تقرير/ هايستان أحمد [1]
روناهي/ قامشلو: بروح شبابية واندفاع هادف أنهت سلافا أرارات كتابها عن أمثال وحِكم الأجداد، لتوصل عِبر وحِكم أجدادنا إلى حاضرنا والأجيال الآتية، وذلك في مدينة كوباني.
يُقال حكم الأجداد لم تُقال من الفراغ بل كانت نتيجة خبرتهم في الحياة والظروف التي مرت عليهم من فرح أو حزن، فلكل شيء مثال أو حكمة أو قول يناسب الموقف والعديد منا من يهتم بالحكم والأمثال لأنها غالباً تطابق الواقع على الرغم من قلة الألفاظ إلا أنها مليئة بالفائدة وعمق التجربة، والكرد كما الكثير من الشعوب الأخرى لتاريخهم أمثال وحكم كثيرة لا تعد ولا تُحصى، ومن هذه النقطة اقتبست اليافعة ابنة كوباني “سلافا أرارات”، موضوع كتابها الذي يجمع الأمثال والحكم القديمة الكردية، وقد تم توقيع الكتاب ضمن حفل نظمه اتحاد مثقفي كوباني وبرعايتهم، والكتاب بعنوان “أقوال وحكم الأجداد”، وجاء في مئة وسبعين صفحة من القطع الوسط ،دوّنت الشابة سلافا التي تبلغ من العمر الثامنة عشرة فقط أمثال وحكم شعبية مازال الكرد يذكرونها إلى يومنا هذا وبشكل خاص أمثال مدينتها كوباني، فهي لم تأخذ أي كلمة من الإنترنت أو وسائل أخرى بل تجولت في الأنحاء من قُرى كوباني أخذت الحكم من أفواه المسنين ومن تاريخ الكرد العريق.
حفظ الماضي من أجل مستقبل مشرق:
حدثتنا الكاتبة سلافا عن تجربتها في الكتابة للمرة الأولى قائلة:(عندما كنت أتردد إلى المدرسة كانت ترنو على مسامعي أمثال وحِكم قديمة، ولفتني أكثر جمع هذه الأمثال هو أنها جزء من ثقافتنا الكردية، وبعد ثورة روج آفا وتحرير مدينة كوباني، تأسست لجنة الثقافة والأدب عام 2016م، وكانوا يشجعوننا على تداول الحكم والأمثال كونها ثقافة أجدادنا، والذي شجعني على تدوين الحكم على الورق هو أن نستفيد من تجارب أسلافنا وكي لا ننسى تراثنا لأن أمهاتنا ليست على دراية كاملة بهذه التجارب والحكم وأردت أن أحفظها في كتاب من أجل النشء الجديد، وبدأت بجمع هذه الأمثال والأقوال منذ عام 2016م، وانهيته عام 2018م).
بهمة وإصرار قوي كتبت سلافا ما تريد أن يحتفظ به تاريخ الكرد في صفحاته، بل تتطلع إلى أن تضيف أجزاء أخرى من قصص وعِبر وحكايات في المجتمع الكردي القديم أيضاً، وقالت عن هذا:(وأن أمكنني سأدون قصص وأساطير العشاق وحكاياتهم القديمة التي لا يعرفها الكثير منا كي لا يضيع إرثنا وقصصنا القديمة).
الأقلام الكردية تتحدث:
والجدير بالذكر أن سلافا كانت تتقصى حول كل مثل كتبته في كتابها وكانت تريد أن يرافق كل مثال معناه ومغزاه ولكن هذا الأمر كان يتطلب توسيع الكتاب أكثر، وهذا الكتاب متنوع بين عبر قديمة وأخذ العظة منها وستكون ممرات جميلة لذاكرة الكرد ليعبرها مستقبلاً، اختتمت سلافا قولها:” أتمنى ألا تضيع أية كلمة أو حرف من تاريخنا وتراثنا العريق وأن نبحث في تاريخ المجتمع عن تلك الأمثال والقصص التي ما زالت جداتنا وأجدادنا يحتفظون بها، لتكتب ثقافة الكرد بأقلام أبنائها”، الشابة سلافا مثال عن تمسك الكرد وحبهم لتراثهم وثقافة أجدادهم والسير على خطاهم وأخذ العبرة من تجاربهم، فلا مستقبل دون ماضي.