كتب الرئيس #جلال طالباني# كلمة وافية عن الكتاب الرائد للاستاذ #ابراهيم احمد# (الكرد والعرب)، قدم بها الطبعة الثانية من الكتاب سنة 1961، بتوقيع مستعار هو (پیرۆت). ولأهميتها التاريخية ننشرها مع محتوى الكتاب:
المقدمة:
هذا الكتيب وثيقة تاريخية هامة
كتب الاستاذ ابراهيم احمد هذا الكتيب وأصدره لفيف من الشبان الكرد قبل ربع قرن تقريباً، رداً على تخرصات المغرضين من اعداء الأخوة العربية الكردية الذين حاولوا بث (الاراء الخاطئة المسمومة عن نواياالكرد وموقفهم من العرب بمناسبة قضية الاسكندرونة) اللواء السوري السليب المغتصب حتى الان من قبل الحكومة التركية بمساعدة ودعم من الاستعمار العالمي.
لقد استهدف الاعداء، الاستعمار وأعوانه والعناصر الرجعية الخائنة، استهدفوا على الدوام، فصم عرى الأخوة العربية الكردية الخالدة، والاساءة الى العلاقات والروابط الوثيقة التي تشد الشعبين العربي والكردي الى بعضهما وفق متطلبات تنفيذ المخطط الاستعماري في السيطرة على الشعوب واستبعادها ونهب خيرات أوطانها ومنعها من مواكبة قافلة الانسانية السائرة بعزم واصرار نحو النور والحرية والتقدم، وعملاً بالقاعدة الاستعمارية السياسية المفضوحة (فرق تسد)، وذلك عن طريق الافتراء على الكرد ومحاولة تشويه نضالهم التحرري العادل من جهة، وعن طريق نشر الاراجيف ضد العرب ونواياهم بين الجماهير الكردية البسيطة وبين بعض الأوساط الكردية الرجعية التي يسهل انقيادها للمستعمرين، من جهة أخرى.
فكان صدور هذا الكتيب عام 1937، في ظروف داخلية ودولية عصيبة، محاولة جريئة موفقة لفضح واحباط هذه المناولات الاستعمارية والرجعية، باسلوب علمي جديد في هذا المجال، فلأول مرة في التاريخ العراقي الحديث يصدر كتيب دبجه يراع كردي في شرح علمي لأسس ومضمون العلاقات الوثيقة بين الشعبين العربي والكردي على حقيقتها، وفي الدعوة الصادقة الى تقوية تاخيهما وكفاحهما المشترك ضد الاستعمار (العدو الرئيسي المشترك) واعوانه من الرجعيين ومفرقي الصفوف، ومن اجل الاهداف والأماني المشروعة لهما، ولهذا:
يعتبر هذا الكتيب بحق وثيقة تاريخية هامة:
وثيقة تاريخية لانها تكشف حقيقة ان العناصر التقدمية الكردية قد ادركت وفهمت بوعي، منذ امد بعيد، طبيعة وواقع العلاقات الأخوية بين الشعبين العربي والكردي ومستلزاتها، وامنت بضرورة تقويتها وتمتينها وتشديد الكفاح المشترك بينهما، ضد الاستعمار والدكتاتورية والرجعية، ومن اجل حقوقهما الوطنية والديموقراطية، فعملت هذه العناصر بكل قواها لتحقيق هذه المهمة النبيلة التي تعتبر الشرط الاساسي الاول لانتصارهما على اعدائهما ولتتويج كفاحهما الشاق المرير بهالة النصر وجني ثمرات هذا النصر.
وثيقة تاريخية لانها صدرت ابان الفترة الاولى من انقلاب المرحوم بكر صدقي، الفترة التي اتسمت بانجازاتها الوطنية، وبتصاعد الوعي الوطني وتعاظم الكفاح ضد الاستعمار والرجعية، وباشتراك وزراء وطنيين وديموقراطيين في الحكم وتوفير مقدار معين من حرية الصحافة والتنظيم للعناصر الديموقراطية، مما ادى الى استكلاب الرجعية وانغمارها في العمل المتواصل لتحريف الانقلاب وافساده والقضاء على انجازاته الوطنية من جهة، ولا فساد العلاقة الاخوية بين القوميتين العربية والكردية من جهة اخرى، خاصة لان بعض الضباط والوطنيين الكرد كانوا يلعبون ادوارا ظاهرة في النضال لدفع الانقلاب نحو المزيد من الاعمال الاصلاحية والانجازات الوطنية فكانت للاخوة العربية الوطنية العراقية وباعتبار القومية الكردية قوة ديموقراطية، لذلك انصبت عليها هجمات الاستعمار واعوانه لاضعافها وزرع بذور الشقاق والتفرقة محل التاخي والاتحاد، وبث الريب والشكوك حول الكرد ونواياهم في النفوس.
أما اهمية هذا الكتيب فتكمن:
أولاً:
في احتواء الكتيب وبيانه للخطوط العريضة الرئيسية للافكار الديموقراطية الصائبة عن تآخي واتحاد العرب والكرد وكفاحهم المشترك، هذه الافكار التي تقر وجوهما التاريخي وحقوقهما الطبيعية، ووحدة الداء والدواء لهما واهدافهما المشروعة ومقومات وضرورات نضالهما المشترك بعد تعيين عدوهما الرئيسي المشترك (الاستعمار مهما كان نوعه) وتوضيح عدم وجود تعارض بين مصالحهما الحقيقة وعم وجود مبررات للعداء او التنافر بينهما وبالتالي توضيح وحدة مصالحهما، فقد ورد في ص 28 من الكتيب ما نصه:
«ان الشعب الكردي، كالشعب العربي، شعب مجزأ الاوصال مشتت الكلمة، وهو كالعربي يناضل في سبيل حقوقه المقدسة، ويسعى للتعاون والتفاهم مع الشعوب لكل ينال نصيبه من الحياة والحرية حتى يستطيع ان يسهم في بناء المدنية العالمية كما قد ساهم في بناء المدينة الاسلامية في السابق، ان الكرد يسعون وراء غاية شريفة «يسعى اليها كل انسان ذي مروءة وشرف».
«وان الثورات الكردية كالثورات العربية وليدة شعور عام لأمة حية اقتحمت الاهوال وركبت الاخطاء لتحيا حياة حرة سعيدة أو تموت موتا شريفاً خالداً».
«اننا نريد ان نعامل على قدم المساواة، لا نريد ان نكونا اسياداً ولا«عبيداً»
وجاء في ص 29 من الكتيب ايضاً:
«ان الكرد كأخوانهم العرب يريدون الانعتاق من قيود الذل والعبودية ويريدون الاحتفاظ بلغتهم وثقافتهم وعنصرهم لان هذا الحفاظ لا يضربمصلحة شعب من الشعوب بل يفيده، لأننا نعتقد ان مصلحة الشعوب هي واحدة في كل حال، ولذا فعلينا ان نتعاون فيما بينها في سبيل الوصول الى أهدافها المشتركة، فالكرد اصدقاء للعرب وشركاؤهم في المحنة، كلاهما يشكو داءاً واحداً وكلاهما يتطلب علاجاً واحداً، اذن فنحن رفاق في طريقنا الى الانعتاق»
ثانياً:
في ان الكتيب يتضمن تمجيداً واشادة بالأخوة العربية الكردية وتوضيحا علميا صائباً لجذورها التاريخية منذ دخول الكرد في الاسلام، كما يتضمن دعوة حارة للنضال المشترك وللتآخي والتضامن.
فقد استهل كاتبه الاستاذ ابراهيم البحث الأول (ص5) بما يلي:
«اذا نظرنا الى سير العلاقات بين الكرد والعرب منذ أيام الفتح»«الاسلامي الى اليوم، نراها على أحسن ما تكون عليها العلاقات بين»«الشعوب المجاورة من ود ووئام وسلام».
ويشرح الكتيب هذه الحقيقة بالتفصيل ويروي تاريخها بصدق وايجاز، منذ صدر الاسلام وجهاد العرب والكرد المشترك لنشر الوية الاسلام وبناء حضارته ومدنيته، ماراً بالعهد العثماني البغيض حتى تجرع الشعب معا العبودية والظلم والتعسف والحرمان، حتى تأسيس الدولة العراقية، عبر الكفاح المتواصل من أجل حقوقهما الانسانية العادلة، وعندما يأتي الاستاذ ابراهيم الى موضوع تآخي الكرد والعرب وبحث مستقبله يقول في ص 28 ما يلي:
«..تكلمنا سابقاً عن الروابط التاريخية والثقافية والجوارية التي تصل ما بين الكرد والعرب وعلمنا ان العلاقات بين هذين الشعبين كانت ودية للغاية في جميع ادوارها، والان واعتمادا على ما كنا قد بيناه في الماضي «من علاقات وما يجمعنا في المستقبل من وحدة الهدف والغاية، علينا تنظيم جهودنا بصورة تأتي بأحسن الثمار في صالح الشعبين المتآخيين..»
وينهي الاستاذ ابراهيم هذا الموضوع بالدعوة الحارة المخلصة الى تعزيز وتوثيق التاخي وتضامن الشعبين فيقول في ص 29 نص ما يأتي:
«فلنتكاتف ولنتفاهم ونتآزر اكثر مما نحن الان، فليتاخ الشعبان الكردي والعربي، ولنعمل لذلك بكل ما لدينا من القوة، ولننظم جهودنا لمقارنة الاستعمار مهما كان نوعه وشكله – ولنكافح في سبيل» «أهدافنا المشتركة..»
ثالثاً:
في فضح الكتيب لدعاة السوء والتفرقة وكشف اكاذيبهم الزاعمة ان العرب والكرد يتوجسون ببعضهما الشر من جهة، وفي تعريته دعاة التعصب القومي الأعمى، اعداء تاخي الشعبين الشقيقين وكل الشعوب، من جهة ثانية.
فقد اورد الاستاذ ابراهيم في كتيبه القيم هذا ادلة ثبوتية عديدة على وجود المحبة وتبادل المساعدة بين العرب والكرد في نضالهما الطويل وعبر جهادهما المشترك المديد، كما بين ان الكرد والعرب كانوا اخوة متحابين، معتصمين بحبله تعالى، في جميع مراحل التاريخ، واشاد بتأييد الصحافة العربية في الثلاثينات لثورة الشعب الكردي التحرري في كردستان الملحقة بتركيا، وبمساهمة هذه الصحافة في تكذيب المزاعم الاستعمارية المفترية على الثورة الوطنية الكردية حين كانت تتهمها بالتمرد الرجعي، الموحى به من الاستعمار.
وبخصوص التعصب القومي الاعمى كتب الاستاذ ابراهيم يقول في ص 30:
«أجل فعلى المثقفين من كرد وعرب، ليس تجنب التعصب القومي» «والعنصري الاعمى فقط، بل ومحاربة نظرياتها الهدامة التي يبثها» «المغرضون للتفريق ما بين ابناء القطر الواحدة ومعاداة الشعوب الاخرى» «لا لأن هذه النظريات لا تقوم على اساس من العلم والعقل فحسب بل» «لأنها من الاسباب المهمة في بث روح الكراهية بين الشعوب واثارة الحروب» «والقلاقل فيما بينها، علينا مكافحة هذه الاراء العنصرية السقيمة» «بصورة خاصة في الوقت الحاضر لان هناك دولاً استعمارية تخدر بها» «شعوبها وتسوقها الى الحرب والاستعمار من جهة، ويضعف بها وحدة» «الشعوب الضعيفة وتكاتفها في النضال ضد الاستعمار من الجهة الثانية..»
أي وقت صدور الكتاب حين كانت الدول الفاشية والنازية تعزف على اوتار العنصرية والتعصب الأعمى.
رابعاً:
في تفنيد الكتيب لمزاعم وأكاذيب أعداء القومية الكردية المنسوجة لتشويه حقيقة ثورتها الوطنية ونضالها التحرري، وفي فضحه لجرائم الطورانية الكمالية ضد القومية الكردية في تركيا، وفي الصفحات 13-18 بحث موجز عن حقيقة الثورة الكردية وبيان لافتراءات اعدائها.
فعن بواعث الثورة الكردية كتب الاستاذ ابراهيم في ص 13 يقول:
«يأس الكرد من أمكان الحصول على شيء من الحكومة التركية» «بالطرق المشروعة وسئموا معاملتها القاسية، فضاقت بهم السبل» «فركنوا الى الثورة ملجأ الشعوب المضطهدة، ووليدة الارهاق وحاملة» «علم الحرية والانعتاق المغموس بالدماء..» «ثار الكرد علهم ينالون بالقوة مالم ينالوه بالطرق المشروعة والتوسلات» «والمفاوضات..»
وفي الصفحات 17،16،15،14، يفضح كذب الاتهامات الظالمة الموجهة ضد الثورة الكردية ويقول في نهاية ص 17 ما يأتي:
«كل ذلك يدل دلالة واضحة على ان تلك الثورات لم تكن من الرجعية» «في شيء اللهم الا اذا اعتبر مطالبة الشعب بحقوقه رجعية، ولا يخفى» على متفرج منصف ان تلك الثورات كانت من الثورات التحررية المقدسة» «التي تقوم بها الشعوب المستعبدة للانعتاق من نير اسيادها».
خامساً:
في حمل الكتيب –ولو بايجاز- الافكار التقدمية الصحيحة عن وحدة مصالح الشعوب وتآخيها وتضامنها النضالي وجبهتها الكفاحية ضد الاستعمار والحرب هذه الجبهة التي كانت انذاك شعار الانسانية ودكتاتورية-، وخير مثال على ذلك الاهداء، أي اهداء الكتيب الى:
«انصار الشعوب المستعمرة في كفاحها التحرري» «الى أعداء الحرب والاستعمار وأصدقاء السلم والديموقراطية» «الى الساعين لاحلال التاخي بين الشعوب محل البغضاء والكراهية» «الى أعوان الشعوب المستعبدة والطبقات المستغلة في الشرق والغرب» «الى الساعين لاحلال التآخي بين الشعوب محل البغضاء والكراهية» «الى مؤيدي فكرة جبهة الشعوب الشرقية السائرة في طريق التحرير» «الى السائرين في موكب الانسانية» «الى الشعب العربي النبيل».
وتتألق اهمية هذه الاراء والأفكار التقدمية اكثر فأكثر اذا عرفنا ان الكتيب اصدر عام 1937، يوم كانت غربان الفاشية تقلق الشعوب بنعيقها، ويوم كانت أفكار الحرب تخيم على العالم جراء تكالب الفاشية في ألمانيا وايطاليا واليابان على العدوان والاغتصاب والتجاوز على حقوق وحريات الشعوب.
فبينما كانت الفاشية بدعاياتها الواسعة تبذر بذور العنصرية والشوفينية وتروج افكارها السقيمة المغرقة في الرجعية وتبشر بالتفاضل العنصري وبينما كانت أجهزتها الضخمة المتفرعة تنفخ في شبيبة بعض البلدان –ومنها العراق- افكار التعصب القومي الأعمى والروح النازية، في تلك الأيام الحالكة السوداء، انطلق هذا الصوت الكردي الواعي داويا يدعو (الشعبين العربي والكردي الى التعاون والتآخي والسير معا في مقارعة الاستعمار والاستغلال، فهما رفاق في طريقهما الى التحرر).
انطلق هذا الصوت الكردي ليبلغ الحقيقة عن الاستعمار والرجعية واحابيلهما واساليبهما الجهنمية في خلق البغضاء والكراهية بين الأمم، الى اسماع الشعبين العربي والكردي وليكشف لهما حقيقة علاقاتهما وضرورة تآخيهما ويذكرهما بواجب وطني هام على انجازه يتوقف مصيرهما ومستقبلهما، الا وهو وحدة كفاحهما ضد الاستعمار والاستغلال والرجعية ومن أجل حقوقهما الوطنية والديموقراطية.
ان هذه الدعوة الجهادية الصادقة، المسترشدة بالحقيقة، نبراس نضال الشعوب –والموجه الى الشعبين العربي والكردي منذ تلك الظروف وفي ذلك الزمان، تبرز الأهمية لهذه الوثيقة التاريخية الخالدة.
ولا عجب ان يكون لمثل هذا الكتيب صداه الكبير ودويه الهائل في الأوساط الوطنية لما له من تأثير كبير في تنوير الوطنيين بحقيقة ومستلزمات ومستوجبات العلاقات الاخوية بين الكرد والعرب، وفي توطيدها وترسيخها وارسائها على اسس الطبيعة السليمة الثابتة.
وقد تعرض الاستاذ ابراهيم أحمد – وهو لما يزل طالباً في الصف المنتهي بكلية الحقوق- الى الملاحقة بعدما جمعت السلطات نسخ الكتيب من السوق، فقدم بعد اجراء التحقيق معه الى المحكمة، غير ان محكمة جزاء بغداد برأت ساحته في 1938 وقررت اعادة الكتيب اليه.
وكان رد الفعل لدى العناصر الرجعية من عربية وكردية، هو مقاومة الكتيب والافتراء عليه، فدعاة التفرقة الحقيقيون واعداء الاتحاد والتآخي الصادقين بين القوميات لا يروق لهم مثل هذه الأفكار التقدمية –افكار الاتحاد المتين بين القوميات- التي تدعم الأخوة العربية الكردية، فتصدى لهذا الكتيب الرجعيون العرب والكرد واستهزأ به الشوفينيون العرب ودعاة العزلة القومية من الكرد، واختلق بعضهم حوله روايات متنوعة، فقال احدهم انه من تأليف المرحوم بكر صدقي، بدليل انه كتب تحت العنوان (اصدره فريق من شبان الكرد) أي اصدره (فريق) (وهو الفريق بكر صدقي) من شبان الكرد.
وقال آخرون انه يتضمن دعوة انفصالية بل وتفاصيل تشكيل دولة كردية!! كما جاء في كتاب المبادئ والرجال وتاريخ الوزارات العراقية الطبعة الثانية، عازفين على نفس النغمة الاستعمارية التي ضج الرأي العام ومل من سماعها أثناء كل محاولة جدية لتمتين الأخوة والاتحاد بين الكردي والعرب وبعد كل مطالبة مشروعة بحقوق الكرد العادلة.
ولكن معاداة الكتيب والتجني عليه ودسائس الاستعمار لم تستطيع ان تحبس الافكار التي تضمنها، فتغلغلت في صفوف الجماهير وتوسعت وترسخت وأصبحت قوة مادية عظمى وذلك بفضل نضال الواعين والتقدميين العرب والكرد، وبفضل نضال الطلائع التقدمية العربية والكردية ومنها حزبنا الديموقراطي الكردستاني –الذي اختار الاستاذ ابراهيم سكرتيراً للجنته المركزية- حزبنا المجاهد الذي حمل عاليا منذ ميلاده، لواء الاخوة العربية الكردية ووحدة كفاحهما، والذي استهل حياته بالدعوة الحارة الى الوحدة الوطنية الصادقة على لسان رئيس هيئته التأسيسية المناضل الوطني المعروف مصطفى البارزاني الذي قال في ندائه الصادر بمناسبة تأسيس الحزب نص ما يأتي:(إنني أوجه ندائي الى الشعبين العربي والكردي ليتكاتفا ويوحدا جهودهما المشتركة في النضال المشترك ضد العدو المشترك ألا وهو الاستعمار وأذياله..)
(تموز 1946)..
واليوم فما زالت هذه الأفكار الصائبة الواردة في الكتيب في عنفوان حيويتها وشبابها وفي ذروة رواجها وعظمتها نظراً لضرورتها القصوى للشعب العراقي ولقضية توطيد الجمهورية العراقية - جمهورية العرب والكرد- وارساء الحكم فيها على أسس ديموقراطية سليمة، بحيث يضمن للشعب كله بجميع طبقاته الوطنية وبقوميته العربية والكردية والأقليات القومية والدينية، التمتع بجميع حقوقه وحرياته الديموقراطية والقومية.
وختاماً فلابد من القول، بأنني لم أرد حاجة الى تقديم الاستاذ ابراهيم احمد الى القراء كما جرت العادة في مقدمة الكتب، لأن نضاله المتواصل، وماضيه وحاضره المشرف، وخدماته العديدة للحركة الوطنية والديموقراطية وجهوده الكثيرة لتعزيز وتوطيد الأخوة العربية الكردية، وجهوده في خدمة القومية الكردية وثقافتها ولغتها وأدبها، وأفكاره التقدمية النيرة، كل ذلك قد جعله معروفاً جيداً لدى الرأي العام العراقي بشقيه العربي والكردي.
ويقينا ان الأستاذ ابراهيم يكفيه اعتزازاً ان الأفكار التقدمية التي حمل لواءها منذ أكثر من ربع قرن، قد غدت قوة جماهيرية كبرى، تتحطم على صخرتها –مجسدة هذه الأفكار- صخرة الاتحاد العربي الكردي، كما يكفيه فخراً انه لايزال يواكب القافلة، قافلة الانسانية، قافلة الشعب العراقي التواقة للسلم والتحرر والديموقراطية كأحد حداتها البارزين.
* پیرۆت: الاسم الحركي سابقا للرئيس جلال طالباني وهذه المقدمة كتبها للطبعة الثانية من الكتاب والتي صدرت عام 1961.[1]