=KTML_Bold=كردستان والمجازر الكيماوية...أنظمة وحشية تحارب أنفاس الحرية=KTML_End=
=KTML_Underline=زانا سيدي=KTML_End=
على الجغرافيا الكردستانية يواجه الكرد حرباً وجودية؛ حيث الأنظمة الدكتاتورية التي تستخدم الأسلحة الكيماوية والنووية في سبيل إنهاء حقيقة تاريخية في مهد البشرية على مدى قرنٍ مضى.
منذ الحرب العالمية الثانية التي شهدت فظائع غير مسبوقة في تاريخ الإنسانية؛ وانتهاء حقبة وحشية وفق منظور العالم الحديث؛ لا تزال الجغرافيا الكردستانية تشهد حرب إبادةٍ غير مسبوقة تخوضها بقايا عقلية الحربين العالميتين الأولى والثانية تتجسد في أنظمة الشرق الأوسط.
تغض القوى الدولية وتتجاهل أحد أهم قضايا التاريخ وأكثرها حساسية؛ حيث يتعرض واحداً من أقدم شعوب العالم وأعرقها في مهد الإنسانية لإبادةٍ ثقافية وجسدية على أرضه في قلب الشرق الأوسط؛ على يد أنظمةٍ دكتاتورية تقاسمت بلاد الكرد وتحكمها.
=KTML_Bold=حلبجة والأنفال ومحاولة إنهاء الوجود الكردي في جنوب كردستان والعراق=KTML_End=
يصادف ال16 من آذار/مارس من كل عام ذكرى مجزرة حلبجة التي تعرضت لهجومٍ كيماوي ضمن حملة الأنفال التي بدأها نظام صدام الحسين عام 1986 لتنفيذ إحدى أبشع جرائم القرن العشرين بحق المواطنين الكرد في جنوب كردستان، ومحاولة إبادة المكون الكردي في العراق.
استمرت هذه الجرائم في هاتين السنتين (1986- 1988) بقيادة علي حسن المجيد علي كيماوي ابن عم صدام حسين مسؤول منطقة كردستان آنذاك، وكان يملك صلاحيات استثنائية واسعة؛ واستخدم في مراحل حملات الأنفال جميع أنواع الأسلحة المحرمة دولياً وخاصة السلاح الكيماوي من نوع الخردل والسيانيد وغاز الأعصاب والفسفور.
اتبع النظام العراقي سياسة الأرض المحروقة، لإنهاء القضية الكردية، كما عمل على إفراغ الكثير من المناطق الكردية من سكانها واعتقال الرجال والشباب منهم ونقل النساء إلى مجمعات، وأشارت الإحصائيات إلى أن ضحايا هذه الجرائم بلغت (182,000) شخصاً، كما قام النظام العراقي بحرق وتدمير أكثر من (2000) قرية مأهولة بالسكان وتهجير الأهالي إلى مناطق أخرى غير مناطقهم، وقصف مدينة حلبجة بالأسلحة الكيماوية.
في 14 من آذار/مارس من العام 1988 دخلت القوات الإيرانية واحتلت مدينة حلبجة والعديد من القرى المحيطة بها، في خضم الحرب الإيرانية- العراقية التي نشبت العام 1980.
وفي الساعة ال 11.30 في 16 من آذار/مارس حلقت 50 طائرة حربية عراقية في سماء مدينة حلبجة التي كان يقطنها 80 ألف نسمة، وبدأت تمطر المدينة بالصواريخ والقنابل لخمس ساعات متواصلة وهي تفرغ حمولتها من الغازات السامة فوق رؤوس المدنيين.
=KTML_Bold=عقب المجزرة=KTML_End=
وبعد القصف، غرقت مدينة حلبجة في سبات طويل، فلم يُسمع فيها حفيف أو صوت ولم تُرى أي حركة، وغاب أثر الحياة، بحسب ما يقوله من عاشوا تلك الأيام.
فخلال ساعات قليلة فقد أكثر من 5 آلاف مدني بينهم أطفال ونساء وكبار في السن حياتهم، وأصيب ما بين 7 - 10 آلاف شخص بضيقٍ في التنفس وأمراضٍ أخرى على مدى الأعوام التي تلت الهجوم.
واعتبر الهجوم الكيماوي الذي شنته القوات العراقية على حلبجة أسوأ مذبحة تشهدها البلاد، حيث كانت الجثث ملقاة في كل مكان.
وأكد خبراء لاحقاً، عقب إجراء تحاليل لعينات جمعت من المدينة ومن على الضحايا بأنه استخدمت ثلاثة أنواع من الغازات السامة في قصف المدينة وهي (السيانيد، غاز الخردل السام، وغاز السارين الذي يوثر على الأعصاب).
وبعد سنوات جمعت منظمة العفو الدولية أسماء أكثر من 17 ألف شخص اختفوا عام 1988 من مدينة حلبجة في القصف الكيماوي والأنفال، فيما ما يزال هناك المئات من المفقودين، بحسب ما نشرته المنظمة على موقعها الرسمي.
مجزرة حلبجة، لم تترك المجال أمام العالم لتحريف القوانين وأحكامها، لأن هذه المجزرة وافقت معايير اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948 في التعريف بالإبادات الجماعية.
إذ اعتبرت المحكمة الهولندية مجزرة حلبجة تستوفي الشرط المنصوص عليها في اتفاقيات الإبادة الجماعية بوصفهم جماعة عرقية من الناحية القانونية.
وفي 5 كانون الأول 2012، أقر البرلمان السويدي بأن مجزرة حلبجة، هي إبادة جماعية بحق الكرد، كما اعترفت غيرها من المحاكم بالإبادة الجماعية في حلبجة.
=KTML_Bold=جبال كردستان مسرح الكيماوي في القرن الحادي والعشرون=KTML_End=
مدينة حلبجة التي لفتت أنظار العالم إلى إجرام نظام صدام حسين واُعتبرت المجزرة فيها من أخطر الجرائم باستخدام الأسلحة الكيماوية في القرن العشرين، تقع على بعد عشرات الكيلومترات من مسرح جريمة أخرى لا تقل وحشية عن مجزرة حلبجة، فالمئات من مقاتلي الكريلا يواجهون خلال هذه الأثناء حرب الإبادة التركية التي تستخدم فيها أنقرة أسلحة يفوق خطرها وقدرتها التدميرية عشرات الأضعاف مما استخدم في حلبجة قبل 35 عاماً، فالمجزرتان تجتمعان على الوحشية ذاتها والهدف نفسه وهو؛ القضاء على الوجود الكردي.
في أيلول/ سبتمبر من العام 2009 استخدم جيش الاحتلال التركي للمرة الأولى الأسلحة الكيماوية ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني في ولاية باتمان في شمال كردستان، وقد أدى ذلك إلى استشهاد 5 مقاتلين وقد نشرت اللجنة الإعلامية لحزب العمال صوراً وثقت من خلالها جثمان المقاتلين الذي تعرضوا للهجوم الكيماوي وقد نشرت العديد من الصحف العالمية من بينها دير شبيغل الألمانية آنذاك؛ تلك الصور والوثائق.
ويحظر استخدام الأسلحة الذرية والكيماوية في جميع القوانين والأعراف الدولية ويعتبر استخدامها جريمة حرب، على الرغم من ذلك استخدمت الدولة التركية المحتلة هذه الأسلحة المحظورة في جبال كردستان ضد مقاتلي الكريلا لتحقيق أهدافها.
منذ 17 نيسان/أبريل العام 2021 لم تتوقف تركيا التي تتلقى دعماً لا محدوداً من الناتو بقصف جبال كردستان بالأسلحة الكيماوية وغيرها من الأسلحة المحرّمة دولياً، وسط مقاومة أسطورية لمقاتلي الكريلا هناك.
شنت الدولة التركية المحتلة في منتصف نيسان/ أبريل 2022، بالتعاون مع الحزب الديمقراطي الكردستاني، هجوماً واسعاً على منطقة زاب وآفاشين ومتينا، ووفقاً للمركز الاعلامي لقوات الدفاع الشعبي (HPG)، استخدم جيش الاحتلال التركي الأسلحة الكيماوية ضد مواقع الكريلا 779 مرة خلال شهريّ نيسان وأيار فقط.
وقد تم تأكيد استخدام هذه الأسلحة من قبل الجيش التركي ضد الكريلا عشرات المرات بالوثائق، بالإضافة إلى ذلك، تم تقديم هذه الوثائق والصور الخاصة باستخدام الأسلحة الكيماوية إلى أكثر من 40 دولة.
وقد نوقشت هذه القضية في برلمانات العديد من هذه البلدان، لكن حتى الآن لم يظهر أي موقف ضد الجيش التركي الذي يستخدم الأسلحة الكيماوية وينتهك جميع القوانين والأعراف الدولية.
يستخدم الجيش التركي هذه الأسلحة ضد الشعب الكردي منذ عام 2015، بالإضافة إلى ذلك، كثفت دولة الاحتلال التركي جهودها لتطوير أسلحة نووية، وفي الآونة الأخيرة أصبح من الواضح أن دولة الاحتلال تستخدم أسلحة نووية تكتيكية.
=KTML_Bold=الحزب الديمقراطي الكردستاني بين مجزرتي حلبجة وجبال كردستان=KTML_End=
فخلال الحرب العراقية - الإيرانية التي بدأت في أيلول 1980 وانتهت في آب 1988، دخل الحزبان الكرديان في باشور كردستان (جنوب كردستان) كأطراف في الحرب بدلاً من أن يحموا شعبهم بعد أن تحولت الأراضي الكردية في العراق وإيران إلى ساحة معركة مفتوحة بين النظام العراقي والدولة الإيرانية.
إذ وقف الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى جانب النظام البعثي العراقي، فيما وقف الاتحاد الوطني الكردستاني إلى جانب الدولة الإيرانية، ما جلب الدمار والمجازر إلى المدن والبلدات الكردية الخاضعة لسيطرة الطرفين.
فما هو أكثر تواطئاً أن سلطات الحزب الديمقراطي الكردستاني في جنوب كردستان والتي عاشت تجربة الأسلحة الكيماوية خلال حقبة حكم نظام صدام حسين في العراق؛ تساعد دولة الاحتلال التركي في حربها الكيماوية القذرة ضد مقاتلي الكريلا، فما يقارب 1200 قناعاً واقياً ضد الأسلحة الكيماوية كانت في طريقها إلى مقاتلي الكريلا لتساعدهم على الاحتماء من الهجمات الكيماوية؛ إلا أن سلطات الديمقراطي الكردستاني استولت عليها ومنعت وصولها في نيسان/أبريل العام الماضي؛ في جريمة أخرى ضد إرادة الشعب الكردي تضاف إلى سلسلة جرائم وأفعال الخيانة للحزب الديمقراطي الكردستاني.
ومنعت سلطات الحزب الديمقراطي الكردستاني في دهوك لجنة أوروبية من الذهاب إلى قرية هروري مركز ناحية كاني ماسي للتحقيق في استخدام دولة الاحتلال التركي للأسلحة الكيماوية في جنوب كردستان في أيلول/ سبتمبر العام الماضي، وطالبت اللجنة السلطات في جنوب كردستان السماح لها بالتحقيق حول استخدام دولة الاحتلال للأسلحة الكيماوية لتجنب تكرار مأساة حلبجة.[1]