=KTML_Bold=بعد 101 عاماً لم يعد وضع الكرد كما كان في السابق=KTML_End=
سيروان عزيز
في مثل هذا اليوم من عام 1920 تم توقيع معاهدة سيفر بين الدولة العثمانية والدول المتحالفة مع المنتصرين في الحرب العالمية الأولى، والآن يكون قد مر على هذه المعاهدة 101عامًا.
خلال الحرب العالمية الأولى، وخاصة بين عامي 1914 و1918، كان الشرق الأوسط قد أصبح مركز الحرب، وعندما ننظر إلى سمات هذه الحرب وسلسلة اجتماعات القوى المنتصرة فيها، يتضح لنا على الفور أن تلك القوى كانت قد بدأت في تصميم العالم، في ذلك الوقت. ولأن مركز الحرب كان في الشرق الأوسط، فقد تأثرت كردستان أيضًا بهذه الحرب. كما أن الشعب الكردي في ذلك الوقت كان (مقسمًا)، حيث كانت هناك انقسامات دينية وجغرافية وصراعات حول الإمارات، وكانت هناك مجموعات تحت تأثير الأيديولوجية الغربية ذات الدولة القومية، ومجموعات أخرى اتخذت مكانها ضمن مجموعة الاتحاد والترقي، وهكذا فقد كان هناك العديد من الأشخاص الذين أرادوا دعم القوى الغربية (بريطانيا، وفرنسا، وروسيا) في منطقتهم. مثل محمود برزنجي وسمكو شكاكي وشريف باشا، لكن سوء فهم سياسات الديكتاتورية أدت إلى نتائج سلبية على الكرد، وتركتهم في حالتهم المجزأة وحركتهم غير المخططة وكانوا غير قادرين على الوقوف على أقدامهم لفترة طويلة. وتم القضاء على معظم الذين أداروا ظهورهم للقوى الغربية، بموافقة بريطانيا وفرنسا.
وفي الوقت الذي لم يكن فيه وضع الحرب العالمية الأولى واضحاً، فقد خرجت القوى التي انتصرت في الحرب (إنكلترا وفرنسا)، واجتمعت بطريقة سرية عام 1916، وعقدت اتفاقاً ونتيجة لذلك، قسمت المناطق الخاضعة لسيطرة الحكم العثماني حسب مصالحها التاريخية والثقافية والجيواستراتيجية. ومع هذا الاتفاق ظهر أن خطة حل القوى الرأسمالية كان في إقامة نظام مع بناء الدولة القومية. وفي نهاية عام 1918ومع معاهدة موندروس استسلم العثمانيون وقبلوا الهزيمة، وبعد أيام من ذلك قبلت ألمانيا والمجر الهزيمة أيضًا، وهذا ما خلق وضعًا جديدًا في المنطقة، وخلق التصالح والقتال في بعض الأحيان هيكلًا جديدًا.
بعد الحرب، قدّم الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون مبادئ ويلسون المؤلفة من 14 مادة إلى الكونغرس الأمريكي. وكان من بين تلك المبادئ بناء الأمم المتحدة، وتتناول النقطة 12 من المبادئ وضع الدولة العثمانية والمكونات التي تعيش في الجغرافيا العثمانية، وأعلنت الدول الحليفة مثل فرنسا وإنكلترا وروسيا ارتباطها بهذه المبادىء.
المعاهدة الثانية كانت معاهدة سيفر. والقوى الدولية حينها كانت في طور البحث عن كيفية بناء الحلول في المنطقة بما يتوافق مع مصالحها وترسيخ سيادتها، ووفقًا لهذا، تم عقد اتفاقية سيفر.
ووفقًا لمعاهدة سيفر، كان للكرد الحق في الاستقلال وإعلان دولة كردستان. هذه المعاهدة هي أيضًا أول وثيقة دولية تعالج صراحة القضية الكردية.
في 10 آب 1920 ، وقّعت الدولة العثمانية والدول المتحالفة مع المنتصرين في الحرب العالمية الأولى اتفاقًا، وفي وقت تنفيذ هذا الاتفاق كانت كردستان مقسمة إلى قسمين، قسم تحتله الدولة العثمانية وقسم تحتله الدولة الإيرانية.
يتكون الاتفاق من 13 جزءًا و 433 بندًا ، في البنود 62-63-64 إشارة مباشرة إلى الكرد. حيث تنص المادة 62 على ما يلي:
يجب على مفوضية اسطنبول تعيين ثلاثة ممثلين رسميًّا، وهم ممثلون عن بريطانيا وفرنسا وإيطاليا، بعد توقيع الاتفاق ولغاية ستة أشهر، يجب وضع خريطة للحكم الذاتي في المناطق التي يكون غالبية السكان فيها من الكرد.
وإذا لم تتمكن المفوضية من اتخاذ قرار نهائي، فيمكن لممثلي الدول الثلاث مناقشة الأمر مع حكوماتهم. وفقًا للمادة 63، يجب على الحكومة التركية الالتزام بقرار اللجنة.
وتنص المادة 64 أيضًا على أنه يجب على تركيا التنازل عن حقوقها في المناطق الكردية وأن حقوقها مضمونة وفقًا للاتفاق بين الحلفاء وتركيا.
ذات الدول التي أكدت قيام كردستان بهذه الكلمات، تخلت عن التحالفات الداخلية، من أجل تطويق اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية وخلافاً لأحكام المعاهدة دعمت تأسيس الجمهورية التركية وضحت بالشعب الكردي.
وفي المعاهدة مع جمهورية تركيا بتاريخ 24 تموز 1923 في لوزان ، تم إرساء أسس دولة قومية موحدة وانتهكت أحلام وتطلعات الشعب الكردي. نتيجة لاتفاقية لوزان؛ انقسمت كردستان بالكامل، ورُسمت الحدود، وحُرم الكرد حتى من أبسط حقوقهم، وبدأت موجة الإبادة الثقافية والمادية في شمال كردستان بموافقة دولية، وبدأت الفاشية التركية بذبح الكرد بموجب قانون الشرق لعام 1925، وقتلت مئات الآلاف من الكرد وطردت ملايين الكرد من مناطقهم. وكما يقولون هم لقد وضعنا الحلم الكردي تحت القبر ووضعنا فوقه الأسمنت، لم يعد بإمكانهم أن يزهروا من جديد.
والوضع في المنطقة اليوم يشبه بداية القرن العشرين في كثير من النواحي. لكن الوضع بين الكرد ليس كما كان من قبل. وعلى الرغم من كل هجمات وخطط العدو بتعاون العديد من الأطراف التي تنفذ حاليًّا ضد الشعب الكردي، إلا أن مقاومة لا مثيل لها تشن ضده. فالعدو الآن يحاول بالفعل افتعال حرب أهلية بين الكرد والأتراك، وظهر هذا بشكل خاص في المذبحة الأخيرة التي ارتكبت بحق عائلة كردية في قونيا، لكن الشعب الكردي وصل إلى نقطة حيث بإمكانه أن يدرك أن الوقت له، وقد استعد للقرن جديد بكل قوته، وحشد كل موارده وفرصه من أجل استقلال كوردستان.
وهكذا، فإن ما يقع الآن على عاتق كل كردي هو أن يكون قادرًا على تحمل مسؤولية المكاسب التي حققها الشعب الكردي. يجب أن تؤسس وحدة قومية، وذلك لأن العدو يريد دائمًا أن ينفذ مخططاته ضدنا. فاليوم وبعد 101 عامًا، يريدون إعادة التاريخ مرة أخرى، و يجب على الجميع أن يدعم المقاومة الحالية ويقفوا وراء المناضلين من أجل الحرية؛ لكي لا نخسر قرنًا آخر.[1]