$عفرين تحت الاحتلال (212): قرية “كفرشيل” – استيلاء وسرقات، مجزرة في تل رفعت، مقتل مسنة، حملات اعتقال تعسفية$
رغم الكثير من الكلام المعسول على لسان أوساط الائتلاف السوري- الاخواني حول “الأمان” و “رد الحقوق” في المنطقة، علاوةً على تصريحات أردوغان وطاقم حكمه حول “العودة الطوعية”، فإن معظم العائدين من أهالي عفرين خلال هذا العام تعرّضوا للتحقيقات والابتزاز المادي لدى الميليشيات، بالإضافة إلى الاعتقال التعسفي بإشراف ومتابعة الاستخبارات التركية.
فيما يلي انتهاكات وجرائم مختلفة:
= قرية “كفرشيل- Keferşîl“:
تتبع مركز مدينة عفرين وتبعد عنه ب/3/ كم، مؤلفة من حوالي /100/ منزل، وكان فيها حوالي /500/ نسمة سكّان كُرد أصليين، جميعهم نزحوا إبّان العدوان على المنطقة، وعاد منهم حوالي /80 عائلة = 250 نسمة/ والبقية هُجِّروا قسراً، وتم توطين حوالي /3125/ نسمة فيها (/20 عائلة = 125 نسمة/ في المنازل المستولى عليها، وحوالي /100 عائلة = 600 نسمة/ في الخيم المنصوبة بجانب قناة الري، وحوالي /400 عائلة = 2400 نسمة/ في مباني مشروع سوق السيارات الذي شيدته الإدارة الذاتية السابقة). وأثناء العدوان على المنطقة تم قصف القرية، فأدى إلى جرح مدني.
تسيطر على القرية ميليشيات “فرقة الحمزات” التي سرقت قبل وصول العائدين معظم محتويات المنازل، من المؤن والأواني النحاسية وأسطوانات الغاز وشاشات التلفاز والأدوات والتجهيزات الكهربائية وتجهيزات الطاقة الشمسية وغيرها، وكافة محتويات /20/ منزلاً مستولى عليها، ومجموعة توليد كهربائية (أمبيرات) وشبكتها، وكذلك محوّلة وكوابل شبكة الكهرباء العامة، بينما شركة الكهرباء التركية العاملة في المنطقة فككت ونقلت أعمدة الشبكة وما بقي منها فيما بعد، على وعد إعادة تأسيسها، دون تنفيذه إلى الآن.
وسرقت أيضاً أنابيب وبخاخات شبكات ري بعض الأراضي الزراعية، وعدد من السيارات استعيدت بعد دفع أصحابها إتاوات باهظة، إحداها للمواطن “محمد سليمان”.
وتستولي “الحمزات” على مزرعة تضم بيتاً و/40/ شجرة مثمرة عائدة ل”عابدين بكر” وعلى /155/ شجرة زيتون ل”عبد الرحمن محمود سليمان”، وتُشغّل معصرة الزيتون العائدة ل”خالد محمد عبد الرحمن” رغم تواجده في القرية بالشراكة جَبراً، وتفرض إتاوة /15-20/% على انتاج مواسم الزيتون، عدا السرقات التي تطال كافة المواسم الزراعية (الزيتون، الرمّان، الجوز، التفاح…)، وبشكلٍ شبه يومي، من قبل المسلّحين والمستقدمين المقرّبين منهم، دون أن يتمكن أحد من الأهالي من منعهم أو تقديم شكوى ضدهم.
وقطعت آلاف أشجار الزيتون- منها للمواطن “حسين حجي- قرية علمدار”- بشكلٍ جائر، بغية التحطيب والتجارة، علاوةً على الرعي الجائر لقطعان المواشي بين حقول الزيتون والأراضي الزراعية.
وحفرت ونبشت في موقع مزار “شيخ محمد” ومقبرة القرية بحثاً عن الآثار والكنوز الدفينة وسرقتها. وقامت قوات الاحتلال وميليشياته بتجريف وتخريب مقبرة “الشهيدة آفستا” في القرية، حال وصولها إليها.
وفي إطار الحركة الدينية المتشددة النشطة في المنطقة، تم تأسيس معهد باسم “معهد سيدنا يحي عليه السلام” في مسجد القرية بتاريخ 01-09-2020م، لتلقين الأطفال التعاليم الدينية وحفظ القرآن ودروس سياسية.
هذا، وتعرّض المتبقون من الأهالي لمختلف صنوف الانتهاكات، من اختطاف واعتقال تعسفي وتعذيب وإهانات وابتزاز مادي وغيره، منهم (عدنان جمو /63/ عاماً مع زوجته وشقيقه وابنه وابنته)، بتُهم العلاقة مع الادارة الذاتية.
= ضحايا قتلى وجرحى من قصف تركي:
بتاريخ 24-08-2022م، ارتكب الجيش التركي مجزرةً بحق المدنيين، إذ قصف بطائرةٍ مسيّرة مغسلة سيارات وسط بلدة تل رفعت- ريف حلب الشمالي المكتظة بمُهجّري عفرين، فأدى إلى وقوع أضرار مادية وضحايا قتلى وجرحى، بينهم نساء وأطفال، هم: الشهداء (“حمزة إيبو بريم /21/ عاماً- قرية “كيلا” ومن عناصر قوات تحرير #عفرين# ، نافخاش رشيد عليكو /28/ عاماً- قرية “كوتانا” وصاحب المغسلة، فاطمة عثمان معمو /29/ عاماً- قرية “حسيه/ميركان”، زهير عبد الرحمن محمد /36/ عاماً- قرية “تلف” والذي توفي بعد يومين متأثراً بجراحه)، الجرحى (حسين مراد /13/ عاماً، سمير عبد القادر رشو /31/ عاماً، منّان رشيد حسن /57/ عاماً، أدهم رشيد حنان /54/ عاماً، عكيد فخري شيخو /32/ عاماً، زين حسين حسين /13/ عاماً).
وقد كان الشهيد “حمزة” يُحضّر سيارة زفة العروس في يوم زفافه المفترض، ولكن تحوّل الزفة إلى تشييعٍ لجثمانه في اليوم التالي إلى مثواه الأخير.
ومنعت ميليشيات “فرقة السلطان مراد” شقيق الشهيد “نافخاش” المتواجد في قرية “كوتانا” من فتج مجلس عزاء أو استقبال المعزين، وأرغمته على الذهاب إلى العمل كالمعتاد.
ويُذكر أنه بتاريخ 15-08-2022م، قصف الجيش التركي قرية “بينيه/أبين”- شيروا الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري، فأصابت إحدى القذائف ساحة المدرسة وأخرى منزل “محمد عمر بكرو” الذي تهدم جزء منه واحترق نتيجة اندلاع نيران في برميل مازوت، واحترقت دراجة نارية فيه، كما أصيب الطفل “أحمد عماد إيبش /13/ عاماً من أهالي قرية “باسليه/باصلحيا” النازحين بجروح.
= مقتل امرأة مسنّة:
عصر يوم الخميس 25-08-2022م، بينما كانت تنظف أرض الدار، سقطت بشكلٍ مفاجئ، فأُسعفت إلى بلدة راجو ثم إلى مدينة عفرين، لكنها توفيت بسبب نزفٍ داخلي قبل الوصول إلى المشفى، حيث وجد الأطباء رصاصةً في جسدها.
إنها المسنّة “ريحانة محمد بنت عمر /70/ عاماً” من أهالي قرية “جنجليا- Çençeliya” التي أصيبت نتيجة إطلاق رصاص كثيف في عرس شاب من المستقدمين بقرية “حجمالا” المجاورة، من قبل مسلّحي ومستقدمي ميليشيات “فيلق الشام”، في ظلّ حالة فوضى حمل السلاح وإطلاق الرصاص عشوائياً، وبكثافة في الأعراس، حتى من السلاح المتوسط… دُفنت المغدورة دون فتح تحقيق ومحاسبة الجناة، فهذه الجريمة ستسجل ضد مَن في منطقة “أردوغان- الآمنة”؟
= اعتقالات تعسفية:
– من أهالي قرية “قره بابا”- راجو: اعتقال المواطن “زياد عزت بكر/ماميه /32/ عاماً” بتاريخ 21-07-2022م، لحظة وصوله إلى القرية عائداً من حلب- وجهة النزوح، بغاية رعاية والده المريض؛ و “عبد السلام علي مقداد /30/ عاماً” منذ أكثر من ثلاثة أشهر، بتهم ملفّقة، وذلك من قبل ميليشيات “فيلق الشام” و “الشرطة العسكرية في راجو”؛ ولا زالا قيد الاحتجاز التعسفي.
– في حزيران 2022م، اعتقال المواطن “محمد إسماعيل محمد /35/ عاماً” من أهالي قرية “رجا”- مابتا/معبطلي، من قبل “الشرطة العسكرية في عفرين”، بتهمةٍ ملفّقة، نتيجة وشايةٍ على خلفية خلافات عائلية، وأخفي قسراً، إلى أن تمكن ذويه من التواصل معه في سجن “ماراته”- عفرين منذ أسبوع.
– من أهالي قرية “ديكيه”- راجو: اعتقلت الاستخبارات التركية و”الشرطة العسكرية في عفرين” المواطِنين (“محمد منان نعسو بلال /27/ عاماً” بتاريخ 05-07-2022م من مكان عمله بمطعم “كبصو” في المدينة، و “صلاح رشيد حمو /39/ عاماً” بتاريخ 23-08-2022م من منزله بالمدينة)؛ و “شيخو سيدو حمو /66/ عاماً” بتاريخ 22-08-2022م من قبل الاستخبارات التركية وأمنية “فيلق الشام” في بلدة ميدان أكبس، بعد عشرة أيام من عودته من حلب؛ وذلك بتُهم العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، ولا زالوا قيد الاحتجاز التعسفي.
– أواسط تموز 2022م، اعتقال المواطن “ركن الدين محمد عبدو/جرجي /30/ عاماً” من أهالي بلدة “بعدينا”، من مكان إقامته في مدينة عفرين، من قبل ميليشيات “الشرطة العسكرية”، بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، وقد أُفرج عنه منذ أسبوع.
يُذكر أن شقيقه الأكبر “إبراهيم خليل عبدو بن محمد /44/ عاماً” مخفي قسراً ومجهول المصير منذ لحظة اختطافه في 03-05-2019م.
– بتاريخ 08-08-2022م، اعتقال القاصر “رمزي رمزي كيلو /16/ عاماً” من أهالي قرية “أرنده” ومقيم في قرية “سوركه” –راجو، من قبل ميليشيات “الشرطة المدنية في راجو”، بتهمة ملفّقة، ولا يزال قيد الاحتجاز التعسفي دون تواصل مع ذويه.
– من أهالي قرية “معرسكه”- شرّا/شرّان القريبة من أعزاز: اعتقال المواطنين (“أحمد طوبال حمو بن يوسف /45/ عاماً” – مدير المدرسة بتاريخ 14-08-2022م، “محمد عزت حج أوسو /34/ عاماً” بتاريخ 17-08-2022م، محمد علي يوسف /69/ عاماً بتاريخ 22-08-2022م، “أحمد بشير خليل /30/ عاماً” بتاريخ 25-08-2022م)، من قبل ميليشيات “الجبهة الشامية” و “وحدة مكافحة الإرهاب بإعزاز”، بتُهم ملفّقة، ولا زالوا قيد الاحتجاز التعسفي، ما عدا “أحمد خليل” الذي أطلق سراحه في اليوم التالي لاعتقاله بعد فرض فدية مالية كبيرة عليه.
يُذكر أنّ المواطن “أحمد خليل بن عبد الحنان /40/ عاماً” من أهالي القرية مجهول المصير منذ تاريخ اختطافه/اعتقاله، قبل ما يقارب عام وتسعة أشهر.
– منذ عشرة أيام، اعتقال المواطن “مصطفى مراد زيبار /65/ عاماً” من أهالي قرية “معملا”- راجو، من قبل ميليشيا “الشرطة المدنية”، بحجة مشاركته في الحراسة الليلية أثناء الإدارة الذاتية السابقة، وأُطلق سراحه بعد يومين وفرض غرامة مالية عليه.
– بتاريخ 22-08-2022م، اعتقال المواطنين “عبد الرحمن محمد إيبو /23/ عاماً، شقيقه محمود محمد إيبو /27/ عاماً، مصطفى نوري حج حسن /30/ عاماً، محمد عارف عثمان /30/ عاماً، نديم عثمان عبدو /26/ عاماً، حسن صالح عثمان /35/ عاماً” من أهالي قرية “كورزيليه”- شيروا، من قبل ميليشيات “الجبهة الشامية”، بتُهم ملفّقة، وتعرضوا للضرب والإهانات، حيث أطلقت سراحهم بعد ست ساعات، بينما نقلت “حسن عثمان” إلى سجن “كفرجنة” الخاص بها وأطلقت سراحه في اليوم التالي.
– بتاريخ 24-08-2022م، اعتقال المواطنين “جوان عمر عمر /38/ عاماً، شيرفان محمد علي بن خليل /27/ عاماً، عبد الرحمن رستم بن نوري /28/ عاماً، فتحي قاسم بن حسين /35/ عاماً، محمد إيبو بن سليمان /27/ عاماً” من أهالي بلدة “باسوطة”- شيروا، من قبل ميليشيات “الشرطة العسكرية في عفرين”، بتُهم العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة.
= فوضى وفلتان:
– بتاريخ 26-08-2022م، توترت الأوضاع في قرية “زعرة”- بلبل مرّةً أخرى، نتيجة التنازع والاختلاف بين ميليشيات “فرقة المعتصم” و “فرقة الحمزات” حول قطاعات النفوذ والمنهوبات وطرق التهريب عبر الحدود؛ وكانت قد وقعت اشتباكات بين الطرفين في 07-08-2022م، أدت إلى إصابة /4/ عناصر بجروح مختلفة، واستدعت تدخل ميليشيات “الشرطة العسكرية” لفكها.
– بتاريخ 27-08-2022م، قام مسلّحون من عشيرة الموالي (منضوين إلى صفوف ميليشيات فرقة الحمزات المسيطرة على قرية “كوكان تحتاني”- مابتا/معبطلي)، باعتراض دورية من ميليشيات “الشرطة العسكرية في عفرين” وضربوا سيارتها وأسروا عناصرها، بعد تبادل إطلاق النار، فاستدعى الأمر تدخل المزيد من قوات الموالي – الحمزات من القرى المجاورة، وذلك إثر حضور الدورية لإلقاء القبض على أحد المطلوبين، لكنها عادت دون تنفيذ المهمة بعد طردها من القرية.
= انتهاكات أخرى:
أقدمت ميليشيات “أحرار الشرقية” مؤخراً على قلع حوالي /1200/ شجرة رمّان كبيرة في سهل قرية “شديا”- راجو، عائدة للمُهجّر قسراً “حسين أحمد جعفر” من أهالي قرية “معملا”، رغم تواجد وكيله في “شديا” وإدارته للحقل منذ أربع سنوات.
إنّ الانتهاكات التي تُمارس ضد العائدين إلى عفرين تباعاً، تدحض رواية أردوغان حول “المنطقة الآمنة”، وتؤكد مرّةً أخرى على استمرار سياسة العداء الممنهجة ضد الكُرد ودورهم في سوريا.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]