عفرين…ﺑﻌﺾ ﻣﻼﻣﺢ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺪﺍﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﺒﻞ ﺍﻟﻜﺮﺩ (#ﻋﻔﺮﻳﻦ# ) في فترة ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ….
بلنك ميتاني
ﻳﺆﻛﺪ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﻓﻲ ﺣﻮﺽ ﻧﻬﺮ ﻋﻔﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻵﻻﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ، ﻛﻤﺎ ﺷﻬﺪﺕ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺃﻛﻮﺍﺥ ﺛﺎﺑﺘﺔ. ﺣﻴﺚ ﺗﻮﺟﺪ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺗﻞ ﻋﻴﻦ ﺩﺍﺭﺍ ﻗﺮﻳﺔ ﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ﺗﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺠﺮﻱ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ، ﺃﻱ 5000–8000 ﻕ. ﻡ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻼﻝ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﺍﻷﺛﺮﻳﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺗﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﻓﺘﺮﺍﺕ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﺃﻭ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ، ﺑﺎﻗﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﺗﻨﻘﻴﺐ، ﻭﻫﻲ ﻻﺷﻚ، ﺗﺨﻔﻲ ﻓﻲ ﺟﻮﻓﻬﺎ ﺃﺳﺮﺍﺭﺍً ﻟﻤﻌﺘﻘﺪﺍﺕ ﻭﻋﺒﺎﺩﺍﺕ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ. ﺇﻥ ﺍﻟﻬﻴﻜﻞ ﺍﻟﻌﻈﻤﻲ ﻟﻠﻄﻔﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻛﺘﺸﻒ ﻋﻦ ﻫﻴﻜﻠﻪ ﺍﻟﻌﻈﻤﻲ ﻓﻲ ﻛﻬﻒ ﺩﻭﺩﻩ ﺭﻳﻪDuderiyê ﻓﻲ ﺟﺒﻞ ﻟﻴﻠﻮﻥ في قرية برج عبدالو تحديداً وهي قريبة من قريتي شيح الدير، وقد زرته مرات كثيرة، ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻧﻴﺎﻧﺪﺭﺗﺎﻝ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺪﻓﻦ ﻣﻮﺗﺎﻩ، ﺃﻱ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺻﺎﺣﺐ ﻣﻌﺘﻘﺪﺍﺕ ﻭﺃﻓﻜﺎﺭ ﻭﻃﻘﻮﺱ ﺑﺪﺍﺋﻴﺔ، ﺗﺼﻠﺢ ﺃﻥ ﺗﻨﺴﺞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻘﺎﺋﺪ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﻣﺘﻔﺮﻋﺔ، ﻓﻘﺪ ﻭﺟﺪ ﺭﺃﺱ ﺭﻣﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﺭ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻄﻔﻞ، ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻄﻘﻮﺱ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺼﺮ . ﻛﻤﺎ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻌﺒﺪ ﻋﻴﻦ ﺩﺍﺭﺍ ﺃﺣﺪ ﺃﻗﺪﻡ ﺍﻟﻤﻌﺎﺑﺪ ﺍﻟﻤﻜﺘﺸﻔﺔ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ﻓﻲ ﺟﺒﻞ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ، ﻭﻗﺪ ﺣﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎﺋﻪ ﺳﻠﻴماً ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ، ﻭﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﺍﻹﻟﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﻴﺪ ﺍﻟﻤﻌﺒﺪ ﻷﺟﻠﻪ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻵﺛﺎﺭﻳﻴﻦ ﻳﻔﻴﺪﻭﻥ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﺒﺪ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺤﺜﻴﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ، ﻭﺍﻷﻟﻒ ﺍﻷﻭﻝ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺒﺪ ﻣﺼﻠﻰ، ﻭﻋﻠﻰ ﺑﺎﺑﻪ ﺁﺛﺎﺭ ﺃﻗﺪﺍﻡ ﺑﺸﺮﻳﺔ ﺑﻤﻘﺎﻳﻴﺲ ﻏﻴﺮ ﺑﺸﺮﻳﺔ، ﻳﺪﻝ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺗﻮﺯﻋﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﻘﺲ ﻣﻌﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﺒﺪ . ﻭﻳﺤﺮﺱ ﺍﻟﻤﻌﺒﺪ ﻭﺃﺭﻭﻗﺘﻪ ﺃﺳﻮﺩ ﺑﺎﺯﻟﺘﻴﺔ ﺿﺨﻤﺔ ﻣﻊ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭ ﻭﺗﻤﺎﺛﻴﻞ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﺸﻴﺮ، ﻛﻤﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ، ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻹﻟﻬﺔ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ (ﻋﺸﺘﺎﺭ ) ، ﻭﺇﻟﻪ ﺍﻟﻄﻘﺲ (ﻫﺪﺩ ) ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺜﻠﻪ ﺍﻟﺜﻮﺭ، ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻤﺘﻌﺒﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﺒﺪ. ﻛﻤﺎ ﻋﺜﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﻳﺔ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻞ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻷﺧﻤﻴﻨﻲ ( ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻲ )، ﻋﻠﻰ ﺗﻤﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﺍﻟﺒﻠﻮﺭﻱ، ﻣﺜﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺇﻟﻪ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﺰﺭﺩﺷﺘﻲ (ﺃﻫﻮﺭﺍﻣﺰﺩﺍ ) ﺍﻟﻤﻤﺘﺪ ﻣﻊ ﻗﺮﺹ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺍﻟﻤﺠﻨﺢ. ﻭﻓﻲ ﻗﺮﻳﺔ ﺧﺮﺍﺏ ﺷﻤﺲ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻞ ﻟﻴﻠﻮﻥ (ﺷﻴﺮﻭﺍﻥ )، ﻳﻮﺟﺪ ﻧﺤﺖ ﻟﺮﺃﺱ ﺛﻮﺭ ﻭﻗﺮﺹ ﻟﻠﺸﻤﺲ ﻋﻠﻰ ﻧﺠﻔﺎﺕ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻷﺛﺮﻳﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ، ﻭﻋﻠﻰ ﻭﺍﺟﻬﺔ ﻣﻌﺒﺪ ( ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻣﻨﻪ ﺳﻮﻯ ﻧﺠﻔﺔ ﺿﺨﻤﺔ ) ﺭﺳﻢ ﻧﺎﻓﺮ ﻟﻘﺮﺹ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ، ﺃﺣﺎﻁ ﺑﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﺎﻧﺐ ﺭﺃﺱ ﺛﻮﺭ ﻭﺇﻛﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻫﺮ . ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻮﻥ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ، ﺑﺄﻧﻪ ﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﺪﺧﻼ ﺗﺎﺑﻌﺎً ﻟﻤﻌﺒﺪ ﻭﺛﻨﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻟﻠﻤﻴﻼﺩ . ﻭﻋﺒﺎﺩﺓ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻛﺎﻟﻘﻤﺮ ﻭﺍﻟﺸﻤﺲ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﺍﻵﺭﻳﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻓﻲ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺰﺭﺩﺷﺘﻴﻮﻥ ﻳﻌﺘﺒﺮﻭﻥ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ ﻓﻲ ﺟﺒﻬﺔ ﺃﻫﻮﺭﺍﻣﺰﺩﺍ ﻭﻣﻜﺎﻓﺤﻴﻦ ﻹﻟﻪ ﺍﻟﺸﺮ (ﺃﻫﺮﻳﻤﺎﻥ ) . ﻭﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻓﺈﻥ ﻟﻠﺸﻤﺲ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﻣﻮﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺔ ﺍﻟﺰﺭﺩﺷﺘﻴﺔ ﻗﺪﻳﻤﺎً، ﻭﺍﻹﻳﺰﺩﻳﺔ ﺣﺎﻟﻴﺎً، ﻭﺍﻟﺸﻤﺲ ﻫﻲ ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻹﻟﻪ (ﺁﻫﻮﺭﺍ ﻣﺰﺩﺍ). ﻛﻤﺎ ﺍﻋﺘﺒﺮﻫﺎ ﺍﻟﻬﻮﺭﻳﻮﻥ ﻗﺒﻠﻬﻢ ﺇﻟﻬﺎً، ﻭﺳﻤﻮﻫﺎ (ﻣﻴﺜﺮﺍ) ﻣﻨﺒﻊ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻭﺇﻟﻪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ . ﻭﺗﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺇﻥ ﺍﻹﻟﻪ (ﻧﺎﺑﻮ) ﺍﻟﺮﺍﻓﺪﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺒﺪ ﻓﻲ ﺟﺒﻞ ﻟﻴﻠﻮﻥ (ﺳﻤﻌﺎﻥ) ، ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﻤﻴﻼﺩ ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ، ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻫﻴﺎﻛﻞ ﻣﻨﺘﺸﺮﺓ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺃﺿﺨﻤﻪ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻊ ﻗﺮﻳﺔ (ﻛﻔﺮ ﻧﺒﻮ) ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ، ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻌﻠﻢ (ﻧﺒﻮ) ﺩﺍﺭﺟﺎً ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ ﻓﻲ ﺟﺒﻞ ﻟﻴﻠﻮﻥ . ﻭ (ﻧﺎﺑﻮ) ﻣﻦ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻟﺪﻯ ﺷﻌﻮﺏ ﺍﻟﺮﺍﻓﺪﻳﻦ، ﺛﻢ ﺍﻛﺘﻤﻠﺖ ﻫﻴﺌﺘﻪ ﻭﻭﻇﺎﺋﻔﻪ ﻟﺪﻯ ﺍﻵﺷﻮﺭﻳﻴﻦ، ﻭﺃﻧﻴﻄﺖ ﺑﻪ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ، ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻳﻨﺎﺩﻯ (ﻳﻨﺒﻮﻉ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ) ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻟﻴﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﻛﺮﺩﺍﻍ ﺇﻟﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ. ﺃﻣﺎ ﻛﺰﻳﻨﻔﻮﻥ ﻓﻴﺬﻛﺮ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ [ ﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ﺁﻻﻑ]، ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﻃﻨﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺿﻔﺎﻑ ﻧﻬﺮ خاﻟﻮﺱ (ﻋﻔﺮﻳﻦ) ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﺪﺳﻮﻥ ﺃﺳﻤﺎﻙ ﺍﻟﻨﻬﺮ. ﻭﻗﺪ ﺃﻓﺎﺩ ﺑﻌﺾ. ﻭﻣﻤﺎ ﻳﻠﻔﺖ ﺍﻻﻧﺘﺒﺎﻩ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺠﻤﺔ ﺍﻟﺴﺪﺍﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻣﺰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺔ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﺒﻲ ﺩﺍﻭﺩ، ﺗﻮﺟﺪ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﻮﺩ ﺑﻨﺎﺅﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ﻟﻠﻤﻴﻼﺩ، ﻭﻗﺪ ﻭﺟﺪﺕ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﻓﻲ ﻗﺮﻯ ﻣﻌﺮﺍﺗﻪ Maratê ﻭﺟﻮﺑﺎﻧﻠﻲ Çobana ﻭﻏﺎﺯﻱ ﺗﺒﻪ Gazê ، ﻭﺗﺮﻧﺪﻩ ..Turind ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻗﺒﺮ ﻓﻲ ﻣﻘﺒﺮﺓ ﺯﻳﺎﺭﺓ ( ﻗﺮﻩ ﺟﺮﻧه) Qere curn ﻣﻨﻘﻮﺵ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﺟﻬﺎﺗﻬﺎ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻧﺠﻤﻮﻡ ﺳﺪﺍﺳﻴﺔ. ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻏﻤﻮﺽ ﻳﻜﺘﻨﻒ ﻭﺟﻮﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻣﻮﺯ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻗﺮﻯ ﻛﺮﺩﺍﻍ. ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ، ﻓﺈﻥ ﺃﻛﺮﺍﺩ ﻛﺮﺩﺍﻍ ﻻ ﻳﺰﺍﻟﻮﻥ ﻳُﻘﺴِﻤﻮﻥ ﺑﻤﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ، ﻛﺎﻟﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﻘﻤﺮ، ﻭﻳﻜﻮﻭﻥ ﺃﻃﻔﺎﻟﻬﻢ ﺑﺠﻤﺮﺍﺕ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻟﺤﻤﺎﻳﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ، ﻭﻳﻀﻴﺌﻮﻥ ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺔ ﺑﺎﻟﻤﺼﺎﺑﻴﺢ ﻭﺍﻟﺸﻤﻮﻉ (ﺍﻟﻨﺎﺭ) ﻛﻄﻘﺲ ﺃﺳﺎﺳﻲ ﻳﻮﻣﻲ ﺃﻭ ﺃﺳﺒﻮﻋﻲ . ﺇﻥ ﻣﺠﻤﻞ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎﻩ، ﻳﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﻃﻴﺎﺗﻪ ﺩﻻﻻﺕ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﻟﻌﻬﺪﻳﻦ : ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺰﺭﺩﺷﺘﻴﺔ: ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﺗﻘﺪﻳﺲ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻭﻋﺒﺎﺩﺓ ﻗﻮﺍﻫﺎ، ﻭﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻱ ﺍﻷﺫﺭﻉ ﺍﻟﻤﻴﺘﺎﻧﻲ – ﺍﻟﻬﻮﺭﻱ ﺭﻣﺰ ﺍﻹﻟﻪ (ﻣﻴﺜﺮﺍ) ، ﻭﻫﻮ ﻻﻳﺰﺍﻝ ﻳﺮﺳﻢ ﻋﻠﻰﺃﺟﺴﺎﺩ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ، ﻭﺗﻮﺿﻊ ﻓﻲ ﺭﻗﺎﺏ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺍﻷﻟﻴﻔﺔ، ﻛﻤﺎ ﻳﺮﺳﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﻴﺔ. ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺳﺎﺋﺪ ﺑﺄﻥ ﻟﻠﺨﺮﺯﺓ ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻭﺍﻷﺫﻯ ﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﻠﺒﺎﺱ ﺍﻷﺯﺭﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺗﺪﻳﻪ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻤﺠﻮﺱ ﺍﻵﺭﻳﻴﻦ ﻗﺒﻞ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺔ ﺍﻟﺰﺭﺩﺷﺘﻴﺔ. ﻭﺟﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﺃﻳﻀﺎ، ﺃﻥ ﺍﺳﻢ ﺃﺣﺪ ﺁﻟﻬﺔ ﺍﻟﻤﻴﺪﻳﻴﻦ (ﺃﺳﻼﻑ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ) ﻛﺎﻥ (ﻧﺎﺯﺍﺗﻴﺎ) ﻭ (ﻧﺎﺯﻱ) Nazê ، ﻧﺎﺯﻭ، ﻧﺎﺯﻟﻴﻪ، ﻧﺎﺯ، ﻫﻮ ﺍﺳﻢ ﻋﻠﻢ ﻣﺆﻧﺚ ﻻﻳﺘﺪﺍﻭﻟﻪ ﻏﻴﺮ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ، ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻟﻪ ﺩﻻﻟﺔ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺯﺭﺩﺷﺘﻴﺔ ﺃﻳﻀﺎ . ﺛﻢ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺰﺭﺩﺷﺘﻴﺔ : ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻠﻨﺎﺭ ﻭﻟﻠﺸﻤﺲ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻣﺮﻣﻮﻗﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺘﻘﺪﺍﺗﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ.
ﻋﻠﻰ ﺿﻮﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺪﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﺆﺷﺮﺍﺕ ﺍﻟﻄﻘﻮﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺗﻴﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺫﻛﺮﻫﺎ، ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺇﻧﻪ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻓﻲ ﻛﺮﺩﺍﻍ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺪﺍﺕ ﻣﻦ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻮﺛﻨﻴﺔ ﺍﻵﺭﻳﺔ، ﻭﻃﻘﻮﺱ ﻟﻠﺪﻳﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺰﺭﺩﺷﺘﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻛﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﻜﺎﻥ ﺟﺒﻞ ﺍﻷﻛﺮﺍﺩ . ﻭﻣﺎ ﻳﺪﻋﻢ ﻗﻮﻟﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﺍﻵﺭﻳﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ، ﻭﻫﻢ ﺍﻟﻬﻮﺭﻳﻮﻥ ﻭﺍﻟﺤﺜﻴﻮﻥ، ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﻨﻘﺖ ﺍﻟﺰﺭﺩﺷﺘﻴﺔ ﻛﺎﻟﻤﻴﺪﻳﻴﻦ ﻭﺍﻟﺒﺎﺭﺳﻴﻴﻦ، ﺛﻢ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﻨﻘﺖ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ، ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺒﺪﺕ ﺍﻹﻟﻪ ﻧﺎﺑﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺍﻓﺪﻳﻴﻦ، ﺃﻭ ﺍﻹﻟﻪ ﺯﻳﻮﺱ ﻛﺎﻟﻴﻮﻧﺎﻥ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰﻛﺮﺩﺍﻍ، ﺇﻣﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﺔ، ﺃﻭ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻃﻨﻴﻦ . ﻭﺗﺮﻛﺖ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻨﻬﺎ (ﺩﻳﺎﻧﺎﺕ ﻭﺷﻌﻮﺑﺎً) ﺃﺛﺎﺭﺍً ﻋﻘﺎﺋﺪﻳﺔ ﻭﻃﻘﻮﺳﻴﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ بشكل عام .[1]