم التبادلات الاقتصادية الحالي بين البلدين يبلغ نحو سبعة مليارات دولار سنوياً، لكن الجانبين يخططان لزيادة هذا المبلغ إلى30 مليار سنوياً، وفي هذا الإطار وقّعت تركيا وإيران على 10 اتفاقيات بين البلدين بحضور الرئيسين، على هامش الاجتماع الثامن لمجلس التعاون التركي الإيراني رفيع المستوى، وشملت التعاون في مجالات الكهرباء والمناطق الحرة والنقل والطاقة والإعلام والاتصال والتعاون العلمي والصناعي والتكنولوجي والسياحي.
إلهامي المليجي
إن العلاقات بين تركيا وإيران هي علاقات مُركبة ولا تخلو من التعقيدات، فالبلدان قطبان مهمان في المنطقة، ويتشاركان في حدود تمتد إلى خمسمائة وخمسة وثلاثين كيلومتراً، ويربطهما تاريخ طويل من العلاقات الوثيقة اقتصادياً والمرتبكة سياسياً.
كان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قد وصل للعاصمة التركية أنقرة الأربعاء الفائت، في زيارة استغرقت يوماً واحداً التقى خلالها نظيره التركي رجب طيب أردوغان وحضر الاجتماع الثامن لمجلس التعاون رفيع المستوى بين البلدين.
وهي الزيارة الرسمية الأولى لإبراهيم رئيسي لتركيا منذ انتخابه عام 2021، وجاءت بعد تأجيل ثلاث مرات لأسباب مختلفة، ولوحظ اصطحاب الرئيس الإيراني لوفد سياسي واقتصادي رفيع المستوى.
وجاءت زيارة الرئيس الإيراني وسط مؤشرات حول احتمالية توسيع نطاق الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، فضلاً عن الخلافات المكتومة القائمة بين القوتين الإقليميتين، سواء في سوريا حيث تدعمان معسكرين متعارضين في الصراع الدائر في البلاد بين الحكومة والمعارضة، وكذلك في الصراع القائم بين أذربيجان وأرمينيا حول إقليم ناغورني قره باغ. وتزايد قلق إيران مع تزويد تركيا أذربيجان بأسلحة لمساعدتها على هزيمة الأرمن في ناغورني قره باغ عام 2020، ومجدداً العام الماضي.
الكثير من المؤشرات تكشف عن سعي كل من طهران وأنقرة لاحتواء هذه الصراعات، فبينما تعمل كل من تركيا وأذربيجان على إعادة تشغيل ممر زنغور، على غير رغبة إيران، التي تقدمت بمقترحات لحل الخلاف، حيث عرضت فتْح ممر بديل عن ممر زنغور يمر بأراضيها..
فإن الأمر بالنسبة للملف السوري تراجع الخلاف بدرجة كبيرة لصالح تفهم كل طرف لمصالح الطرف الآخر، فإيران معنية باستمرار تواجدها في سوريا، والحفاظ على النظام السوري القائم، وتركيا لم تعُد معنية بإسقاط النظام السوري، وتركز جل اهتمامها على تأمين الشمال السوري، لاستخدامه لإعادة توطين السوريين اللاجئين في أراضيها، وجعلهما بمثابة منطقة عازلة خالية من الكرد، وهذا الأمر على ما يبدو فإن هناك تقبلاً إيرانياً غير معلن عنه، حيث إن البلدين يتفقان في الحد من طموحات الكرد في البلدين.
وكانت الملفات الاقتصادية حاضرة بقوة، وبحسب رئيس الغرفة التجارية الإيراني، صمد حسن زاده، الذي رافق رئيسي، فإن حجم التبادلات الاقتصادية الحالي بين البلدين يبلغ نحو سبعة مليارات دولار سنوياً، لكن الجانبين يخططان لزيادة هذا المبلغ إلى30 مليار سنوياً، وفي هذا الإطار وقّعت تركيا وإيران على 10 اتفاقيات بين البلدين بحضور الرئيسين، على هامش الاجتماع الثامن لمجلس التعاون التركي الإيراني رفيع المستوى، وشملت التعاون في مجالات الكهرباء والمناطق الحرة والنقل والطاقة والإعلام والاتصال والتعاون العلمي والصناعي والتكنولوجي والسياحي.[1]