أصبحت أمينة كاكاباوه، مقاتلة البيشمركة السابقة، صوتاً للأكراد والسجينات والناشطات السياسيات الإيرانيات، والفلسطينييات في البرلمان والصحافة السويدية.
وتطرح كاكاباوه، في البرلمان قضايا تتعلق بحقوق الإنسان في الشرق الأوسط وتركز علی قضايا العنف ضد النساء وقضايا تتعلق بالنساء المهاجرات في السويد.
أدی تصويتها الحاسم في البرلمان السويدي، إلی انتخاب ماغدالينا اندرسون لمنصب رئيس الوزراء في سابقة بتاريخ السويد.
من هي وكيف ساعدت النساء؟
تنحدر أمينة كاكاباوه من قرية ترجان الكردية التابعة لمدينة سقز، في محافظة كردستان في إيران.
انضمت إلی حزب “كومله” الكردي اليساري المعارض في إيران، عندما كانت فقط في سن ال 13 من عمرها، وانخرطت في صفوف البيشمركة التابعين للحزب.
وعن قصة انضمامها إلی كومله، تقول أمينة إن قائد الحاجز الحكومي في القرية ضغط علی والدها للزواج منها رغم صغر سنها، فهربت الفتاة من منزل والدها وانضمت إلی الكومله.
وبحسب الهوية الشخصية، تبلغ أمينة من العمر 50 عاماً حالياً، لكنها تقول إنه لغرض تزويجها في سن مبكرة، تم تغيير ميلادها لتبدو أكبر سناً بثلاث سنوات.
وعندما بلغت من العمر 19 عاماً، تركت كومله ولجأت إلی السويد في عام 1992، دون أي شهادات دراسية.
وبدأت أمينة أولی خطواتها في البلد الجديد، بالدراسة ليلاً والعمل نهاراً، وكانت في نفس الوقت تساعد أسرتها في إيران التي كانت تتكون من ثمانية أفراد.
حصلت الشابة علی شهادة البكالوريوس في الإرشاد الاجتماعي، ثم الماجستير في الفلسفة من جامعة ستوكهولم في السويد.
وفي عام 2005، أسست الفرع السويدي للمنظمة النسوية الفرنسية “لا عاهرة ولا مظلومة”. كما أنها تدعم النساء والفتيات المهمشات من خلفيات مهاجرة في السويد.
في عام 2008، رشحها حزب اليسار السويدي لانتخابات البرلمان عن العاصمة ستوكهولم. ولا تزال تحتفظ بمقعدها منذ ذلك الحين.
تصف أمينة نفسها بالممثلة اليسارية والاشتراكية. وتزين مكتبها في مبنی البرلمان بصور المقاتلات الكرديات السوريات وتشي غيفارا.
كانت محاربة العنف ضد المرأة والزواج القسري وختان الإناث واختبارات العذرية علی رأس جدول أعمالها.
وقال رئيس البرلمان السويدي السابق ووزير العدل لبي بي سي، إنه لولا جهود أمينة لما كانت هذه القضايا علی جدول أعمال السياسيين السويديين.
أدت جهود أمينة في البرلمان السويدي إلی جعل الزواج القسري وختان الإناث أموراً غير قانونية وجرائم يعاقب عليها القانون كما أنها كانت ولا تزال تدعم طالبي اللجوء.
تعتبر أمينة أيضاً من أشد المعارضين للرموز الدينية في المدارس السويدية، وطالبت بحظر الحجاب علی أطفال المدارس في السويد، فتعرضت للتهديد من قبل المتشددين الإسلاميين واليمين المتطرف مراراً، لذلك، كانت تعيش تحت حماية شرطة مكافحة الإرهاب السويدية لسنوات عديدة.
وأدی مواقفها المعارضة للرموز الدينية المتشددة إلی فصلها من قبل حزب اليسار في عام 2019، لكنها قالت إنها هي من “أرادت ترك الحزب أساساً لأنه بات متحالفاً مع الجماعات الإسلامية”.
لا تفوت كاكاباوه، أي فرصة لدعم القضايا التي تؤمن بها كالعنف ضد النساء، فهي امرأة نشيطة وحيوية ومنظمة لا تحب تأجيل أعمالها.
وحضرت أمينة عرضاً للأزياء في ستوكهولم للتحدث إلی الحاضرين وجمع التبرعات منهم لدعم النساء المعنفات.
وتقول عارضة الأزياء السويدية كاميلا تولين، إن أمينة ليست مجرد متحدثة جيدة فحسب، بل نموذج يحتذی به وملهمة لجميع النساء الأخريات.
وتضيف: “بعكس معظم السياسيات السويديات، لا ترتدي أمينة الزي الرسمي المشابه لزي الرجل في البرلمان، بل تتزين وترتدي الملابس الملونة، لكنها عندما تتحدث، يكون وقع حديثها أقوی من الرجال”.
شهدت السويد خلال العام المنصرم، وضعاً سياسياً فريداً، أدی إلی تسليط الضوء علی تصويت أمينة، الحاسم من قبل الحزب الحاكم ووسائل الإعلام السويدية.
في 24 نوفمبر/تشرين الثاني، صوت البرلمان السويدي لأول مرة من أجل انتخاب رئيسة للوزراء.
وقالت أمينة دعماً لرئيسة الوزراء السويدية ماغدالينا أندرسون المنتمية للحزب الحاكم: “إذا كان للمرأة الحق في التصويت فقط ولم يتم انتخابها قط إلی أعلی منصب، فهذا يعني أن الديمقراطية ليست كاملة”.
وتابعت: “سيدي الرئيس، في مدارس وشوارع دائرتي الانتخابية، تطلب مني الفتيات والنساء التصويت لصالح امرأة كرئيسة للوزراء”.
كان تصويت أمينة كاكاباوه كنائبة مستقلة حاسماً في اختيار أندرسون لمنصب رئاسة الوزراء. مقابل التصويت لصالح اندرسون، وافق وزير العدل علی تحقيق بعض مطالبها فيما يتعلق بالنساء السوريات والأكراد.
تقول أمينة كاكاباوه، التي عاشت سن المراهقة كبيشمركة في الجبال، إنها ضد السلاح وتأمل ألا تُجبر الفتيات والشبان صغار السن علی حمله بل “تدعوهم إلی حمل الأقلام بدلاً من ذلك”.
وتقول: “لا ينبغي لأحد أن يقلل من قدرات وقوة الفتيات، لقد رأيتم بأم أعينكم كيف استطاعت الفتاة الأمية اللاجئة التي أتت إلی السويد قبل 30 عاماً، المساهمة في صنع التاريخ اليوم بصوتها الذي ساعد في انتخاب أول رئيسة للوزراء في البلاد”.[1]