إسطوانة ...الإنسحاب الأمريكي
#شكري شيخاني#
الحوار المتمدن-العدد: 8312
المحور: القضية الكردية
الإنسحاب الأمريكي ... وشماتة المنتظرين
كثيرا ما يتم تدواله من أحاديث وتصريحات خلبية . ومنها حقيقية.. ومنها قيل عن قال , وعلى لسان الأصدقاء قبل الاعداء ..بأن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تعمل على سحب قواتها من شمال شرق سوريا.. وكثرت هذه الأحاديث خاصة مع بداية عهد ترمب في الولاية الاولى والان
يعاد في الولاية ثانية . ولا بد من القول بأن مثل هذه التصريحات, هي أولا شأن داخلي وسياسة امريكية خاصة بها.. ووجود القوات الأمريكية أو قوات الحلفاء بشكل عام, هو من أجل القضاء على داعش. في أرضه ومهده ومنع انتشاره للدول المحيطة والخارج .. لذلك فتش البنتاغون عن جهات محلية سورية,كي ,يسند لها مهمة القضاء على داعش في المنطقة, ,مثل الجيش السوري النظامي, فوجده مهلهل ومفكك ,وقد كثرت فيه الانشقاقات بين عناصره مع اول مواجهة له مع داعش في الرقة ودير الزور..ثم فتش البنتاغون عن جهة اخرى مثل الفصائل المسلحة والجيش السوري الحر . فوجد فيهما الفساد وان هذه الفصائل, هي داعش بذاتها, وأنها بدلا من أن تقضي على داعش , فهي ستنميها وتقويها ,لان هذه الفصائل صنيعة الدولة التركية, والدولة التركية هي منبع الارهاب والاجرام .. وكانت المنطقة مشتعلة بسنوات الثورة وقد مضى على اشتعالها ثلاث سنوات . ولنعد بالحديث الى شمال شرق سوريا لنجد انه ومنذ 2011 تم انشاء. وحدات حماية الشعب وعرفت أيضا بوحدات الدفاع عن الشعب، وهي قوات مسلحة رئيسية منظمة ومنضبطة وتضم الوحدات مسلحين من كافة مكونات الشعوب في المنطقة ،
ومنذ ذلك الوقت وهذه الوحدات تعتبر جيشا ديمقراطيا للشعب، إذ يعين فيها الضباط بواسطة انتخابات تجرى داخليا...و للحقيقة يرجع تاريخ تأسيسها - - إلى عام 2004، من الكورد فقط وذلك عقب محاولة الحكومة السورية الخبيثة ومسرحية الامن السوري انذاك خلال مباراة الجهاد والفتوة للايقاع بين العرب والكورد الذي ظهر في القامشلي، وقتل فيه حوالي 30 كرديا. ولان الحكومة السورية الفاشية بعهد الاسد المخلوع كانت لا تستقوي الا على ابناء شعبها
وأيضا كانت وحدات حماية النساء،قد أسست عام 2012، و كان لأعضاء تلك الوحدات الدور الهام والبارز خلال حصار مدينة كوباني. وعندما اندلعت الانتفاضة السورية في 2011، . ظهرت وحدات حماية الشعب للعلن كقوة عسكرية منظمة..وبحلول ديسمبر/كانون الأول 2012، توسعت القوات العسكرية في شمال شرق سوريا فأصبحت تضم ثمانية ألوية.واتخذت وحدات حماية الشعب أول الأمر نهجا دفاعيا في الصراع في سوريا،......
لماذ رجعت الى الوراء وذكرت تلك التواريخ لان الغالبية تعتقد ان الولايات المتحدة الامريكية هي من أنشأت قوات سوريا الديمقراطية مع العلم ان اول تعاون تم مع القوات العسكرية الموجودة في شمال شرق سوريا, كان في نهائيات العام 2014 ..هذا يعني ان البنتاغون وجد قوات عسكرية جاهزة مدرية, مخلصة ووطنية ومنظمة.فأمدها بالسلاح والعتاد والخبرات .. وخلال خمس سنوات نجحت قوات سوريا الديمقراطية بالتعاون مع قوات الحلفاء وأبلت بلاء حسنا بالانتصار على تنظيم دولة الاسلام في العراق وبلاد الشام (( داعش )).في اخر معركة وهي الباغوز 2019 .. مع العلم ان فكرة داعش لم تنتهي ولم تختفي نهائيا ويجب الاعتراف بوجود خلايا نائمة في أكثر من منطقة ..وفق كل ماسبق اعود بكم الى التصريحات حول الانسحاب الامريكي من شمال شرق سوريا..والاصدقاء قبل الأعداء يتناولون هذا الأمر وكأنه شماتة وينتظرون ماذا سنفعل ..
الى كل هؤلاء الاغبياء في السياسة, والاغبياء في الحرب والسلام, أقول بأن الارادة والعزيمة, والرغبة الحقيقية بالدفاع عن النفس ,وعن الحقوق, وضرورة الحفاظ على المكتسبات.الى جانب تطوير مشروعنا الرائد في الادارة الذاتية الديمقراطية .وتحقيق اللامركزية هي أهدافنا و هي الاساس والمنهج الذي نسير عليه وسنبقى. ونحن مزروعين في أرضنا أقوياء وأصحاب عزيمة قبل وجود القوات الامريكية والحلفاء , وسنبقى كذلك بعد انسحابهم .
ولدينا من((( خيارات الدفاع ))) الكثير.. وبرأي اذا كانت تلك التصريحات صحيحة او سوف تصبح حقيقة فان خطة مثل هذه من قبل ترمب فيها ابتزاز واضح لكل الاطراف التركي والسوري والروسي وحتى الايراني ..مثل ابتزازه لدول الخليج والسعودية خاصة .. وبصراحة وأكرر ... نحن في شمال شرق سوريا لن نموت, ولن نعلن استسلامنا, ان غادرت القوات الامريكية ام لم تغادر. لانه وكما أسلفت لدينا الرغبة والارادة والعزيمة على ان ندافع عن أنفسنا وعن أرضنا وعن مكتسباتنا وعن مشروع الادارة الذاتية..وسنلجأ الى قوتنا حسب امكانياتنا.. ولدينا الكثير من المشاريع الدفاعية عن حقوقنا ..بل ومستعدين لقلب الطاولة في وجه الجميع عند الضرورة لدينا الكثير مما يخطر او لا يخطر على بال هؤلاء الأغبياء الذين ينتظرون لحظات الشماتة. [1]