اقليم كوردستان بين بغداد و انقرة
عماد عليعماد علي
الحوار المتمدن-العدد:
5030 -
31-12-201531-12-2015 - 00:04
المحور: القضية الكردية
عندما يلوح وزير الخارجية العراقي باستخدام القوة ضد تركيا دفاعا عن السيادة! في هذه اللحظات ، و هو الاعلم بوجود القوات التركية في كوردستان الجنوبية منذ مدة طويلة و لم ينبس ببنت شفة حول ذلك . فان هذا التلويح ليس نابعا من السلطة العراقية فقط، فيمكن ان يحسبه المتابعون عن ايران من جهة و روسيا من جهة اخرى . الزيارات المكوكية للسلطة في كوردستان الى تركيا يوميا و تخبطها نتيجة تعلقها بالازمة الاقتصادية الداخلية نتيجة فشلها في قراءة الواقع التي كان من المفروض ان تتوقع ما ياتي منذ المرحلة الذهبية في حياة شعب كوردستان و السلطة اللامبالية لهم . و لكن عدم قدرة السلطة على تنظيم الواقع السياسي ادخلها في المتاهات السياسية و الاقتصادية التي لم تنقصها. و لكن خسارة الشعب الكوردستاني بعد التضحيات الكبيرة منذ عقود و ما تجرعه من الدكتاتورية البعثية لامر تدفع السلطة ثمنه، و لكنها لحد الان لم تعترف بما اقترفته ايديها . تركيا ربما خضعت لما تواجهها اليوم، بعدما تيقنت بانها لا يمكن ان تبقى في المناطق التي دخلت اليها في الموصل، لان الاهداف تختلف عما كانت تقوم به من قبل، و خرقت سيادة اقليم من اجل محاربة الحزب العمال الكوردستاني و ليس لما اتت اليوم من اجل الموصل و ما يحدث بعد طرد داعش منها .
اما السلطة الكوردستانية فهي حائرة فيما هي فيه من حيث تعاملها مع ما يجري و ما يمكن ان تلتزم بما قطعت على نفسها من تبعيتها لتركيا و ما تريده من بغداد دون اي قانون تعتمده و هي خطت دون اي تمهيد لما فعلته قانونيا او سياسيا، و انما غامرت و اوقعت نفسها في الموقع الخطا .
اذن، حيرة السلطة الكوردستانية بين ما تفكر فيه لما هو خارج الاقليم و هي في وضع لا تحسد عليه داخليا و لس لها القدرة في المقاومة لمدة طويلة، اي الازمة الداخلية و احتياجها الى بغداد و تفرض عليها الحاجة عدم قطع العلاقة مهما تازمت معها . و ما التزمت بمعاهدات و اتفاقيات ليست متكافئة مع تركيا، و هي تستغل الواقع الكوردستاني لما تريده في العراق الان و مستقبلا من جهة، و ما تنويه و تتتربص به من طموحها في الموصل و الاراضي العراقية التي تعتبرها من حقها من جهة اخرى .
بعدما وضعت السلطة الكوردستانية نفسها في مازق العلاقات السياسية الاقتصادية الشائكة مع تركيا، لا تعلم كيف تخرج منها بسلام، و ان كانت هي الخاسر الاوحد في ذلك فانها ماضية فيها لذلك يمكن ان نتيقن باننا سائرون الى الاسوا في نهاية ما يحصل في المنطقة و تدخل القوى العظمى و اعادة توزيع الادوار، و كل التوقعات تؤدي الى ان الشعب الكوردستاني هو الخاسر ان يبقى السلطة على موقفها الخطا و ما تسير عليه من وضع كافة بيضاته في سلة تركيا فقط و ارجوا ان اكون مخطئا.. فلننتظر ما يحصل.
[1] کوردیپیدیا مسئولیتی در قبال محتویات این مطلب ندارد و صاحب آن مسئول است. کوردیپیدیا آن را برای اهداف آرشیوی ضبط کرده است.
این مقاله بە زبان (عربي) نوشته شده است، برای باز کردن آیتم به زبان اصلی! بر روی آیکون

کلیک کنید.
دون هذا السجل بلغة (عربي)، انقر علی ايقونة

لفتح السجل باللغة المدونة!
این مقاله 191 بار مشاهده شده است
نظر خود را در مورد این مقاله بنویسید!