إشارة : مجلة آفاق الحضارة الاسلامية، شماره 15 , يوسفي، عثمان
باحث في التاريخ الاسلامي جامعة طهران
$الملخّص$
هذه المقالة تحتوي علي معلومات هامة حول تاريخ إحدي المناطق الجغرافية والقديمة في الشرق الأوسط ومسكن أقدم القوميات الآرية، #الأكراد# يعني #كردستان#. المنطقة التي لا يمكن الحصول علي معرفة العصور التاريخية المتعلقة بها إلا من نتائج علم الآثار المستند علي الحفر. والتنقيب لعدم وجود آثار مدونة حول تاريخها.
علي هذا وبالنظر إلي الوظيفة المهمة لعلم الآثار في الكشف عن التاريخ الساحق بواسطة الحفريات والتنقيبات لمعرفة الأحداث التاريخية من الأشياء المادية وخاصة في منطقة كردستان وكهوف زرزي، هزار ميرد (الف رجل)، الدودرية وأطلال كريم شهر قرب مدينة السليمانية وجبل الكرد الواقعة شمال سوريا حالياً التي بدأت مكتشفاتها منذ سنة 1928 م من قبل البعثة الأثرية الأمريكية والأوروبية الرحالة برئاسة جارود دوروثي، تناقش الموضوع من محورين، التنقيبات الأثرية والفخار ودورها في معرفة تاريخ كردستان.
استفدت في هذه العجالة من المصادر العربية والكردية من أهمّها مؤلَّفات الدكتور أحمد سوسة، الدكتور جمال رشيد أحمد والدكتور فوزي رشيد أحمد.
$تمهيد$
إن وظيفة علم الآثار مهمة جداً في الكشف عن الماضي السحيق وذلك بواسطة الحفر والتنقيب لمعرفة الأحداث التاريخية من الأشياء المادية، وإضافتها إلي المدونات الكتابية والوثائق.
وبإيجاز فإن معرفة العصور التاريخية يمكن الحصول عليها (وخاصة المتعلقة بتاريخ كُردستان) من مصدرين أساسيين: المدونات القديمة، ودراسة البقايا والمخلفات المادية الأثرية.
ويجب أن لا ننسي بأن هذه العصور التاريخية قد سبقتها فترة طويلة لم تكن الكتابة خلالها معروفة ولهذا السبب نعتمد في معرفتنا لهذه الحقب الزمنية علي نتائج علم الآثار المستند علي الحفر والتنقيب.
وحري بنا أن نعلم بأن كُردستان التي لم تنعم بالحرية والاستقرار وعلي مر العصور والتي اجتاحتها سيول عارمة من الغزوات والهجمات من الأقوام والشعوب المجاورة والبعيدة بعثرت وطمست بل سرقت الكثير من معالم الآثار المهمة للدراسة والتنقيب.
ولكن رغم تلك العراقيل والقيود استطاعت بعثات أثرية أجنبية ولفترات وخاصة بعد الحرب العالمية الأولي أن تتجول في أراضي كُردستان وخاصة القسم الجنوبي وأن تباشر التنقيب والتحري في الكهوف والمواقع الأثرية، وتوصلت هذه البعثات إلي نتائج علمية دقيقة وغنية.
التنقيبات الأثرية في كُردستان:
لقد بدأت مكتشفات العصر الحجري القديم الأول في كُردستان شمال العراق منذ سنة 1928 من قبل دوروثي. أ.أي. جارود (Garrod Dorothy A.E.) فقد تمت حفرياتها التمهيدية الأولي في كهف (زرزي) قرب منابع نهر الزاب الأسفل حوالي 20 ميلاً شمال مدينة السليمانية(1).
وفي الجبال المقابلة لسورداش يوجد هذا الكهف الصغير (زرزي) ولا يبعد كثيراً عن كهفي قزقبان و كور و كچ الصناعيين، ووجدت فيه آثار من أواخر العصر الحجري القديم ومعظمها من الآلات الدقيقة التي يرتقي زمنها إلي ما قبل اثني عشر ألف سنة(2). وكانت تجربة جارود الثانية في كهف يسمي (هزارميرد) قرب السليمانية كشفت حفريات تمهيدية قصيرة فيه صناعة صوان أولية أمكن تمييزها بموستيرية وذلك لوجود الأسلحة المستدقة النهاية ذات الوجه الواحد والقاشطات المميزة (لهذه الحضارة)(3)، واتضح من دراسة الآثار أن هناك اتجاهاً متزايداً نحو الاعتماد علي المنتوجات النباتية ومع ذلك فإن أهل الكهف تعلموا بعد فنون الزراعة وتدجين الحيوان(4)، وكذلك وجدت في الكهفين ملتقطات تعود للعصر الحجري القديم(5).
وقد عثرت البعثة الأمريكية للتنقيبات في كهف (هزار ميرد) علي مخلفات تعود للعصر الحجري القديم الأوسط (100000- 0000006 ق.م) وهي آثار حجرية من صنع الإنسان المسمي (نياندرتال) في أسفل طبقات هذا الكهف(6).
ويمكن أن نقول أول من نقب في هذا الكهف بشكل علمي دقيق هو الاستاذ بريدود (ر.جي. بريدود) من شيكاغو، وكان ذلك عام 1928م، وعثر علي أدوات من الحجر تعود إلي العصر الحجري القديم(7).
وعثر في كهف بهستون قرب كرمانشاه وكذلك في كهف تامتاما (قرب بحيرة أورمية) علي أدوات مصنوعة من الصوان بطريقة التشظيف، وهذه الأدوات تماثل ما اكتشفته جارود في كهف (هزارميرد) وهذا يدل علي أن الذين سكنوا هذه الكهوف كانوا من نفس النوع من البشر(8).
كذلك دلت التحريات الأثرية التي قامت مؤخراً في منطقة (جبل الكُرد) الواقعة حالياً شمال سوريا، وفي منطقة عفرين التي تقع علي حدود المناطق الكُردية الموجودة حالياً ضمن تركيا علي اكتشاف عدد من الكهوف الأثرية التي تعود إلي عصور ما قبل بالقرب من قرية(برج عبدالو) وأهم هذه الكهوف، كهف (الدودرية) أي كهف ذي البابين حيث تقوم بعثة أثرية يابانية بالتنقيب فيها منذ سنوات وقد عثرت في عام (1992م) علي عظام طفل في الخامسة من عمره وقدر تاريخه إلي (مائة ألف عام) وقد أثبتت الاكتشافات الأخيرة هذه بأن المنطقة تعد بمثابة موطن السلالة البشرية الأولي، وعثر فيها أيضاً علي بقايا صوانية وعظمة وتعود إلي إنسان ما قبل التاريخ خاصة ذلك الذي يعود إلي الدور (النياندرتالي) أو الآشوري(9).
وفي عام 9419م عندما أخذ جمع متتابع من الباحثين الأمريكان علي عاتقهم التحري عن آثار العصور الحجرية القديمة في كُردستان (كُردستان العراق) كان الأكثر نجاحاً منهم جميعاً (رالف س. سوليكي (Solecki Ralph.S)في كهف (شانيدر) أختاره من بين مجموعة كبيرة جنوب واجهة سلسلة جبال برادوست إلي الشمال من مدينة راوندوز في محافظة أربيل، ووصلت حفرياته التمهيدية هناك إلي عمق 13،7 متراً وتمكن من إرجاع أقدم ما عثر عليه من طبقات السكن (الطبقة د) إلي الوجه الموستيري مع أدوات غالبيتها العظمي مميزة لحضارة (صناعة) التشظيف Flake cultureالمقبلة لحضارة الشفرةBlade Culture)) والتي ترجع لنهاية العصر الحجري القديم الأعلي (الطبقة ج)(10)، حيث أن الأستاذ رالف سوليكي حفر حفرة كبيرة في الكهف (شانيدر) لاختيار وتحديد عمر الطبقات الأرضية لقاع الكهف واستناداً إلي عمر المواد المكتشفة فقد تم تحديد أربع طبقات:
1 الطبقة أ وهي الطبقة العليا وفيها مخلفات حديثة.
2- الطبقة ب ويرجع تاريخ مخلفاتها إلي (13) ألف سنة.
3- الطبقة ج ويرجع تاريخ مخلفاتها إلي (25) ألف سنة.
4- الطبقة د ويرجع تاريخ مخلفاتها إلي حوالي (100) ألف سنة، إلا أنه وجدت هناك طبقات تفصل بين الطبقة ب و ج وبين ج و د حدد عمر الأولي ب 1500 سنة والثانية ب 10 آلاف سنة(11).
وعثر في كهف شانيدر علي أول هيكل عظمي لإنسان النياندرتال يرجع إلي العصر الحجري القديم (المستيري) والذي يرقي إلي ما قبل حوالي خمسين ألف سنة (50000)(12). ويعود الفضل في اكتشاف أربعة هياكل بشرية ذات مزايا إنسان النياندرتال إلي الأستاذ رالف. س. سوليكي وذلك بين السنوات 1953 و 1957(13).
ويعد كهف (شانيدر) أشهر الكهوف الأثرية في عصور ما قبل التاريخ في الشرق الأدني ومنطقة غربي آسيا ويقع الكهف في جبال زاكروس عند الحافة الشمالية الغربية لسلسلة برادوست علي ارتفاع 822م فوق مستوي سطح البحر ويبعد نحو 4-5 كم عن الضفة اليسري للزاب الكبير وهو علي شكل مثلث عرضه 53م وطوله 04م وارتفاعه 8م وسقف الكهف علي هيئة قبة ارتفاعها عن السطح الحالي 41م(14).
ومن خلال عملية التحليل بواسطة كاربون قدر عمر الطبقة الأخيرة من كهف شانيدر بين (06-54) ألف سنة هذا علي ذكر كتاب (تاريخ الكُرد القديم) لمؤلفيه د. جمال رشيد أحمد ود. فوزي رشيد، ص 25.
ووجد في الطبقة الأخيرة بقايا عظام لحيوانات غير مدجنة كالثيران والغنم والماعز وأصداف السلاحف وعلاوة علي الهياكل العظيمة التي ذكرناها، يذكر عبدالفتاح علي يحيي بأن سوليكي أضاف لها خمسة هياكل عظمية أخري، ويقول أن سوليكي بلغت تنقيباته في الموسم الأخير (0619) عمقاً من الكهف يبلغ 41م، وأن أعظم ما اكتشفت في الكهف فضلاً عن الأدوات الحجرية مزارف ومثاقب ومقاشط، هو العثور علي تسعة هياكل عظمية لإنسان النياندرتال يعود تاريخ أحدهما إلي حدود (00006) عام بدلالة عمق الطبقة التي وجد فيه علما أن الاختبارات التي أجراها المختصون تشير إلي أن الاستيطان الأول لهذا الإنسان في كهف شانيدر حدث قبل (100) ألف عام ق.م واستناداً إلي تواريخ حدوث العصور الجليدية فإن إنسان النياندرتال كان يعيش في جبال كُردستان في أصعب الظروف المناخية وأنه كان يجاهد من أجل البقاء.
وفي منطقة (كرمانشاه) تقابل مكتشفات سوليكي شانيدر مكتشفات لكاريلتون كوون
Carlton Coon)) عالم دراسات الإنسان (الأنثروبولوجيا) من بنسلفانيا سنة 9419، واهتدي كوون إلي كهف عند بيهستون قرب كرمانشاه مع بقايا لصناعة موستيرية تماثل ما عثر عليه في هزارميرد، و أدي كذلك بأنه اكتشف هياكل بشرية وصف كونها نياندرتالية متميزة(15).
أما الموقع الذي سبق كهف شانيدر في التاريخ هو موقع (برده بلكه) الواقع300م شمال شرق جمجمال، حيث عثر في هذا الموقع علي أدوات كثيرة من الحجر معظمها بهيئة فؤوس يدوية ترجع إلي العصر الحجري القديم، أي ما قبل نحو (مائة ألف سنة)، ويقع الموقع بين (السليمانية وكركوك)(16)، واكتشفت هذه الأدوات الحجرية في (برده بلكه) عام 9419م(17).
وقد أعقبت محاولات الباحثة جارود المحدودة، بالأحري تلك الأكثر ملائمة من كهف عند (ضالي كاورا) علي بعد بضعة أميال إلي الجنوب الشرقي التي عثر عليها ه. أي. رايت وبروس هاو سنة 1950 م من اعضاء البعثة الأمريكية وأعطت النتائج المشتركة اللاحقة (لعلمهما) صورة أكمل، والأمر المستحدث الهام هو استعمال الصوان الصغير جداً وهو عبارة عن صناعة شفرات جديدة محسنة شملت أولاً شظايا رؤوس السهام الحجرية الرقيقة إضافة إلي الأنواع العديدة من الشفرات الحجرية الصغيرة والقاشطات واللاقطات.
وكان بين الأدوات الحجرية الأخري السلتية المصقولة، شظايا مجارش طحن وبعض السبج الزجاجي البركاني الأسودObsidian الذي كان أقرب مصدر للحصول عليه منطقة بحيرة وان وشرق بلاد الأناضول(18)، وهذا يدل علي أنه كانت هناك علاقات تجارية بين بشر العصر الحجري القديم.
وكان الاعتقاد السائد إلي وقت قريب أن إنسان النياندرتال لم يكن عاقلاً بل بهيمياً، لكن الاكتشافات الحديثة للهياكل العظيمة التي درسها الاختصاصيون في الأنثروبولوجيا الطبيعية أثبتت إن إنسان النياندرتال اكثر شبهاً بالإنسان العاقل في تركيب جمجمته، وبناء هيكله، هذا ما توصل إليه البروفيسور (ستيوارت) بعد دراسته إنسان نياندرتال المكتشف في كهف شانيدر(19).
ودلت التواريخ الإشعاعية الكاربونية لحضارة العصر الحجري القديم الأعلي، ولفترة عصور ما قبل التاريخ المتأخرة في جبال كُردستان وقدماتها علي أن الإنسان كان يعيش فيها قبل (12000) ألف سنة، لكنه قبل (11000) ألف سنة كان يحتل مواقع مفتوحة في هذه الجبال مثل موقع زه وي جه مي وشانيدر وكذلك في موقع كريم شهر قرب جرمو في وادي جمجمال وراء كركوك، بين (كركوك والسليمانية) وذلك بدء الزراعة في جبال كُردستان(20)، ويعتبر مستوطن (زاوي جمي/ شانيدر) من أقدم المستوطنات الزراعية في العالم، وتتشابه معالم الحضارة في هذا المستوطن مع ما شوهدت في موقع كريم شهر وملعفات(21).
والموقع الأخير يقع علي ضفة نهر الخازر علي الطريق الرابط بين أربيل – موصل، وهو موقع مكشوف في العراء يشغل مساحة من الأرض أبعادها 90×120م يبلغ عمل الأنقاض الأثرية فيه أكثر من 5/1م، وفي شمال كُردستان عثرت أيضاً علي نماذج من أدوات العصر الحجري القديم (البالوليث) وخاصة في نمروداغ غرب بحيرة (وان) كما اكتشفت آلات مصنوعة من الحجر المسمي بالأوبسيدي في منطق هيكاري ووان وقارص وتشابه مثيلاتها التي وجدت في الطبقة الثالثة (2) من كهف شانيدر في جبال برادوست(22).
ووجدت آثار العصر الحجري الوسيط في عدة أماكن من كُردستان، لكنه يصعب عملياً تثبيت نقطة ابتداء هذه الفترة بشكل دقيق لأنه طور انتقال حضاري ما بين العصر الحجري القديم إلي العصر الحجري الحديث، وأول موضع عثر فيه علي أدوات هذا العصر هوكهف (زرزي) لذا أطلق اسم (الطور الزرزي) علي هذا الطور من العصور الحجرية في العراق(23).
كذلك عثرت المس برومان علي أدوات يرجع زمنها إلي العصر الحجري الوسيط (الميسوليتيك) والتي أجرت التحريات في موقع (كُردجاي) في سنة 4195م، والذي يرقي تاريخه إلي فتر ة تبدأ قبل (20 ألف سنة) تقريباً وتنتهي في حدود (سبعة آلاف سنة قبل الميلاد)، والموقع يبعد عن شانيدر 4كم غرباً علي ضفة الزاب الكبير(24). كما عثر علي أدوات هذه الفترة في كهف شانيدر (الطبقة ب) وفي ملعفات وكريم شهر.
وهذه المواضع تمثل أطواراً انتقالية مابين طور قرية (زاوي جمي) وهي أقدم قرية من نوعها في العالم وبين طور قرية جرمو الذي يعد بداية العصر الحجري الحديث، حيث اتضح ظهور الزراعة وتدجين الحيوان(25). كذلك أثبت علي الآثار بأن أقدم القري المكتشفة تقع في كُردستان وهي قرية (نمريك) القريبة من فائدة محافظة دهوك بين دهوك والموصل(26).
إن فتره العصر الحجري الحديث بدأت بتلك الثورة التي فجرها الإنسان في حقل الاقتصاد كزراعة وتدجين الحيوانات وكذلك التعدين.
يقول آرنولد توينبي: «إن المنطقة اخترعت فيها الزراعة وتربية المواشي والتعدين لأول مرة كانت تشمل، إضافة إلي الجزيرة الفراتية (ميزوبوتاميا) وسورية ولبنان وفلسطين، جزءاً علي الأقل من جنوب آسيا الصغري و غرب إيران وتركمنستان والحبوب والحيوانات التي دجنت في هذه المنطقة، خلال زمن العصر الحجري من تاريخها، كانت موجودة من قبل في حالتها البرية، أما في الأماكن الأخري فإن هذه النباتات والحيوانات بالذات أنها نقلت من جنوب غرب آسيا (وغرب آسيا) إما بواسطة مستعمرين خرجوا من هذه المنطقة ذاتها، أو عن طريق شعوب محلية أصيلة هي التي اقتبست هذه الاختراعات، وهي باقتباسها إياها.
تم بدورها الانتقال من حياة العصر الحجري القديم إلي حياة العصر الحجري الحديث، وفي النهاية إلي حياة العصر الخلكوليثي فالعصر النحاسي فالعصر البرونزي(27).»
ويقول الدكتور جورج رو: «إن للزاوية الشمالية – الشرقية من العراق (كُردستان) أهمية خاصة لدي مؤرخي ودارسي المنطقة المتوجة بين دجلة وجبال كُردستان، لأن هذه المنطقة الجميلة هيأت موطناً لرجال الكهوف منذ عصور ما قبل التاريخ ثم أصبحت مهداً لواحدة من أولي مناطق الاستيطان الزراعي خلال العصر الحجري الحديث (النيوليثي) في الشرق الأدني، ولعبت هذه المنطقة الجذابة دوراً مهماً في تاريخ وادي الرافدين(28).»
إن نتائج التنقيبات الأثرية لأقدم المستوطنات في بلاد الرافدين الشمالية – أي في أراضي كُردستان وسلاسلها الجبلية تتيح إمكانية تنسيب هذه الاستيطانات إلي ثلاثة أنماط معبرة واضحة التعبير عن واقع الحياة الاجتماعية – الاقتصادية لسكانها. إن أ.ب. أو كلاليكوف يعين للسكان في هذه المنطقة الخصائص التالية: (إن المستوطنة الأولي وهي كهف (په له گه وره) قد استوطنها الجامعون للقوت والصيادون النموذجيون وهؤلاء لم يملكوا مقومات تربية الحيوانات الأليفة واستزراع النباتات، لقد عاش هؤلاء الناس في العصر الحجري الأوسط (لكنهم كانوا أقرب الناس إلي العصر الحجري الحديث).
والمستوطنة الثانية في التسلسل الزمني والمعروفة باسم كريم شهر (حوالي الألف السادس قبل الميلاد) وظهرت في هذه المستوطنة دلائل ومؤشرات علي وجود المساكن بأعداد غفيرة وكانوا يملكون في حوزتهم الحيوانات الأليفة وشبه الأليفة، مثل الغنم والماعز، وكذلك كانوا يملكون الأدوات الحجرية الدقيقة، وأدوات طحن الحبوب والمدقات والهواوين من حجر الصوان والانصال الصوانية للمناجل. إن الفلاحة في صورتها المتميزة الواضحة قد أصبحت ظاهرة للعيان من مكتشفات المستوطنة الثالثة في (جرمو) والتي يؤرخ دورها بحدود الألف الخامس قبل الميلاد …)(29).
وأقدم فخار عثر عليه في وادي الرافدين و كُردستان في قرية جرمو في العصر الحجري الحديث(30)، و(جرمو) تقع قرب مركز جمجمال بنحو 11كم شرقاً علي وادي (جم كورا) وتبعد عن كركوك 35 كم شرقاً، وقد شرعت بعثة جامعة شيكاغو تنقب فيه منذ عام 8419 برئاسة الأستاذ (بريدود) حتي عام 1955، ومن خلال عملية التحليل بواسطة (كاربون 41) يبدو أن آثار جرمو ترجع بتاريخها إلي حوالي 7000 آلاف سنة ق.م(31) وهي الفترة الفاصلة بين العصر الحجري الوسيط والعصر الحجري الحديث.
أما بيوت القرية فقد بنيت علي شكل مستطيل من الطين وشيد بعضها فوق أسس من الحجارة الطبيعية، ومن الأدوات البيتية التي عثر عليها في جرمو تلك التي صنعت من العظام وهي بشكل متطور علي نطاق واسع، وهي كالأبر والمخارز، وقد وضعت أطر فنية للدبابيس والخزر والخواتم وحتي الملاعق، إضافة إلي الأدوات الحجرية(32).
أما المستوطن المعروف في شرق كُردستان (كُردستان إيران) ب (تپه سراب) في منطقة كرمانشاه يتقارب من حيث أساليب المعيشة فيه مع مثيلاتها في غرب آسيا وعثر في هذا المستوطن علي صحون وأدوات الطبخ والطعام المصنوعة من الفخاريات غير المشوية عليها نقوش بدائية بسيطة، أما أدوات العمل فقد صنعت من حجر الأوبيد وتشبه صناعتها بالتي اكتشفت في موقع جرمو.. أما المخلفات الأثرية في مستوطنة آسياب في شرق كرمانشاه فيشير أيضاً إلي نمط الحياة الزراعية فيه، وأن بيوتاً ومساكن كثيرة من العصر الحجري المتوسط تشاهد هنا وهي من صنف مساكن كريم شهر(33).
$الفخار:$
وقد استنتج علماء الآثار تقسيم العصر الحجري الحديث إلي دورين بالنسبة للفخار، دور ما قبل الفخار(Pre-pottery Neolihic)ويقع في ما بين الألف الثامنة والسابعة ق.م و دور الفخار (Pottery Neolithic)وهو الطور الحجري الحديث الذي يمثل الأطوار الحجرية الحديثة ما بعد الألف السابعة ق.م وهي الأطوار التي ازدهرت فيها القري الفلاحية في شمال العراق (كُردستان) وزاد فيها اعتماد الإنسان علي الزراعة وتدجين الحيوان(34).
وفي الطور الحجري الحديث (دور الفخار) كانت في كُردستان نوعين من أنواع المستوطنات الزراعية، الأولي لها صلة بالعصر الحجري الحديث المبكر، وتختلط معالمه بعض المرات بالعصر الحجري المتوسط كمستوطنات كُردجاي والطبقات الدنيا من جرمو وصناعة الفخار فيها لا تزال بدائية. أما النوع الثاني فهو ما يشاهد في الطبقات العليا من هذه المستوطنات الزراعية وقد تقدمت فيها صناعة الفخار وأصبحت متينة و سميكة كالتي شوهدت في جرمو(35).
إن أقدم فخار عثر عليه في كُردستان (شمال العراق) كان في قرية جرمو أولي قري العصر الحجري الحديث(36) ، وإن الزيادة العظمي في الطرز الملونة علي الفخار قد وصل عنفوانه في الأوعية المتعددة الألوان في عصر تلف حلف(37).
وقد اتخذ العلماء موقع منطقة حلف دوراً حضارياً خاصاً حدد تاريخه بالحقبة التي تعتقد بين 5000 سنة ق.م و 5004 ق.م وقد سمي هذا الدور بدور حلف نسبة إلي تلك الحلف الواقعة في سوريا علي بعد (5) كم من جنوب غربي البلدة الكُردية (سروكاني) رأس العين قرب منبع الخابور (خابور الفرات) إلي الحدود التركية السورية(38) ، وهي منطقة تواجد الكُرد منذ العصور السحيقة وإلي يومنا هذا.
اكتشف في هذا التل علي فخار رقيق مصبوغ بعدة ألوان، واقتصرت الألوان المستعملة بصورة رئيسية علي الأحمر أو المائل إلي الأحمر أو البني المائل إلي الأرجواني والأسود، وامتاز هذا الفخار بالنقوش الزاهية.
وإن توزيع نوع فخار حلف جدير هو الآخر بالاهتمام، فقد وجد شمالاً عند دياربكر في بلاد الأناضول من معابر الفرات إلي موقع عمق وساحل البحر المتوسط عند راس شمرة، وتظهر حدوده الجنوبية تقريباً موازية لخط عرض بغداد ولا علاقة له بالتحسنات التي طرأت علي الفخار المعاصر في إيران، فيما عدا منطقة كرمانشاه ويجب أن يعتبر محلياً خاصاً في شمال بلاد الرافدين(39)، إن هذا التوزيع يتوافق مع مناطق تواجد الشعب الكُردي منذ القدم.
وبعد هذه الفترة انتشرت المستوطنات التي لها علاقة بعصر الأنيوليث (العصر الحجري – المعدني) في كثير من مناطق غرب آسيا وهو عصر يسبق مرحلة ظهور الكتابة وبدء التدوين التاريخي.
و هنالك في كردستان مواقع وكهوف ومنحوتات أثرية كثيرة لم نذكرها ككهف
كور و كچ] ابن و بنت] وكهف قزقپان في ناحية سورداش في السليمانية، ومنحوتة (دربندي كاور) قرب قره داغ (القرية)، ومنحوتة حرير بقرب ناحية حرير التابعة لأربيل وكذلك مواقع ومنحوتة في قرية مالطا التابعة لمحافظة دهوك ومنحوتة أنوبانيني في منطقة (سرپل زهاب) (كردستان إيران) وآثار خورمال ومدونات ملوك الخلديين و غيرهم(40).
ويمكننا أن نتحدث بشي من التفصيل عن آثار قرية مالطا(معلثايي) نقلاً عن حميد المطبعي(41):«وعبرت جسر (آلوكه) كان فيما قبل جسراً حجرياً، مخروماً بالسيول، وكان الناس يخافون عبوره، وهاهي طلائع قرية (معلثايي) التاريخية الآثارية التي تبعد عن دهوك بسبعة كيلومترات، تقدم لك نفسها، هويتها من خلال تلها الآثاري الشهير، تل ينفرج منه واد يغور في عمق الابتهالات الطبيعية، شجر مقدس، وعيون ماء حانية وأسماء ورموز ومجاهل وسلالات دونت علي حجر البازلت: القصة الآشورية الكاملة، وكانت تجذبني إليها أطياف الشرق.
قبل أكثر من مائة عام جاء إلي معلثايي غزاة آثاريون، ينقبون في منحوتاتها يغرسون أصابعهم في تماثيلها، اقتلعوها واحداً بعد آخر.. ممثل الحكومة الفرنسية في الموصل، السيد (رويت) يخبر المعهد الفني الفرنسي بإخبار الآثاريين الغزاة فيخففون تباعاً: بلاس وبعثته، لايارد وعمال الحفر، وترسم الخرائط وتمسح حدود معلثايي من جميع جهاتها، وأغرتهم الأرض، فامتدوا باتجاه (بافيان) شرقي خنس، حيث الوادي المزين بالصخور المنقوشة، وحيث أن الأرض سكني الأدوار والأفلاك، كانت صامتة.
ذكر ياقوت الحموي معلثايي وقال إنها طل من أطلال مدينة (ملياتي) الآشورية، وإن علي تلها جامعاً إسلامياً، وأنا لم أجد أثر لذلك الجامع لا عن طريق الرواية ولا عن طريق النقل، وربما قص الحموي قصص معلثايي عن طريق أحاديث الحجاج العراقيين الذين كان يلتقي بهم في مكة أثناء مراسم الحج، وهي طريقته في جمع أخبار المدن الإسلامية، وربما هي بعض أساليبه في البحث عن خرائط مدن العرب في (معجم البلدان) فمنذ القرون الأولي، لانتشار الإسلام كانت معلثايي مركزاً كنسياً لبعض القري المحيطة بها، مركزاً لأبرشية كبيراً، إذ لا تزال بعض آثاره باقية إلي اليوم، في آثار كنيسة (مار عوديشو) التي غدت مزاراً مقدساً لآلاف من أهالي القري في فصل الربيع.
ومعلثايي اسم كلداني يعني (المدخل)، ولأنها المدخل أو الممر الجغرافي إلي عموم منطقة الجبل ومنها إلي بحيرة (وان) التي كانت في زمن الآشوريين مركز الاصطياف الأول في الشرق، فقد جعلها الحكام الآشوريون رأس جسر إستراتيجي حربي، هي والذروات المتقدمة والمقابلة لها، لصد الهجمات الغازية القادمة من الشرق. ولقد تحري الآثاريون في هذه المنطقة فوجدوا تاريخاً مدوناً يشير إلي طبقات من المدينة المزدهرة التي أكدت لهم أن الآشوريين كانوا يبسطون سلطانهم، في هذه المناطق الجبلية دون منازع ففي شمال معلثايي وعلي بعد 4كم ترك عصر سنحاريب في تل (دولب) مآثر في تخطيط جداول الري والأقنية المتفرعة عنها، ولكن اللافت للنظر أن ثمة حجراً نحتياً قد وجد في هذا التل منقوشاً بكتابات يونانية قديمة لا تعرف مصادرها لحد الآن.
وحيث يشد معلثايي واد ذو كروم ونبات فإن الآشوريين قد ربطوه بأثر خالد في الجهة التي تقابل القرية، بكون الوادي، من الوجهة الاستراتيجية يشكل في طبيعته امتداد القوس الدفاعي عن مدن آشور المؤدية إلي العمادية، وقد تمثل أثرهم في كهف (شندوخة) الذي يقع في السفح الشمالي للجبل (الأسود) الذي يواجه مباشرة قرية (كفركي)، وفي كهف شندوخه تتجلي روعة الفنان الآشوري في جعل الصخر الأصم عجينة طيعة في أصابعه، وكان بحس ديني بهيج قد نحت آلهة آشور، وفي سبعة آلهة لأربع عواصم آشورية، وهي: آشور وأنيليل وأنليل وسينوشمس وعشتار وآداد، وقد عرف هذا النحت، بمنحوتات (كهف الحمي). ويعتقد الآثاريون إنها من زمن القرن السابق قبل الميلاد.. وتقوم هذه المنحوتات علي أربع صفائح من الصخر الصقيل، في مشهد أو احتفال مقدس للآلهة الآشورية وهم علي حيوانات الآشوريين المقدسة في تراثهم، حيث يقف الملك، الذي هو الشفيع للرعية، أمام هذه الآلهة، بينما وقف خلفه مرافقه.»
إن هذا المشهد الاحتفالي لم يكن ليتعلق بالفن الخالص، وفي هذه الفتحة الجغرافية المهمة في المنطقة، وإنما كان ذلك النحت، هذه الأبهة المقدسة التي أضفت علي الصخر وجدان القوة والكبرياء، يمثل انتصاراً عسكرياً، جاء الفن بعد انتصار، وكل انتصار عظيم كان الآشوريون يكرمونه بالفن وأسمي الفنون عندهم فن معلثايي، تعبيراً عن انتصار آشور بنيبال علي العيلاميين، وعلي شوش عاصمتهم الواقعة بين بلاد الكلدان وبين دولة مادي، ويدهم هذا الرأي، ما كشفه لنا التسجيل الآشوري المسماري عن المعركة الفاصلة التي دارت بين آشور بنيبال وملك عيلام وهذا هو النص المسماري:
«أخذت عاصمتهم شوش مقام آلهتهم العظيمة ومحراب آياتهم.. دخلت قصر ملوكهم واحتلته بعز سلطاني، فتحت خزائنهم واستوليت علي كنوز الفضة والذهب وعلي الثروات الطائلة والذخائر والنفائس مما لم تصل إليه يد بشرية. كلها غنمتها. هدمت الهيكل ذا الدرج المرمري وحطمت قبابه المصفحة بالنحاس الأصفر البراق، وأخذت شوشيناك الذي ينبئهم بالمستقبلات، الساكن في السر والفاعل في الخفاء واستوليت علي جميع آلهتهم، قوضت القواعد التي ترتكز عليها هياكلها والثيران ذوات العيون والوحشية القائمة علي الأبواب.. نبشت أضرحة ملوكهم: قديمهم وحديثهم، أولئك الذين لم يحسبوا حساباً لبأس الإلهين: آشور وعشتار، فحاربوا أجدادنا الملوك العظام، أخرجت بقاياهم من مدافنهم وألقتها طعمة للنار، فلا ذبيحة ولا بخور، اسكت في الحقول أصوات البشر وخوار الثيران وثغاء الحملان وأناشيد الموسيقي في المواسم والأعياد.. فكثرت فيها الغزلان والظباء والحمر الوحشية.»
حدقت في تل معلثايي ، تسلقت مدرجه وكنت في ذورته انبسط في عيني الوادي، وتذكرت قول العالم بلاس الذي غزا باطن هذا الوادي: إن مثل هذه الروعة الطبيعية تفترض وجود قصر منيف وبنايات فخمة في هذا الوادي..!
وكانت هذه المنطقة في الأزمنة القديمة تابعة لسيطرة الكويتيين الذين استطاعوا أن يحكموا بلاد بابل وأكد (2120ق.م).
واليوم (مالطا) يسكنها الكُرد المسلمون، وأعداد قليلة من المسيحيين، وهم يعيشون في وئام، وتوسعت القرية كثيراً وبنيت فيها أبنية علي الطراز الحديث، وفيها المنتزه المعروف باسم (سه يرانگه ها مالطايي).
$مصادر البحث$
الأحمد الهاشمي، الدكتور سامي سعيد رضا جواد، تاريخ الشرق الأدني القديم (إيران والأناضول)، بغداد، وزارت التعليم العالي والبحث العلمي لجمهورية العراق، بدون تاريخ النشر.
أحمد، الدكتور جمال رشيد والدكتورفوزي رشيد، تاريخ الكردالقديم، أربيل، دار الحكمة للطباعة والنشر، 1990م.
بابي، ريبه ر، نظرة علي ماضي وحاضر جبل الكرد، مجلة متين، العدد 29، دهوك، شباط 4199م.
بربوري، جمال، كردستان وأدوار ما قبل التاريخ، مجلة متين، العدد 61، دهوك،1990م.
بوا، توماس، مع الأكراد، تعريب: آواز زنكنه، بغداد، مطبعة دارالجاحظ، 1975م.
توينبي، آرنولد، تاريخ البشرية، ترجمة: الدكتور نيقولا زيادة، ج1، بيروت، دارالفكر، ط2، 1985م.
الدباغ الجادر، تقي وليد، عصور قبل التاريخ، بغداد، مطبعة جامعة بغداد، 1983م.
رايت، ه.أ، العصر الجليدي البلاستوسيني في كردستان، تعريب: فؤاد حمه خورشيد، بغداد، بدون ناشر، 6198م.
رو، جورج، العراق القديم، تعريب وتعليق: حيبن علوان حسين، بغداد، وزارة الثقافة والإعلام العراقية، ط2، 6198م.
سليمان، عامر، العراق في التاريخ القديم، الموصل، دارالحكمة للطباعة والنشر، 1992م.
سوسة، الدكتور أحمد، تاريخ حضارة وادي الرافدين (في ضوء مشاريع الري والمكتشفات الآتية)، ج2، بغداد، دارالحرية للطباعة، بدون تاريخ.
سوسة، الدكتور أحمد، حضارة وادي الرافدين بين الساميين والسومريين، بغداد،
دار الرشيد، 1980م.
فيلجيفكسي، أ.و.ل، الأكراد البداية والتاريخ الأثنوغرافي في الشعب الكردي، تعريب: الدكتور أحمد عثمان أبوبكر، مجلة شمس كردستان، العدد 86، بغداد، 4198م.
كامل، رؤوف، لمحة عن التطور في كردستان عبر التاريخ، أربيل، منشورات مناضدي كردستان، 4199.
ليود، سيتون، آثار بلاد الرافدين، تعريب: الدكتور سامي سعيد الأحمد، بغداد، دارالرشيد للنشر، 1980م.
المطبعي، حميد، رحلتي إلي شمال العراق، أربيل، منشورات الأمانة العامة للثقافة والشباب، 6198م.
هروري، صلاح محمد سليم، في كُردستان كانت البداية الأولي للزراعة، جريدة خبات، العدد 719، 4199م.
يحيي، عبدالفتاح علي، كردستان مهد حضارة العصر الحديث، مجلة كاروان، العددان 96 و70، أربيل، 1988م.
$الهوامش$
سيتون لويد: آثار بلاد الرافدين، ترجمة الدكتور سامي سعيد الأحمد، بغداد، دارالرشيد،
وزارة الثقافة والإعلام العراقية، 1980م، ص 22.
د. جمال رشيد و د. فوزي رشيد أحمد: تاريخ الكرد القديم، أربيل، دارالحكمة للطباعة
والنشر، 1990م، ص 27.
سيتون لويد: المصدر السابق نفسه.
صلاح محمد سليم هروري: في كردستان كانت البداية الأولي للزراعة، جريدة خه بات، عدد
(719)، 30/3/1994م (18شوال 1414ه).
: كوردستان مهد الحضارة المبكرة، جريدة خه بات، عدد (712)، 2/2/1994م
(1شعبان 1414ه).
جمال بربوري: كردستان وأدوار ما قبل التاريخ، مجلة متين، عدد (16)، ص 96-98.
د. جمال رشيد ود. فوزي رشيد، المصدر السابق نفسه.
أنظر: الدكتور سامي الأحمد ورضا جواد الهاشمي، تاريخ الشرق الأدني القديم(إيران
والأناضول)، بغداد، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لجمهورية العراق، ب.ت، ص 39.
بابي ريبه ر: نظرة علي ماضي وحاضر جبل الكرد، مجلة متين، عدد (29) شباط، ص
111-114. (ومن خلال قراءة المقال يتضح أن الكاتب من نفس منطقة عفرين)
سيتون لويد:آثار بلاد الرافدين، ترجمة : د. سامي سعيد الأحمد، بغداد، بدون ناشر، 1980م،
ص 22.
عبدالفتاح علي يحيي: كردستان مهد حضارة العصر الحجري الحديث، مجلة كاروان، عدد
(69)، أربيل، 1988، ص 144-154.
أحمد سوسة: تاريخ حضارة وادي الرافدين بغداد، دارالحرية للطباعة، ج 2، ص 377. كذلك
أنظر: توماس بوا: مع الأكراد، ترجمة: آواز زنكنه، بغداد، مطبعة دارالجاحظ، 1975م، ص 13.
سيتون لويد: المصدر السابق، ص 22. كذلك أنظر: د. فوزي رشيد و د. جمال رشيد: المصدر
السابق، ص 25.
عبدالفتاح علي يحيي: المصدر السابق، ص 148، كذلك أنظر: جريدة خه بات، عدد (712)،
2/2/1994م . كذلك أنظر: د. تقي الدين الدباغ و د. وليد الجادر: عصور ما قبل التاريخ، بغداد، مطبعة جامعة بغداد، 1983، ص 119 ومابعدها.
سيتون لويد: المصدر السابق، ص 22-23.
د. أحمد سوسة: المصدر السابق، ص 352. كذلك أنظر د. جمال رشيد ود. فوزي رشيد:
المصدر السابق، ص 62.
عامر سليمان: العراق في التاريخ القديم، الموصل، دارالحكمة للطباعة والنشر، 1992م، ص
87-99.
سيتون لويد: المصدر السابق، ص 24.
عبدالفتاح علي يحيي: المصدر السابق.
ه أ. رايت: العصر الجليدي البلاستوسيني في كردستان، ترجمة: فؤاد حمه خورشيد، بغداد،
بدون ناشر، 6198م، ص 82.
د. جمال رشيد ود. فوزي رشيد: المصدر السابق، ص 21. وللمزيد من الاطلاع علي أول
قرية زراعية أنظر: د.تقي الدين الدباغ و وليد الجادر: المصدر السابق، ص 136-041.
د. جمال رشيد ود. فوزي رشيد: المصدر السابق، ص 19.
عبدالفتاح علي يحيي: المصدر السابق.
د. احمد سوسة: حضارة وادي الرافدين، المصدر السابق، ص 403.
عبد الفتاح علي يحيي: المصدر السابق.
رؤوف كامل: لمحة عن التطور في كردستان عبر التاريخ، أربيل، منشورات مجاهدي
كوردستان، 1994، ص 5.
آرنولد توينبي: تاريخ البشرية، ترجمة؛ الدكتور نقولا زيادة، ج 1، بيروت، دار الفكر، ط 3،
1985، ص96.
جورج رو: العراق القديم، ترجمة وتعليق حسين علوان حسين، بغداد، وزارة الثقافة والإعلام،
ط 2، 1986م – 1406ه، ص 31.
أو.ل. فيجيفسكي: الأكراد، البداية والتاريخ الأثنوغرافي للشعب الكردي، ترجمة وتقديم:
الدكتور أحمد عثمان أبوبكر، مجلة روذي كردستان (شمس كردستان)، عدد (68)، 1984، بغداد، ص 6-9.
الدكتور أحمد سوسة: حضارة وادي الرافدين بين الساميين والسومريين، بغداد، دار الرشيد
للنشر، 1980، ص 68.
د. جمال رشيد ود. فوزي رشيد: المصدر السابق، ص 28. كذلك أنظر: عبدالفتاح علي يحيي:
المصدر السابق، عدد (70)، ج 2، ص 141.
أو .ل. فيجفسكي: المصدر السابق نفسه. كذلك أنظر: الدكتور جمال رشيد والدكتور فوزي
رشيد، المصدر السابق، ص 29. وأنظر: عبدالفتاح علي يحيي: المصدر السابق نفسه.
د. جمال رشيد وفوزي رشيد: المصدر السابق، ص 22.
د. أحمد سوسة: حضارة وداي الرافدين الساميين والسومريين،المصدر السابق، ص 96.
جمال رشيد وفوزي رشيد: المصدر السابق نفسه.
د. أحمد سوسة: المصدر السابق، ص 68 .
سيتون لويد: المصدر السابق، ص 90.
د. احمد سوسة: حضارة وادي الرافدين بين الساميين…، المصدر السابق، ص 67- 68.
سيتون لويد، المصدر السابق، ص 92.
للمزيد من الاطلاع علي هذه المواقع والكهوف والمنحوتات الأثرية أنظر: د. جمال رشيد
وفوزي رشيد، المصدر السابق، ص 28-37.
حميد المطبعي: رحلتي إلي شمال العراق، أربيل، منشورات الأمانة العامة للثقافة والشباب،[1]