«كجك و لاوك.. فاتوكا سيوي» سندريلا في نسختها الكوردية ..
وليد حاج عبد القادر
إلى حفيدتيي جين و فين .. بعض من إرث أريده أن يستدام…..
لعله من المفيدا جدا، وقبل الخوض في أحداث هذه الحكاية التي لاتكاد تراث شعب من الشعوب أن تخلو منها، وعلى الرغم من خصوصياتها وتراتبياتها من بيئة الى أخرى، خاصة سرياليتها كورديا، وبالتالي مظاهر الإستسرار فيها وتجلياتها كما رأينا في حكايات عديدة، في تأكيد لما – أجزم شخصيا – بتدرجها من طور المقدس إلى عالم الحكاية، وبمفردات او طقوس ما استطاعت – بالمطلق – أن تزيح منها مدلولات صريحة في أبعاد وتجليات ما فوق بشرية، وهنا – أعود للتأكيد بأنه – قد يكون مفيدا، وبالإستناد على ما قاله مرسيا إلياد في كتابه – المقدس والدنيوي – ( يمكننا القول أن تاريخ الأديان ، من أكثرها بدائية إلى أكثرها ارتقاءا ، عبارة عن تراكم من الظهورات الإلهية.
من تجليات الحقائق القدسية ليس ثمة انقطاع لإستمرارية الظهورات الإلهية بدءا من اكثرها ابتدائية كتجلي القدسي في شيء ما ، حجرا أو شجر وانتهاء بالتجلي الأعلى الذي يمثل لدى المسيحي في تجلي الله في يسوع المسيح ، فهو دائما نفس الفعل الخفي ، تجلي شيء شيء مختلف تماما – مختلف تماما – أي حقيقة لا تنتسب إلى عالمنا ، في أشياء تشكل جزءا لا يتجزأ من عالمنا الطبيعي ( الدنيوي ) … – صفحة 13 من المصدر اعلاه – هذه المسرات / التجليات والتي يفهم منها في وقتنا الراهن وكأنها نوع من الإيضاحات ، أو أقرب ما تكون كنوع من أدوات الترقيم من جهة ، ولبعض من الفجاءات – جمع فجأة – إن كنوع من التوضيح ، او لإسباغ بعض من الواقعية ، ولكن لتبدو في سياقيات الحدث أيضا بأنها لم تكن أكثر من تجل لدلالات استسرارية مستنطقة لظواهر غير بشرية الإيحاء ، ومن جديد لتجليات أعلى مراتبية بشرية ، ومن المهم هنا التركيز مجددا على هذه الطاقة التي وضحها بإسهاب مرسيا إلياد في مصدره المذكور اعلاه / .. والتجليات تتبدى في مظاهر قد تكون من الحجر أو الشجر فتبدوان : .. المقدستان لا تعبدان بما هما كذلك ، بل لأنهما ظهورات إلهية ، فهما تظهران شيئا لم يعد حجرا ولا شجرة ، بل شيئا مختلفا كليا .. / صفحة 12 نفس المصدر .. ويتبدى الوضوح أكثر في / .. ظاهرة الإنجلاء عن القدسي حتى التي فيها البدئية يصبح شيئا آخر مع حفاظه على أن يكون هو نفسه .. القدسي يساوي القدرة وفي النهاية يساوي الحقيقة بامتياز ، فالقدسي مشبع بالكائن ، والقدرة المقدسة تعني في نفس الوقت الحقيقة والديمومة والفعالية ومترجم التضاد في القدسي والدنيوي غالبا بالتضاد بين الحقيقي وغير الحقيقي الزائف .. وهي ليست موجودة كإصطلاحات، بل الشيء الذي يدل عليه هو موجود.. / إلياد – المصدر السابق ص 14 .
في العودة إلى حكايتنا هذه، والمشهورة في ثقافات عديدة وبصيغ مختلفة وان تقاطعت في الأساس حول فتاة يتيمة وزوجة أب وأخت أو عدة أخوات ، إلا أن ما تتميز بها الحكاية في نسقها الكوردي، هو حفاظها على تلك الأحداث التي وسمناها اصطلاحا بالتجليات ، وبمدلولات تشي بذاتها لتوضح أبعادها الأسطورية ، وشمولها على آفاق عديدة في هذا الجانب، حيث سنلحظ في تسلسل أحداثها بدءا من الأسرة المكونة من الأب وزوجتيه ووفاة إحداهن ، والبقرة الصفراء وتجلياتها، والعجوز العابر ، وساقيتا الماء ، ذبح البقرة ( ولن نكون مجحفين ان تذكرنا بقرة بني إسرائيل )، ومن ثم وصاياها قبل الذبح ، وانتقال المسارة لتظهر من خلال تجلي العجوز واصرارها على فاتو بالذهاب إلى حفل الأمير و .. كل هذه التجليات بعد انكشافها للأم ! .. انتقلت في الخواتيم إلى ديك البيت وصياحه بأعلى صوته يكشف الحقيقة .. هذه النقاط تتسلسل في سياقية صريحة وسلسة وبتشويق رائع ، لن تخفي عن المستمع كثير مما أرادت هذه الحكاية بأنساقها العديدة بحثا إن عن الحقيقة أو انصافا لمظلوم أو مظلومة ، وهنا ، وقبل الخوض في تفاصيل الحكاية ، لابد لي من التذكير بحكاية مشابهة ، وأيضا بطلتها زوجة أب، وطفلة يتيمة وأخت لها، وكيف ان زوجة الأب كانت ترهق اليتيمة بالأعمال، وذات يوم صادفتها عجوز وطلبت منها خدمة نفذتها اليتيمة ، فدعت لها العجوز ان تكون كل حرف يخرج من بين شفاهها ذهبا ، وهذا ماكان، عكس شقيقتها التي رفضت وظهرت العجوز والتي دعت عليها ان تخرج من فهمها عن كل حرف تنطقه حية …
والآن .. ومن جديد ، قبل الخوض في تفاصيل الحكاية، لا بد من التأكيد مجددا وكإنصاف فعلي على دور الأستاذة ليلى قمر وجهدها العملي عل لملمة نماذج عديدة ومتقاطعة ، وللحق متداخلة ايضا كانت في حكايا أخرى، فتساعدنا سوية واتفقنا على أن نطرح النسق ادناه وبإقرار نحن الإثنين نعلنه بأنها مشروع لربما يكون الأقرب إن تسلسلا و .. احداثا ايضا ، وطبيعي أن الباب مفتوح لأي إضافة أو تصحيح … والآن ؟ ماذا تقول حكايتنا الموسومة بإسم – فاتوكا سيوي – …
يحكى بأنه في زمن ما، كان هناك رجل متزوج من إمرأتين ولدوا له ابنتين ، فسما الأولى فاتو والأخرى عيشو، بعد فترة توفيت أم فاتو فصارت تقلب ب فاتوكا سيوي – فاتو اليتيمة -، وكان للأب قطيع من الأبقار والأغنام وكانت ابنتيه تتناوبان الخروج بالقطيع إلى المرعى، وفي يوم دور فاتو كانت زوجة الأب تناوله كرة كبيرة من الصوف و – تشي – عصا التغزيل، وقليل من الخبز والبصل، وتشترك عليها ان تنهي الغزل قبل رجوعها، وحين عودتها، تلزمها أيضا بأعمال البيت، في حين أن ابنتها كانت تخرج في يومها بزوادة دسمة من الطعام، وبلا أية أعمال إضافية، ومجرد قدومها إلى البيت، كانت تأخذ قسطها من الراحة، حيث تكون فاتي قد أنجزت كل الأعمال المنزلية، لذلك كانت فاتوكا سيوي تبد دائما مرهقة ومتعبة، هذا الأمر الذي لم يفت القطيع، خاصة تلك البقرة الصفراء التي كانت لأمها … وذات يوم بينما كانت عيشو ترعى القطيع ، مرت بها عجوز بدت عليها تلائم الإرهاق والتعب ، وبعد السلام عليها، جلست بجانبها وترجت منها أن تسمح لها بأن تضع رأسها في حضنها فتنظف عيشي لها شعرها من القمل والبراغيث . تأففت عيشي، وإن سمحت لها أن توضع رأسها بحضنها، ولكنها أسرعت وقالت للعجوز بأن شعرها نظيف ونقي .، نهضت العجوز وقالت لها : اسمعي جيدا يا فتاة ؟ حينما تنصرف إلى البيت ، يصادفك جدولين للماء ، واحدهما أسود اللون والآخر ابيض ! عليك العبور من الأسود والتغسل فيه …
وبالفعل ، حين العودة الى البيت وجدت الجدولين ! و … خافت من أمر مجهول لربما سيحدث إن خالفت تعليمات العجوز ، نفذت تعليماتها وعادت إلى البيت . في اليوم التالي خرجت فاتي بالقطيع وكرة الصوف وزوادتها بيدها ، وبينما كانت منهمكة في غزل الصوف ، مرت بها العجوز وقعدت بجانبها ، وطلبت منها أن تنظف لها شعرها ، رحبت بها فاتوكي ، وبكل حنية محددة رأسها في حضنها وأخذت تقتل البراغيث والقمل وتبقي الشعر أيضا من بقايا القشرة ، إلى ان تأكدت من نظافة وخلو الشعر، نهضت العجوز وخاطبتها قائلة : أيتها الفتاة الطيبة ، في طريقك إلى البيت ستصادفين جدولين للماء ، واحده ما أبيض زلزال ، والآخر أسود ، اعبري الجدول الأبيض واغتسلي بمائها. .
و .. فعلا نفذت فاتوكي ذلك الأمر وعادت إلى الدار بهمومها وحجم العمل المنزلي التي تعلم انه ينتظرها .. في اليوم التالي ، خرجت عيشوكي بالقطيع ، وما أن وصلت المرعى ، واقتعدت تنوي الراحة وترك القطيع على سجيته ، في البداية لاحظت ما يشبه التمام القطيع كله حول البقرة الصفراء خاصية أم فاتوكي ، وبالفعل فقد بدا وكأن البقرة تفهمهم بالتمرد وارهاق عيشوكي ، التي أصبحت منذ تلك اللحظة هاجسها في ضبط القطيع وملاحقتها ، وفي اليوم التالي ، كان ملاحظا عكس ذلك حيث التزم القطيع بالكامل الهدوء وفسح المجال لفاتوكي ان تنهي غزلها للصوف وتأخذ قسطها الكامل من الراحة ، ومع الأيام لاحظت ام عيشوكي مدى الأرهاق والهزال التي هي فيها ابنتها ، والتي ما أن كانت تصل البيت حتى تنهار نائمة ، احتارت الأم في تفسير السبب، سيما وأن فاتو تخرج بنفس القطيع ومعها كرة صوف تجزلها ، وكذلك زوادة بائسة من خبز وبصل ، وعمل منزلي متراكم، ومع ذلك تزداد إشراقة وخفة ونشاطا.
ومع الأيام ، تأكدت الأم بأن هناك أمر ما ؟ . صاحت لإبنتها تستفسر منها عن الأمر ! .. فبدأت عيشوكي تسرد لأمها قصة المرأة العجوز والقمل وجدولي الماء وكيف انها بالفعل نفذت كلام العجوزة ، وكيف ان البقرة الصفراء وفي كل يوم ، تبدو وكأنها تحرض القطيع الذي يبدأ بالتفرق والقيام بحركات لتهدها من التعب ، لم تكن الأم بحاجة لمن يوضح لها الآن ! اذن هي البقرة الصفراء المملوكة لأم فاتي ، صممت ان تتخلص منها.
في الليل ، حينما جاء زوجها إلى البيت ، قالت له : زوجي العزيز ، منذ سنين عديدة توفيت زوجتك أم فاتي ، وإلى الآن لم تضحي لها بأية شيء ، من حقها عليك أن تقدم لها أضحي ، أجابها زوجها : غدا خذوا من القطيع أية ذبيحة تختارونها واذبحوها ووزعوها على الجيران خيرا على روحها … و .. فورا قالت زوجته : ولماذا أية ذبيحة ؟ البقرة الصفراء هي ملكها ؟ لما لا نذبحها هي ؟ . رد الزوج قائلا : لك ذلك ! .. أم كبير سيطر على فاتوكي ، فهي تعلم لما فعلت زوجة أبيها ذلك ، ولم تنم ليلتها ، وفي الصباح ومع خروجها إلى المرعى .. انفردت بالبشرة الصفراء وخاطبتها قائلة : اتمنى ان تستوعبي كلامي وتفهميه أيتها البقرة الطبية مثلما كانت تصلني مشاعرك واهتمامك بي ؟! .. ردت عليها البقرة وقالت : أسمعك وافهمك فاتي ! قولي ما الأمر ؟ .. أصابتها فاتي وأردت عليها كل الحوار الذي دار بين أبيها وزوجته ، وعن نيتها بذبحها اليوم .. ردت عليها البقرة : اسمعيني جيدا ونفذي بالحرف ما سأقوله لك ؟ .. نعم سيذبحونني وقد جعلت لحمي مرا على ابيك وزوجته وعيشوكي ، وسيبقى لك حلو المذاق والطعم ، وسيطلبون منك توزيع لحمي على الجوار ، عليك ان تقومي بالمهمة ، وأن تطلبي من كل بيت تعطينهم لحمي أن يحتفظوا بعظامي لك وتقولي لهم ، أنني بقرة أمك تريدين الحفاظ بعظامي ذكرى من أمك ، وبعد الظهر وما ان تضع زوجة ابوك الغذاء سترين كيف أنهم لا يستطيعون مجرد تذوق لحمي ، فيما انت تلتهمينها بلذة ، بعدها انطلقي إلى تلك البيوت حيث اعطيتيهم اللحم ، واجمعي عظامي، وادخلي إلى كوخ التبن واحفري حفرة صغيرة ، ضعي عظامي فيها وسطها بالتبن ، إلى نهار اليوم التالي ، ازيحي التبن وحينها ستلحظين كميات الذهب والياقوت والدرر، اتركيها مخبأة ، وبين الفينة والأخرى ، خذي منها ما يلزمك واشتري ما يحلو لك ! … نفذت فاتي ماقالته البقرة حرفيا بعد ذبحها
و … بالفعل ما أن كشفت عن العظام فإذا بها فعلا كنز من المعادن الثمينة ، فأبقتها مخفية ، ولم تلمس أية شيء منها ، إلى أن جاء يوم ، حيث نودي في المدينة بأن الأمير ابن الملك ينوي إقامة حفل لجميع أهل المدينة وبالأخص فتياتها ، وقد يختار له زوجة منهن .. هرعت الأم لابنتها تتجهز للإحتفال غير مبالية بفاتي وكأنها غير موجودة ، وعندما ذكرتها عيشوكي بها ! قالت الأم : ومن سيلتفت إلى فاتوكا سيوي ؟ وكلفتها بأعمال منزلية كثيرة ومرهقة ، وانطلقت مع ابنتها إلى حيث قصر الملك ..
ما أن خرجت زوجة أبيها مع ابنتها، والغم والهم قد حوطا فاتوكي كثيرا، وإذ بالعجوز تظهر لها واخذت تلح عليها بعدم اغفال الحفلة وعليها الذهاب بكل بد ، وما لبثت ان انهت اعمالها بسرعة ، وهرعت إلى الكوخ وازاحت التبن وأخرجت من الجواهر زينة تليق بها ، وأسرعت إلى حذاء كانت قد أشترته وبعض من الثياب ، وتجهزت ثم انطلقت إلى الحفل ! وما ان دخلت ، حتى خطفت الأنظار ولفتت نظر شقيقتها التي استفسرت كثيرا من أمها ، أن كانت الفتاة هي فاتي ! والأم تنفي وتقول لها : أجننت ؟ كيف لتلك اليتيمة ان تكون بجمال وأناقة هذه الفتاة ! .. وخوفا من تأخر الوقت ولئلا تكشفها زوجة أبيها ، انطلقت خارجة من بهو القصر مسرعة لحظة دخول الأمير الذي صعق بجمالها وقوامها، وهي لم تعطه الوقت الكافي ، وركضت خارجة وهو ورائها يناديها، ولكنها لم تبال ، وأخذت تركض بسرعة ولتسقط منها فردة حذاء ، حيث التقطها الأمير وعاد الى الحفل .. وعندما عادت عيشوكي وامها ، كانت فاتي تغط في نوم عميق ، أو هكذا أوحت لهما ولتقول الأم لإبنتها : ألم أقل لك أنها نائمة ؟ …
وفي اليوم التالي أمر بعض من حاشيته بأخذ فردة الحذاء والطواف بها على جميع البيوت ، وانت تقوم كل فتاة بلبسها ، لمعرفة صاحبتها ، وبالفعل طافت الحاشية إلى ان وصلوا إلى دارهم ، وطبيعي ان لا تكون أختها صاحبة الفردة ، وهنا لمحها واحد من الحاشية فطلب من زوجة الأب ان تناديها ! .. إلا أنها قالت : لا تتعذبوا ؟ فهي لم تحضر الحفل ! لابل كانت نائمة حينما عدنا ! إلا أن الحاشية أصروا بناءها على تعليمات الأمير ألا يستثنوا أية واحدة من انتعال الحذاء ! ونادوها .. تقدمت وناولوها فردة الحذاء الذي كان كالقالب على قدمها .. هرعوا إلى الأمير يبشرونه .. وما ان حضر الأمير ورآها حتى تيقن بأنها هي الفتاة التي هربت منه ، وبالفعل تقدم لخطبتها ، ووافق والدها ، وبدأت استعدادات الزواج ، وبدأت علائم الغم على محيا عيشوكي التي خاطبت امها قائلة : أيجوز هكذا ياأمي ؟ فاتوكا سيوي تتزوج الأمير ؟ وانا ابنتك ابقى جالسة بجانبك ؟ . هدأت الأم من روع ابنتها وطلبت منها التريث وسترى ! …
وفي اليوم المقرر للزفة ، فكرت زوجة الأب كثيرا ! كيف ستفشل هذا الزواج وتضع ابنتها مكان فاتو .. نادت فاتو وذهبت بها إلى حيث تنور البيت وطلبت منها الدخول إلى التنور وسدت الباب بعناية ، وعادت الى ابنتها تدعوها للإستعداد لتجهيز ذاتها كعروس. . وبالفعل بدأت عيشوكي تتجهز وقدمت حاشية الملك ومع لحظة إخراجها صعد ديك لهم الى التنور وأخذ يصيح ( eyşika li ber ber ù mehfîra ketiye cihê fatma wê bibê bîka axa û mîra … ) .. همست عيشوكي لأمها قائلة : أخاف أن يفهموا كلام الديك يا أمي وبدأ الديك ثانية يتكلم : عيشوكي الجالية بجانب السجاجيد أخذت مكان فاطما لتصبح كهنة الملك زوجة للأمير .. صرخت الأم بالدين وقالت يبدو ان أوان ذبحه قد جاء .. اذبحوه .. والحاشية بأن عليهم الإستغراب! والديك طار إلى عندهم وأخذ يردد ثانية كلامه وأضاف بوضوح أكثر : أن هذه هي عيشوكي والمسكينة فاتي في التنور وقد أغلق عليها فوهة التنور ، وتم فتح التنور فوهة التنور وإخراج فاتي منها وبالتالي تجهيزها عروسا للأمير….
يلاحظ من السرد الموسع مظاهر التجلي وبالتالي تنوعها إن من العجوز مرورا البقرة التي استخدمت لأكثر من رمز متجل والتي يمكن اعتبارها لا الأضحية وحدها بقدر ما يتوضأ جعلها ناقلة لكل ذلك و … المنقذة بالتالي في تجل واضح ومتقمص للأمومة المخفية والسعي المتواتر في الانكشاف ومن جديد عبر متواليات عديدة كان الديك آخر صرخة او وسيلة للكشف[1] عن الحقيقة التي تشبه بحد ذاتها أمورا تجاوزت المحسوس البشري منها ، هذا الأمر الذي سيمس جوهر الوعي الميثولوجي وخاصية المرأة بتجليتيها الأمومي منها و العذراوي كما ستلاحظ في القسم الأخير في هذا الجانب … ..
– يتبع –