خضر دوملي
“من الصعب وصف الحالة التي يعيشها المجتمع #الايزيدي# وفق رؤية اللذين هاجروا وطنهم ويسكنون اوربا الان ،،، اذ لايزال يعانون من تأثير الصدمة والخوف من المطاردة والفرمانات“.
بهذه العبارة المختصرة يصف الباحث في شؤون الايزيدية عيدان برير طالب الدكتوراه في جامعة تل ابيب ويقول ” حياتهم لاتزال صعبة لايزال هاجس الخوف يطاردهم ولايزال هناك تاثير اعمال العنف و القتل و الاستهداف يرافق حياتهم ،،، انهم يشبهون اليهود في العيش مع الصدمة وتأثيراتها “.
عيدان برير الذي انهى دراسته للماجستير حول الجالية الايزيدية في اوربا ضمن رسالته (الايزيديون يكتبون تاريخهم مجددا) يصف رحلته مع الايزيدية هناك بأنها ” كانت مثمرة ومفيدة تعرفت على هذا الشعب الطيب عن قرب ولكن “تلمست بقوة خوفهم على المستقبل، خوفهم على البقاء في كوردستان في ظل انتشار الافكار الدينية التي تدعو الى رفضهم ورفض التعامل معهم “.
يقول عيدان انه رأي تأثير و توجيه النخب الجديدة في كتابة تاريخ الايزيدية والحفاظ على موروثهم الحضاري الذي يعد قريبا جدا من الموروث اليهودي قبل انشاء دولة اسرائيل وهي مسألة خوفهم من المستقبل، العيش تحت تأثير الصدمة تلك الصدمة التي تركتها حملات الابادة ضدهم اعتبارا من حملة الامير محمد باشا الرواندوزي و وصولا الى حملة عمر وهبي،،، تلمست ذلك في قصصهم واحاديثهم، في تراتيب نقل الحكايات“.
عيدان برير التقى بالكثير من النخب المثقفة الايزيدية في المانيا خاصة و اشار بأنه توصل الى فكرة مفادها بأن “قصة خوف الايزيدية تشبه الى حد كبير تلك القصص التي تناقلتها اليهود مع اختلاف في بعض الصور و الممارسات وتلمس بوضوح الخوف الذي طال الايزيدية نتيجة اعمال العنف التي طالت الايزيدية في العراق خاصة عام 2007 التي عززت شبح الخوف بأنه لايزال يطاردهم “.
رسالة ماجستير عيدان حول الايزيدية تعتبر اسهامة مهمة من قبله كما يشير لانها فتحت بابا كبيرا للتعرف على الايزيدية والتعرف على معاناتهم في العراق ايضا وكوردستان الذي يقول عيدان بأنه توصل الى عدة افكار تتمثل بأن ” الخوف من الاسلام السياسي يتعاظم لدى الايزيدية ولذلك يفضل الكثيرين الهجرة، ثم انه لاتزال هناك اعتداءات مستمرة ضدهم تعزز بقائهم العيش تحت هاجس الخوف القديم متصلا بالجديد، اذ لايزالوا يرددون في اغانيهم وفلكلورهم ما تعرض له الايزيدية في نهايات القرن التاسع عشر من حملات ابادة في الموصل مثلا ، ثم الفكرة الاخرى وهي الاكثر اهمية تتمثل ب بخوف الايزيدية من المستقبل في ظل تردي اوضاع الاقليات الدينية في العراق بشكل خاص والى حد ما في اقليم كوردستان نتيجة انتشار الافكار المتطرفة “.
الحديث مع عيدان يبين مدى شغفه واهتمامه بالايزيدية كمجتمع له خصوصيته المتميزة و تراه يحاول ان ينقل لك اكبر قدر من المعلومات في جمل قصيرة يشدد عليها كثيرا وخاصة التي توضح بأنه مع المجتمع الايزيدي في الحفاظ على خصوصيته حتى وان كان في خارج الوطن .
دراسة عيدان التي تعد الابرز عن الايزيدية في جامعة تل ابيب سيتم ترجمتها الى اللغة الانكليزية قال بأنه يأمل ان يحافظ الايزيدية على الارث الحضاري الذي يمتلكونه، ومن المهم ان يتم جمع التراث والتاريخ الايزيدي بما يتلائم و الواقع الحالي والظروف التي يمر به المجتمع الايزيدي.
ويضيف عيدان بأن الدراسة الميدانية اعتمدت على العديد من المصادر والمقابلات مع العديد من التقارير التي تناولت واقع الايزيدية في العراق من اجل الخروج بافكار تساعد الايزيدية في الحفاظ على موروثهم الحضاري، وكذلك بيان واقع الايزيدية ( فترة الدراسة عام 2008 – 2009 ) الصعب جدا في كوردستان وفق ما تعرضوا له من تهميش و اهمال على عدة مستويات على ضوء المقابلات التي اجريت ضمن الدراسة.
الشعور بالخوف و الاهمال، الشعور بأن المستقبل لايتوافق مع تطلعات الايزيدية ، الشعور من الخوف الازلي الذي رافق الايزيدية والذي يتمثل بشكل صريح في الفلكلور و التراث الغنائي والقصص التي يتناولها الايزيدية ، كذلك معاناتهم من الصدمة و تأثير النخب في توجيه الايزيدية بالشكل الصحيح بعيدا عن تقليد الافكار والاساليب التي تتبعها الاديان الاخرى وخاصة الكتابية .
عيدان كان فرحا لما حصله من معرفة عن الايزيدية ويأمل ان يزور الايزيدية في كوردستان يوما لكي يتعرف عن قرب على واقعهم و يزيد دراسته وافكاره بالكثير من المعلومات التي يقول انها بحاجة الى التطور على الدوام من اجل نقل صورة الايزيدية بالشكل الصحيح للعالم..
اللقاء اجري في نيويورك على ضوء مشاركة الباحث في دورة تأهيلية في نيوهيفن.[1]