عنوان الكتاب: ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻷﻗﻠﻴﺎت وﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺘﻮﺳﻂ -دراﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ أﻛﺮاد اﻟﻌﺮاق 2003-2016
اسم الكاتب(ة): ﻧﺎﯾﻠﻲ ﺧﻠﻮﺟﺔ ,طﺮﯾﻒ ﻓﺎطﻤﺔ زھﺮة
مكان الإصدار: الجزائر
مؤسسة النشر: ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري ﺗﯾزي-وزو
تأريخ الإصدار: 2016
تهدف هذه الدراسة للإحاطة بالجوانب المختلفة التي تتميز بها الأقليات الكردية و تأثيرها على الدولة القومية و على الأمن الإقليمي للمنطقة المتوسطية التي يزخر نسيجها الاجتماعي بمجموعة من الأقليات بأشكالها المختلفة (عرقية، دينية...) هذا حيث حظيت هذه الأخيرة باهتمام القوى الإقليمية و الدولية على مدا العصور نظرا لمقوماتها الحضارية التاريخية، و الخيرات الطبيعية التي تزخر بها المناطق التي تتركز فيها بالإضافة إلى أهمية موقعها الجيوستراتيجي. فتهميش هذه الأقليات و عدم الإعتراف بوجودها أدى إلى نشوب علاقات متوترة بينها و بين حكومات الدول التي تنتمي إليها، و كثيرا ما تتحول إلى علاقات صراعية تصادمية، مما يخلق نزاعات داخلية ذات أبعاد إقليمية خصوصا حين تتقاسم الدول المجاورة نفس الأقليات، فبروز حركة معينة في دولة ما يؤدي إلى تزايد تنامي الوعي لدى مثيلاتها، كل هذه الأمور تمهد الطريق لظهور حالة عدم الاستقرار السياسي الناجم عن تصادم الأطراف و سياسات فعل و رد فعل، علاوة عن زيادة التناقض فيما بينها، و في سبيل تحقيق أهدافها و مطالبها تلجأ هذه الأقليات كل الوسائل السياسية و العسكرية و حتى اللجوء لمطالبة الدعم الأجنبي من القوى الكبرى و الإقليمية مما يجعلها كأداة ضغط تستخدمها هذه الأخيرة لبسط نفوذها في المناطق الإستراتيجية بهدف تحقيق مصالحها، و هذا ما ينطبق على العراق و إقليم كردستان المتواجد فيه، حيث شهدت الفترة ما بين 1921-2003 حالة من النزاعات الداخلية و الحروب الإقليمية التي أثرت أمن هذه الدولة بصفة كبيرة، فاستمرار الحراك الكردي في العراق سببه الإرادة السياسية لقيادات و مختلف الحكومات المتعاقبة في وضع حل نهائي للأزمة بإعطاء حقوقهم القومية و السياسية و الاعتراف بهم كمكون في المجتمع، إلا أن الاجتياح الأمريكي للعراق سنة 2003 فتح الأبواب للأقلية الكردية لتحقيق أهدافها، حيث يتعاظم دورها في مسار إعادة بناء الدولة العراقية خاصة بعد وصولهم إلى السلطة و وضعهم دستور جديد يتبنى الفيدرالية كحل للأزمة[1]