الكُرد، أصلاء أم دخلاء على المنطقة؟
▪︎لا يهمّنا عمّا يقال عن الوجود التاريخي للكُرد في مناطقهم، فهناك فرق كبير بين من يكتب التاريخ تبعًا لأهوائه المريضة و الذي يعاني من عورات فكرية و عقائدية نتيجة التبعيّة الفكريّة للإيديولوجيات التي تفوح منها رائحة العنصرية و الكراهية والشوفينية المقيتة، و بين من يكتب التاريخ بطريقة أكاديمية تستند على العلم و المنطق و الشواهد الأثرية و من أجل الحقيقة فقط.
▪︎أصالة الوجود التاريخي للكُرد في مناطقهم التاريخية شمال سوريا: الإقليم الغربي من كُردستان و دورهم العظيم في الحضارة الإنسانية من وجهة نظر أكاديمية:
- Ferdinand Hennerbichler :
مؤرخ نمساوي وعالم أنثروبولوجيا و كُردولوجي بارز مختص بالدراسات الكرديّة ، دبلوماسي و صحفي.
- وُلِد في مدينة لينز: Linz عام 1946.
- أنهى درلسته الثانوية في لينز عام 1965.
- بين عامي 1965 و 1972 إلتحق بجامعة فيينا حيث درس التاريخ و علم فقه اللغة و اللغويات و علم الآثار و علم النفس و الفلسفة.
- حصل على الدكتوراه في الفلسفة في اللسانيات عام 1972.
حاصل على جوائز و أوسمة عديدة محلية و عالمية.
▪︎يقول العالم النمساوي: Ferdinand Hennerbichler في كتابه: Die Kurden:
تاريخ الكُرد هو أيضًا تاريخ الحضارة:
( إنها حقيقة لا جدال فيها أنّ الكُرد و هم القبائل البدائية كانوا أوّل من حرثوا الأرض و زرعوا المحاصيل و أنهم موجودون في الجغرافيا التي يعيشون عليها اليوم منذ لا يقل عن 10 آلاف عام.
حسب المعطيات العلمية و الأدلّة الأركيولوجية فإنّ الحضارة وُلِدت و تطوّرت في أراضي كُردستان القديمة حيث يبدأ تاريخ الكُرد قبل فترة طويلة من ولادة الإمبراطوريات القبلية.
معظم الكُرد و قادتهم السياسيين و المفكّرين لا يدركون قيمة الكنز الحضاري و الثقافي الرائع الذي يمتلكونه. واجبنا، نحن العلماء، أن نبحث في هذا الكنز الذي لا يقدّر بثمن حتى أدقّ التفاصيل و أن ننقله إلى الجماهير الكُرديّة الكبيرة.
السبب الوحيد لعدم معرفة الكُرد لإرثهم الحضاري العظيم و تاريخهم العريق هو إحتلال أرضهم و محاربة كل ما يتعلق الأمر بالإرث الثقافي العريق للشعب الكُردي من قبل مغتصبي بلادهم لكن الحقيقة ستظهر عاجلًا أو آجلًا فجيران الكُرد من الأرمن و الآشوريين و العرب و الفرس و الأتراك الذين قدموا إلى المنطقة فيما بعد هم ناهبوا التاريخ و الحضارة و الثقافة الكُرديّة.
هؤلاء الذين سرقوا التاريخ الكُردي هم مثل اللّصّ الذي سرق المئذنة و حاول أن يخفيها بغطاء و هم لا يدركون بأن الغطاء لا يناسب ضخامة المئذنة.
الأتراك بارعون لتحويل الحضارة الكُرديّة بأكملها و تنسيبها لأنفسهم. العرب و الفرس لديهما القدرة على تعريب و تفريس الثراء الثقافي و الإجتماعي للحضارة الكُرديّة. لقد فعلوا ذلك بطريقة وقحة لدرجة أنهم سرقوا أساس تاريخ الكُرد بالكامل و أظهروا لهم كشعب ليس له أي أساس تاريخي دون أن يعرفوا حتى من أين جاؤوا كما لو أنهم جاؤوا من السماء إلى الأرض بلا جذور تاريخية. لقد قسّموا و تقاسموا هؤلاء الكُرد الذين تعرّض تاريخهم و ثقافتهم و لغتهم للنهب و كانوا يأملون أن يختفي الكُرد الذين لديهم تاريخ و ثقافة و لغة و بلد عظيم. لقد فعلوا ما في وسعهم لتحقيق ذلك لكن عبثًا لأنه لا يمكن حجب الشمس بغربال.).
=============================
- المصدر:
The Food That Launched Civilization, Kurdistan the Fertile/Golden Crescent by:
Harry. G. Nickles.
[1]