روناهي/ قامشلو – عُرفت ناحية شيران في كوباني كواحدة من المواقع الأثرية القديمة التي ما تزال مأهولة حتى يومنا هذا، وقد تعاقبت عليها حضارات عدة حسب ما تشير إليه وثائق تاريخية عدة، وشهدت حكم كل من الآراميين والآشوريين، وعُرفت في النصف الأول من الألف الأول قبل الميلاد. وعُرفت قديماً باسم “حداتو”، أما اسمها الحالي “شيران” فهو اسم كردي معناه “الأسود” نسبة إلى الأسود المصنوعة من البازلت التي عُثر عليها في الناحية، فيما عمد العثمانيون لإطلاق اسم “أرسلان طاش” عليها رغبة في طمس هويتها كثقافة مُتبعة من قبلهم. مؤخراً استعاد أهالي شيران أحد أهم رموز الناحية وهو الأسد البازلتي الذي كانت الحكومة السورية قد نقلته مع أسد آخر إلى مدينة الرقة، في سعي منها لطمس هوية المنطقة، وقد لحقت به أضرار جسيمة أثناء سيطرة مرتزقة داعش عليها، ولا تزال بعضاً من النقوش والكتابات المنحوتة على جسم الأسد سليمة.
وسبق أن عُثِر على لقىً أثرية عدة تعود أغلبها إلى العصر الآشوري الحديث، نُقِل قسم كبير منها إلى متحف إسطنبول في تركيا سراً و بطرق غير شرعية، بينما يسعى القائمون على مشروع إعادة أسد شيران إلى موطنه إلى ترميمه وفق المعايير والأساليب العلمية المتبعة.
يذكر إن أسدا “شيران” يعودان إلى حضارة الحثيين، وكان حينها اسم مدينة شيران “حداتو”، أي إلى ما يزيد عن 700 عامًا قبل الميلاد.[1]