أعلنت هيئة الثقافة والفن في #شمال شرقي سوريا#، البدء باستقبال طلبات دور النشر والوكالات والمكاتب الثقافية لتنفيذ فعاليات الدورة السادسة من المعرض في “مركز محمد شيخو للثقافة والفن بمدينة #القامشلي# أقصى شمال شرقي سوريا، تحمل الدورة الجديدة من المعرض، والمنظَّمة من قبل هيئة الثقافة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، شعار “الكتب ثروة العالم”، ومن المزمع أن تعرض كتباً باللغات العربية والكردية والتركية والفارسية والإنكليزية من سوريا وكردستان العراق.
النسخة السادسة: إهداء لروح الشاعر جكر خوين
قالت روناهي حسن النائبة في هيئة الثقافة في شمال شرقي سوريا وعضو اللجنة التحضيرية للمعرض لنورث برس، “هذه النسخة هي السادسة وقد تأخر المعرض بسبب إعلان الإدارة الذاتية حالة الطوارئ على خلفيَّة هجمات الدولة التركية وحالة عدم الاستقرار، حيث نواجه التهديدات ولكن بالرغم من ذلك واجهنا التحديات وأعلنا عن افتتاحه في 22 الشهر الجاري”.
وأضافت: “نحن كلجنة تحضيرية قررنا أننا سوف نكرِّم أحد الأدباء والشعراء الذين لهم بصمة في الأدب ولهم جهود مضنية في الأدب والثقافة، وبسبب اقتراب الذكرى السنوية لاستذكار الشاعر جكر خوين ستكون هذه الدورة لروحه مع بقاء اسم المعرض كما هو عليه، لكن الإهداء فقط سوف يتغير، كما أننا أخذنا موضوع ارتفاع الأسعار بعين الاعتبار وشكاوي الزوار من هذا الارتفاع لذلك ستكون هناك حسومات خاصة جداً بالتعاون مع دور النشر”.
خطة لتفعيل مكتبات المدارس ورفع ثقافة القراءة لدى الطلاب:
تكمل النائبة قولها: “يبدو أنَّ الجديد هذا العام هو إيلاء طلاب المدارس اهتماماً خاصاً، بحيث سيكون هناك تسهيلات مادية على الكتب وتوزيعها على طلاب المدارس بهدف تفعيل مكاتب المدارس، والسعي لعرض كتب تناسب أعمارهم أي طلاب الحلقات الأولى والثانية من المرحلة التعليم الأساسي وتزويد مكاتب المدارس بهذه النوعية من الكتب أما دعم الجامعات فهو مستمر”.
وحول الفعاليات الثقافية والنشاطات الفنية التي ترافق المعرض، أشارت روناهي إلى أن المعرض يتخلله “ندوات، ومحاضرات وتوقيع كتب”.
وعن الصعوبات تقول روناهي لنورث برس: “عانينا في هذه الدورة من صعوبات بسبب إغلاق المعابر وضيق الوقت، وسبب ذلك أننا قررنا تنفيذ الفعالية في وقت متأخر والمعلن عنه أن الافتتاح سيكون في 22 ولغاية 29 من الشهر الجاري وآخر موعد لتسليم الطلبات هو 13 من هذا الشهر”.
المعرض يحمل نوعاً من الرتابة ولا أجد فيه ضالتي
يصف محمد علي العمري (43 عاماً) من سكان مدينة القامشلي وهو مهتم بالشأن الثقافي في المنطقة ومن زوار المعرض بدوراته الخمس بقوله: “أستطيع أن أرصد المشهد الثقافي في هذا العام أنه يحمل نوعاً من الرتابة”.
ويضيف: “أنا عن نفسي لا أتوقع أن أجد ضالتي فيه ولا آمل منه الكثير، فهو لا يعكس الصورة الفنية والثقافية المتنوعة والأجناس الأدبية التي نتوق إليها”.
وبحسب “العمري”: “فإن هناك ضعف تخطيط للأنشطة الثقافية ولا سيما المحاضرات وجلسات النقاش، هناك كتب طبعت من قبل المؤسسات الثقافية التابعة للإدارة من دون أن يكون لها محتوى أدبي غني وهادف أو أن يكون جديراً بالطباعة ومعظمها قصائد شعرية لا ترقى للمستوى المطلوب أو كتب تحمل صفة سياسية أو توجه سياسي معين”.
وأعرب عن اعتقاده أن المعرض بحاجة إلى النقد البناء للأفكار وقراءات نقدية للكتب، ولاسيما الجديدة التي تمت طباعتها حديثاً بغرض التطوير والتحديث، “ولكن لا شك أنها فعالية ثقافية مهمة، فهي تحوي عناوين لدور النشر والمكتبات والهيئات الثقافية والأكاديمية المشاركة فيه مثل دار التكوين والمدى ونقش وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها”.
جديد مكتبة مانيسا: افتتاح جناح خاص للكتب باللغة الإنكليزية
ومن المكتبات المشاركة في المعرض، مكتبة مانيسا – ديرك، وفي تصريح لنورث برس، قال صاحبها “آزاد داود”، إنها المرة السادسة التي يشارك فيها ضمن هذه الفعالية الثقافية.
وقال أيضاً: “كنا قد جهزنا أنفسنا للحضور قبل إعلان حالة الطوارئ، ولكن بعد الإعلان عن افتتاحه أملنا كبير في أن ينجح هذا العام، لأنه وحسب رأيي أن المعرض بنسخته الخامسة كانت هي الأفضل على الإطلاق من حيث التنظيم وضبط الأسعار وعدد الزوار والتغطية الإعلامية”.
ونوّه داود إلى أن “الجديد الذي ستقدمه مانيسا هذا العام هو ضم كتب من دار المدى وتخصيص جناح خاص للكتب باللغة الانكليزية، كما تُعرف مانيسا بعناوينها المتنوعة والمختلفة كما تعرفون، منها تاريخية ودراسات فكرية وأدبية وفلسفة وكردية وانكليزية وأدب بكل أجناسه: رواية، وشعر، وأدب الأطفال.”
وأضاف “داود”، أن “مكتبة مانيسا تواصلت مع الكثير من دور النشر، وسوف تحاول قدر الإمكان تجهيز جناحها بالوقت المناسب لأنه قد لا يسعنا الوقت، وأخشى ألَّا ننجزه في الموعد المقرر”، حسب تعبيره.
غياب الكتب النقدية والتحليلية والبحثية في كل دورة
رولا محمد (30 عاماً) من مدينة القامشلي، تقول لنورث برس: “أنا سعيدة جداً بافتتاح المعرض هذا العام بعد أن فقدنا الأمل منه بسبب تأجيله”.
ولكنها أعربت عن تمنيها أن يكون هناك “ضبط لأسعار الكتب المعروضة، وخاصة القادمة من الخارج، والعمل على إيجاد السبل الملائمة للاتفاق مع دور النشر المشاركة على تخفيض الأسعار أو استبدالها بالحسومات، وأن تكون هناك روايات عالمية، وضرورة توفُّر جناح للكتب المترجمة حديثاً بهدف قراءتها ورصد ومواكبة حركة الترجمة في منطقتنا”.
وتقول “محمد”: “آمل في هذا العام أن أرى عناوين للكتب البحثية والتحليلية في السياسة والفكر والتاريخ والأدب، لأننا بأمس الحاجة إليها، فالكتب التاريخية والسردية مللنا منها”.
صالح حيدو يشارك ب 60 عنواناً هذا العام
كان لنورث برس حوار مقتضب بخصوص المعرض مع الكاتب صالح حيدو، وهو الضيف المواظب على الحضور بكتبه التي ألَّفها، حيث وصف المعرض على أنه “ظاهرة حضارية غنية بآلاف العناوين والكتب التي يمكن عرضها بين جديد وقديم وحفلات توقيع للكتب، وهذا يعتبر معيار لتقدم الشعوب وتطورها، فالأمم لا تتطور إلا بمستوى الثقافة ومطالعة الكتب”.
وبحسب رأي “حيدو” فإن العلاقة يجب أن تكون “بشكل مباشر مع الكتب لا مع دور النشر”. منوِّهاً إلى مشاركته ب60 عنواناً، لافتاً إلى مراعاة الجانب الاقتصادي، “فالكتب باهظة الثمن في ظل الأوضاع الاقتصادية التي تعصف بالمنطقة”، على حد تعبيره.
وما سبق مهم أيضاً، بحسب “حيدو”، ل”تشجيع القراء على اقتناء الكتب. وأظن أن لا رتابة تطغى على المعرض، بل العكس، الناس يتساءلون عن سبب تأخيره، وهذا دليل اهتمام القراء وزوار المعرض”.
ويقول: “وجود المعرض أمرٌ حيوي بالنسبة إلى المنطقة، لكونه يمثّل متنفَّساً لمحبّي المطالعة وعشاق القراءة”.
يشار أن معرض “الشهيد هركول” الخامس للكتاب، افتتح العام الفائت في مدينة القامشلي، بمشاركة أربعين مكتبة ودار نشر. وضمت أجنحته نحو 130 ألف عنوان، بحسب المثقفين والزوار، وغطى مختلف الميادين المعرفية والإبداعية والفنية. لا تزالُ التظاهرةُ التي انطلقت في 2017 محطّ اهتمام كثير ممّن يجدون فيها منفذاً إلى عالَم الكتاب، ولكن هل ستكون نسخته السادسة هي الأفضل على الإطلاق منذ بداية هذه التظاهرة الأدبيَّة القرائيَّة؟ هذا ما سيُلمَس في الأيَّام الأولى من بدء هذه التظاهرة السنويَّة، التي يعوِّل عليها جمهور ومحبّي الثقافة والأدب في شمال شرقي سوريا.[1]