المجتمع والسياسة في كردستان (1914 – 1920)
#حسين جمو#
هناك قاعدة تاريخية صائبة إلى حد كبير وفق منطق التاريخ، وهي أن الحركات السياسية تبني حساباتها على مدى قوة المجتمع وقدرته على تحمل انتكاسات ثورية تنتج عنها نكبات اجتماعية ممتدة. وفي بيئة مثل الشرق الأوسط، حيث دعاوى وإشارات الإبادة تخيم من كل حدب وصوب، أكثريات وأقليات، فالخطأ السياسي مكلف للغاية في ظل عدم وجود نظام دولي «مانع» للإبادة الجماعية، بل إن الصفقات الجيوسياسية تتضمن على الهامش إبادات لا حصر لها، خاصة في ظل تراجع المبادئ الإنسانية في العلاقات الدولية – وهي كانت محل شك على الدوام.
كردياً، تعد التحليلات الاجتماعية ضعيفة للغاية في قراءة التاريخ القريب. بعد الحرب العالمية الأولى، تنافست القوى الدولية على مساحة أربعة مجتمعات رئيسية في الجغرافيا التي تعرف اليوم ب “الجمهورية التركية”، وهم الكرد والترك والأرمن والروم (اليونانيون) يضاف لهم المجتمع الآثوري – السرياني الذي جاء ثانوياً في حسابات القوى الدولية. مراجعة الوثائق والأحداث والمرويات تقول – وهذا يحتاج إلى تنقيب بحثي من نوع مختلف – إن البرامج السياسية التي طرحها الممثلون الأكثر عنفاً لهذه المجتمعات الأربعة كانت تفوق قدرة وجاهزية هذه المجتمعات على الاحتمال، وحتى تبني مثل هذه البرامج في حال هزيمتها. كان الإحجام الاجتماعي لتأييد الطموحات القومية لحركاتها السياسية واحدة من أهم طرق النجاة لهذه المجتمعات الأربعة.
في كل الأحوال، كانت كردستان وأرمنستان والأناضول وإيجة وكيليكيا، مليئة بالجيوش الدولية عشية مؤتمر الصلح في باريس 1919. والجيوش المحلية انسحبت إلى داخل الأناضول وكردستان، في فوضى دفعت الجميع إلى أن يحملوا صفتين متلازمتين: ضحية ومجرم حرب.
غالباً تتطرق الدراسات الكردية بشأن حقبة الحرب الكبرى (1914 – 1922) إلى الجوانب الحركية القومية، مثل سفارات الجنرال شريف باشا وسيد عبدالقادر نهري وعائلة بدرخان والملك محمود الحفيد وغيرهم من قادة الكرد. حين يتم تحليل مواقف السياسيين الكرد، مثل موقف سيد عبدالقادر من استقلال كردستان، وكيف أنه فضّل في مرحلة ما الاتحاد العثماني (أي البقاء ضمن الدولة العثمانية مع المطالبة بلامركزية سياسية لكردستان) يتم تقديمه بشكل شائع على أنه «قصر نظر» أمام دعوات الاستقلال التام التي رفعها بعض السياسيين الكرد المنفيين. في كل الأحوال، كان من اللائق بحثياً محاولة البحث عن قدرة المجتمع الكردي على تحمل مسؤولية هذه المشاريع، في ظل عدم وجود أي مانع لأي إبادة، خاصة أن الإبادة ضد الأرمن لم يكن قد مضى عليها سوى سنوات قليلة.
خلال مراجعة أعداد من مجلة «جين – Jîn» الكردية التي صدرت بين عامي 1918 – 1919، عثرنا على مقالات تتحدث عن وقائع قلما أخذت في الاعتبار لدى تحليل هذه المرحلة، وهي المجاعة العامة التي لم تصمد أمامها سوى الجيوش العسكرية.
احتلت روسيا القيصرية في عام 1916 على ولاية وان، ومنها بلدة ألباك Elbak وتعرف باسم «باش قلعة» في الوثائق العسكرية والرسمية. ترافق التقدم الروسي في أراضي كردستان وأرمينيا حتى نهاية 1917 بمجاعة مركبة تكفلت بتحطيم أجزاء المجتمع الناجية من الحرب لدى كل من الكرد والأرمن.
تظهر خريطة الجبهة العسكرية عام 1917 فشل كافة الهجمات العثمانية المضادة. استنزفت الحرب المجتمعين الكردي والأرمني في خطوط الحرب، فكانت الحملات العسكرية تُموّل ذاتياً من موارد الفلاحين وقراهم على الطرفين، وكانت كردستان قد اتسعت وأخذت كل أرمنستان الغربية حسب خريطة السيطرة بعد أن كاد الشعب الكردي أن يختفي من الوجود شرق الدولة العثمانية. في المقابل، كان الوجود التركي يواجه تحدياً وجودياً أكبر غربي الأناضول أمام التقدم اليوناني.
الضابط البريطاني الميجر تشارلز نوئيل الذي كان يقوم بجولة في كردستان عقب الحرب عام 1919 أحصى عدد القرى المأهولة في منطقة كانت كثيفة السكان قبل الحرب، فوجد أن سبع قرى فقط مسكونة من أصل 180 قرية قبل الحرب. (هوكر طاهر توفيق – الكرد والمسألة الأرمنية – ص 540). وخلال سنوات الحرب اضطر كور حسين باشا، زعيم قبيلة حيدران، إلى قيادة 12 ألفاً من أفراد قبيلته والعبور بهم نحو إيران لحماية من تبقى من رعيته من الاجتياح الروسي.
لم تكن الهجمات المضادة للقوات العثمانية، ولا المقاومة الشعبية الكردية، هي التي عدّلت الوضع وأزالت الخطر الوجودي، بل كانت الثورة البلشفية بأكتوبر 1917 في روسيا هي التي أنقذت الكرد والترك معاً وكانت بمثابة ليلة القدر على الشعبين، وجحيماً على الأرمن. فقد تفكك الجيش الروسي المتقدم حتى بدليس، وانسحبت روسيا من الحرب، وشكل بعض الجنرالات الروس قوات أرمنية وجورجية للدفاع عن المناطق التي انسحب منها الروس، فاستعادت القوات العثمانية المبادرة واستعادت السيطرة على كل مكاسب الجيش الروسي على جبهة القوقاز.
لقد أدى استحضار الرجال من الأرياف للتجنيد الإجباري الذي أصدره أنور باشا، إلى «إفساد موسم حصاد 1914 الذي كان وفيراً، مما شكل وضعاً مريعاً، فعلى مدى سنين الحرب تسبب تجنيد الرجال وحيوانات الجر والركوب، في مجاعة امتدت على سنوات» (ديفيد فرومكين – نهاية الدولة العثمانية – ص 119). ومع نهاية الحرب العالمية الأولى، عام 1918، حصدت المجاعة والإبادات معظم السكان في كردستان وأرمنستان. وكان قد دخلت إلى كردستان ثلاثة جيوش كبرى: روسيا القيصرية وبريطانيا وتركيا. خلّف الروس خلال فترة توغلهم القصير في راوندوز وخانقين بكردستان الجنوبية خراباً هائلاً جعل من غالبية السكان، بكافة شرائحهم، يحلمون مجدداً بالسيطرة التركية.
في تشرين الثاني/ نوفمبر 1918 أظهر إحصاء سكاني انخفاض عدد سكان السليمانية من 20 ألف نسمة قبل الحرب إلى 2500 نسمة بعد الحرب (ديفيد مكدول – تاريخ الأكراد الحديث – ص 186، 187). كانت الجثث تجمع في السوق كل صباح، وفي بعض الحالات كان الناس يأكلون جثث صغارهم الموتى. لقد بقيت في بلدة نهري، بلدة شيوخ النقشبندية، عشرة منازل فقط من أصل 250. وفي راوندوز 60 منزلاً من أصل 2000. وبقيت ثلاث قرى من أصل 100 قرية من قرى قبيلة «بالك» لم تسوّ بالأرض. ومن أصل ألف عائلة تقريباً من عشائر برادوست عند بداية الحرب، بقيت 157 عائلة فقط على قيد الحياة.
رغم الآلام الإنسانية والتشرد، لم يوقف طلعت باشا، الصدر الأعظم ووزير الداخلية، مشروعه في التلاعب بالتركيبة السكانية للدولة حتى وهي في حالة حرب، بل بلغ به الأمر أن عمل على تشتيت عشرات الآلاف من النازحين الهاربين من الهجوم الروسي على شرق الإمبراطورية العثمانية.
في مؤتمر الاتحاد والترقي عام 1917، تم التوقيع على اتفاق إعادة توطين العشائر. أمرت «مديرية إسكان العشائر» بترحيل رجال عشائر من دياربكر إلى وسط الأناضول عبر رُها حيث أجبروا على العمل في القطاع الزراعي. وشكل هؤلاء ما نسبته من 5 إلى 10% من مجموع السكان. تعين على اللاجئين المرحّلين الذين نزحوا من الاحتلال الروسي إلى دياربكر العمل في القطاع الزراعي أيضاً. قضت الأوامر بمنح هؤلاء المرحلين دواباً وأدوات حراثة للاستقرار والعمل فوراً في الزراعة. وبسبب النقص في دياربكر، أمرت مديرية الإسكان بزراعة البطاطا في ألازيغ (معمورة العزيز) ليتم استيرادها من هناك. ومع ذلك، فإن سياسات الاستيعاب القومي كانت القوة الدافعة الرئيسية وراء عمليات الترحيل. (أوغور أوميت أونغور- صناعة تركيا الحديثة- ص 219)
عند الشروع في عمليات الترحيل، أولى طلعت باشا الانتباه شخصياً إلى كفاءة مشروع التتريك. في يناير 1916 طلب معلومات محددة عن الأكراد الذين يعيشون في أكثر من عشر مقاطعات. «كم عدد القرى الكردية هناك، ومواقعها؟ من هم سكانها؟ هل يحافظون على لغتهم الأم وثقافتهم الأصلية؟ ما طبيعة علاقتهم مع القرويين الأتراك؟». في أبريل/ نيسان استفسر مرة أخرى، وهذه المرة يسأل كيف وأين يتم ترحيل القوافل، وما إذا كان المرحلون الكرد بدأوا يتحدثون التركية. هذه الأمثلة من المراسلات تشير إلى طبيعة عمليات الترحيل: كانت هجوماً واسع النطاق على الثقافة واللغة الكردية، والعناصر التي يمكن أن تعرّف الكرد كأمة. (أوغور أوميت أونغور- صناعة تركيا الحديثة- ص 219)
في هذه الظروف المهولة، الهرمجدونية، لم يكن الموت اليومي في المجتمعات شأناً يلفت الانتباه حتى بعد انتهاء الحرب. معظم النتاجات البحثية عن الحرب تهمل حالة السكان والعوام منهم، حتى بعد أن أصبح العوام الجيش الاجتماعي للقوميات الحديثة. وكان لافتاً أن مجلة كردية تناولت أوضاع هذه الفئة من الكرد عبر كاتبين بارزين هما ممدوح سليم بك وكمال فوزي.
كتب المثقف الكردي ممدوح سليم بك وانلي عدداً من المقالات في مجلة «جين» التي صدرت عام 1919 مترافقة مع تأسيس جمعية «تعالي كردستان».
نشر الكاتب نواف عبدالله مقالاً عن شخصية ممدوح سليم بك في مجلة حوار، وذلك في معرض قراءته لرواية «ظل العشق» للروائي الكردي محمد أوزون. فقد حول أوزون حياة ممدوح سليم إلى ملحمة للحب والحرب، وصاغ قصة عشق ممدوح لفتاة شركسية في أنطاكيا، وهو العشق الذي قلب حياة ممدوح سليم بك حين جاءه أمر من جمعية خويبون، التي تقود المساعي القومية الكردية، بالالتحاق بالثورة في جبال آغري ووضع نفسه تحت تصرف الجنرال إحسان نوري باشا، قائد الثورة الكردية ضد الجمهورية خلال أعوام 1926 – 1930، فعاش حياته – في الجانب العاطفي – حزيناً حتى وفاته في دمشق عام 1976.
لقد جمع المثقف الكردي الراحل أمين بوز أرسلان أعداد مجلة «جين – الحياة» ونجح في تهريبها إلى الخارج حيث عاش في المنفى وقدم للأمة الكردية خدمة جليلة بحفظ جزء من أرشيفهم النضالي حيث تشتت الزعماء الكرد وساءت أوضاعهم المالية كلما توغل الزمن في القرن العشرين. في الأعداد 19 و22 و 24 يكتب ممدوح سليم بك نداءات تبدو موجهة إلى الطبقة الكردية الثرية للتدخل وإنقاذ شعبهم المشرد. وينضم الشاعر والمثقف الكردي من بدليس كمال فوزي إلى ممدوح سليم بك أيضاً في هذا الانتقاد للزعماء الكرد. الأرجح أن كلاهما لم يكن يعلم عن الحال الحقيقية لهؤلاء الكرد الذين كان يعتقد الناس أنهم أثرياء، وهم لم يصرحوا في حياتهم أنهم افتقروا ولم تعد لديهم تلك الثروات المتخيلة. في كل الأحوال، يحتاج البحث في أوضاع النخبة الكردية المالية إلى تفاصيل، فأحوالهم هي التي كانت توضح مقدار نشاط القومية الكردية. في تلك المرحلة كان الأمر يتوقف على جيوب هؤلاء الآغوات والمشايخ والقليل من المثقفين بالمعنى الأكاديمي. من المعروف أن الشيخ سعيد بيران قد باع حصة عامين متتاليين من الأغنام في حلب وقام بتحصيل ديونه من التجار قبل أن يعلن الكرد ثورتهم في 1925.
يفيدنا ما كتبه ممدوح سليم في توسيع المطالبة بدراسة الأوضاع الاجتماعية للسكان الكرد عامة قبل «حرق الوعي» وذلك بالقفز إلى خلاصات تحمل شخصاً وطنياً مثل حسن خيري مسؤولية انهيار مشروع الدولة الكردية عشية معاهدة لوزان #24-07-1923# . لقد كانت أوضاع الكرد مثل أوضاع سكان المنطقة العوام عموماً، من سوريا إلى لبنان والعراق والأناضول. لم يأكل الناس لسنوات خبز القمح إلا في فترات متقطعة، وذلك خلال سنوات الحرب العالمية الأولى الأربع وبعد الحرب بعامين. وبحسب ما نقله المحامي الكاتب علاء السيد عن أحد كبار السن الذين عاشوا تلك المرحلة في حلب «قيام الفقراء بجمع حبوب الشعير المطروحة من روث بغال الجنود لكي يصنعوا منها الخبز»، ووثق مصور ألماني جانباً من مظاهر المجاعة بعدد من الصور.
في العدد 19، بتاريخ #22-05-1919# ، كتب ممدوح سليم بك بعنوان «هاوار – الصرخة» ووجه نداء استغاثة بشأن الأوضاع الاجتماعية في كردستان عشية حرب الاستقلال (1920) فكتب نصاً باللغة التركية في المجلة ثنائية اللغة (الكردية – التركية):
=KTML_Bold=مقالة ممدوح سليم في العدد 19 من مجلة “جين”=KTML_End=
«لو كان لا بدّ من تجسيد الحزن العميق الذي اجتاح كل أمة خلال هذه الحرب في نصب تذكاري، فلن أتردد في القول إن أبلغ تعبير عن هذه الكارثة سيكون صورة المرأة الكردية المهاجرة وهي تحتضن طفلها بين ذراعيها. وإذا كان هناك من لا يزال يبرر هذه الحرب التي جلبت معاناة تفوق حتى أكثر خيالات الطغاة قسوة، وإذا كان هناك من يرى في الحرب وسيلة لتحقيق أي طموح وطني أو إنساني، فإنني أجزم أنهم لم يروا بؤس من يُطلق عليهم المهاجرون، وخاصة المهاجرون الكرد. وإن كانوا قد رأوه، فإنه لا شك أن قلوبهم قد تحجرت، وعقولهم قد أُغلقت عن الوعي والإدراك».
طريقة تناول ممدوح سليم بك لمسألة النازحين الكرد من الحرب تشير إلى أزمة يعرفها الجميع، لذلك يتحدث بدون تفاصيل وعرض للقضية، من حيث أنها معروفة ولا داعي للتعريف بها. لكن التركيز البحثي اللاحق على الحامل السياسي، منذ 100 عام، جعل من المعاناة اليومية للسكان شأناً هامشياً، أو ربما رأى القادة السياسيون وزعماء الكرد في تلك الفترة أن الخلاص يكون بالانتصار السياسي، ولديهم كل الحق في ذلك الوقت للنظر في الخلاص بشكل جذري. في المحصلة، إن التاريخ القومي الكردي بات يروى ك«حكاية مسلّحة» لا مكان فيها لحكاية المجتمع الكردي. يمكن العثور على القليل جداً من يوميات الحياة الكردية في تلك المرحلة.
لذلك، فإن قراءة هذه النصوص، اليوم، تجعل فهمها غير سهل. عمّ يتحدث سليم وصديقة كمال فوزي؟! لماذا هناك عشرات الآلاف من الكرد على أطراف المدن في خيم بعد مضي أكثر من عام على انتهاء الحرب؟! لقد اختفى هذا العامل الاجتماعي من سرديات بناء قصة القومية الكردية في القرن العشرين، وأصبح التحليل مرتكزاً أكثر على خارج المجتمع، فالمؤرخ والسياسي الكردي بنى سردية تاريخية خارج المجتمع، وبات نقده موجهاً فقط للنخب والزعماء في ذلك الوقت، فيقيّم برامجهم في ضوء ما يراه صحيحاً اليوم، من دون دراسة البيئة السياسية ذاتها حين كانت النخب الكردية الأولى مطلع القرن العشرين تخوض في سياسات الهوية القومية وحدود تقاطعها مع العثمانية. لم يستوقف كثيراً دعوات الشيخ سعيد الكردي (النورسي) قبل الحرب العالمية الأولى وبعدها عما يقصده حين يقول للكرد علينا النظر في أوضاح الحمالين الكرد في إسطنبول. ما هي قضية الحمالين؟
لوحة للفنان الأرمني سيمون هاكوبيان “حمالون على جسر كاديكوي” في اسطنبول عام 1912. واللوحة منشورة في مجلة الدراسات الأرمنية المعاصرة – العدد 4 – 2014
وبالتالي، إشكالية السرد التاريخي في الحركة القومية الكردية حتى نهاية القرن العشرين أنها منفصلة عن المجتمع إلى حد كبير، وجرت محاولات لاحقة لمراجعة البيئة السياسية التي طرحت فيها القومية الكردية كمشروع سياسي، ومنها مثلاً يمكن طرح السؤال التالي لواقعة إشكالية: هل كان النصح الذي قدمه سعيد النورسي لمبعوث الشيخ سعيد بيران عشية ثورة 1925 منفصلاً عن تحليل النورسي لقدرة المجتمع على تحمل مسؤولية مثل هذه الثورة في ذلك الوقت؟ [1]