الإدارة الذاتية الديمقراطية ليست كياناً إرهابياً يا أردوغان
نوري سعيد_
كلما ألقي أردوغان خطاباً، في أية مناسبة كانت، يقول (لن نقبل بوجود كيان إرهابي على حدودنا الجنوبية) ويقصد بذلك الإدارة الذاتية ونحن بدورنا نقول: من يتبنى أيديولوجية الاستعلاء القومي هي تركيا التي تعتبر مركز الطورانية، وتعادي مركز العالم وأصل الحضارات والثقافات والشعوب، واستصغار الآخرين وإلغاءهم داخلياً وخارجياً، هو منهج تركيا الواضح والصريح، وستصبح آليات العنف والإرهاب والعدوان هي نهجهم في التعامل مع بقية الشعوب، بدليل: بعد انتهاء الخلافة العثمانية 1924رسخت الكمالية فكرة عدم وجود أية مشكلة قومية في تركيا، مع أن تعداد الكرد فقط يزيد عن 25 مليوناً في تركيا، وارتكبت تركيا جرائم بشعة بحق الشعب الأرمني والسرياني والآشوري وحتى الأمم المتحدة اعترفت بأن تركيا ارتكبت تلك المجازر وما فعلته بالانتفاضات الكردية ينم عن حقد قومي تركي عنصري تجاه كل شعوب تركيا، ليس هذا فقط بل حكمت المنطقة 400 سنة، والحقد التركي تجاه بقية القوميات ليس حديثاً ففي عام 1908 كتب حسين جاهد الكاتب التركي المشهور في صحيفته (الترك يتمتعون بحقوق وامتيازات سامية بصفتهم فاتحين فلا مجال للاعتراف بحقوق متساوية للعناصر العرقية الأخرى) وهنا من حقنا أن نسأل: كيف لنظام يحمل في أيديولوجيته كل هذه الأفكار الشوفينية أن يتهم الإدارة الذاتية الديمقراطية بأنها كياناً إرهابياً ؟! علماً إن الإدارة تضم كافة شعوب المنطقة وكان حدوث الثورة للحفاظ على الأمن والسلم الأهلي، وحماية المواطنين من هجمات داعش الذي تدعمه تركيا، ولولا قوات سوريا الديمقراطية لعمّت الفوضى في المنطقة وهنا لابد من التنويه بأن (قسد) لم تعتدِ يوماً على تركيا فلماذا كل هذ
ا العداء السافر الذي يكنه أردوغان لهذه القوات، مع أن حروب سوريا مع تركيا تحمل الطابع الدفاعي فمن هو الإرهابي؟!
من يضرب الآن البنى التحتية للمنطقة ويحرم المواطنين من سبل العيش (ماء، خبز، كهرباء، غاز) ويقتل الأبرياء، وكلما مني بخسائر فادحة في مناطق الدفاع المشروع أمام قوات الكريلا بعد شنه هجمات احتلالية على جبال كردستان، يقوم بضرب شمال وشرق سوريا، وهنا نقول: تركيا لا تستطيع الرد على الكريلا الأبطال، وتحاول أن تأخذ الثأر من روج آفا، علماً نحن السوريون سنقاوم رغم ما نعاني من ظروف صعبة ومأساوية ولا نعلم ماذا يريد منا أردوغان، وأين المجتمع الدولي من كل ما يفعله أردوغان بشمال وشرق سوريا بشكلٍ خاص، وسوريا بشكلٍ عام، والأنكى من كل ذلك يعتبر نفسه وجيشه حُماة للسورين!
وأخيراً نقول إن قوات سوريا الديمقراطية لم تعتدِ يوماً على تركيا، وعلى أردوغان أن يكف عن تهديد الإدارة الذاتية لأن الحروب لا تجلب سوى الخراب والدمار للجميع ولا أعتقد أن أحداً يتمنى أن يحصل له ذلك.[1]