الكورد في ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍلمسيحية ( ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﻧﻴﺔ ):
ﺗﺮﺟﻊ ﺍﻫﻤﻴﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻰ ﺍﻧﻬﺎ ﺗﺆﺭﺥ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﻣﻬﻤﺔ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﺥ ﺍﻟﻜﺮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺒﻘﺖ وصول الاسلام ﻟﺒﻼﺩﻫﻢ، ﻓﻀﻼ عن ﻋﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻜﺮﺩ ﺑﻜﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺘﻴﻦ ﺍﻟﺴﺎﺳﺎﻧﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺒﻴﺰﻧﻄﻴﺔ، ﻛﻤﺎ ﺍﻧﻬﺎ ﺗﺮﺑﻂ ﺍﻻﺣﺪﺍﺙ ﺑﻌﻘﺪ ﺍﻟﻤﺠﺎﻣﻊ ﺍﻟﻜﻨﺴﻴﺔ ﻭ ﺍﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﻜﻨﺎﺋﺲ ﻭ ﺍﻻﺩﻳﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻣﺎﺭﺓ ﺍﻟﺮﻫﺎ ( ﺍﺩﺳﺎ ) ، ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺍلمسيحية ﻣﻦ ﺟﻬﺔ وﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺴﺎﺳﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﺧﺮﻯ .
ﻓﻼ ﻋﺠﺐ ﺍﻥ ﺗﺴﺮﺑﺖ المسيحية ﺍﻟﻰ ﺍﻻﻗﺎﻟﻴﻢ ﺍﻻﻳﺮﺍﻧﻴﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻭ ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻘﺮﺑﻬﺎ، ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻋﺘﺒﺮﺕ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺔ ﺍﻟﺰﺭﺍﺩﺷﺘﻴﺔ ﺭﺳﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺴﺎﺳﺎﻧﻴﺔ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ ﻣﻦ ﻋﻬﺪ ﻣﺆﺳﺴﻬﺎ ﺍﺭﺩﺷﻴﺮ ﺍﻻﻭﻝ ( 241-224 ﻡ ) ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻣﺮ - ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﻔﺎﺭﺳﻴﺔ - ﺍﻟﻬﺮ ﺑﺪﺍﻥ ﻫﺮﺑﺪ ﺗﻨﺴﺮ بجمع ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﺍﻟﺰﺭﺍﺩﺷﺘﻲ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﺍﻻﻓﺴﺘﺎ ﺍﻻﺷﻜﺎﻧﻴﺔ ﻭ ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ ﻧﺺ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﺎ، ﺣﻴﺚ ﺗﻤﺖ ﺍﺟﺎﺯﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺺ ﻭﺍﻋﺘﺒﺮ ﻣﻘﺪسا.
ﻭ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﺧﺮﻯ ﺗﻀﻔﻲ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ( ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﻧﻴﺔ ) ﻫﺎﻟﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻤﺒﻜﺮ للمسيحية ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻗﻴﺎﻡ ﻣﺎﺭﺍﺩﻱاحد تلامذة المسيح 72 ﺑﺎﻟﺘﺒﺸﻴﺮ ﺑﻴﻦ ﺭﻋﺎﻳﺎ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺴﺎﺳﺎﻧﻴﺔ ( ﺍﻟﻜﺮﺩ ﻭ ﻏﻴﺮﻫﻢ ) ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺣﺪﻳﺎﺏ ( ﺣﺰﺓ - ﺍﺭﺑﻴﻞ ) ، ﻭﺍﻧﻪ ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺗﻌﻤﻴﺪ ﺭﺟﻞ ﺍﺳﻤﻪ ﻓﻘﻴﺬﺍ ﻧﺤﻮ ﺳﻨﺔ 99 ﻡ، ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻓﻘﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﺭﺑﻴﻞ ﻫﺮﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﺠﺄ ﺍﻟﻰ ﻣﺎﺭﺍﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻜﺮﺯ ﺑﺎﻻﻧﺠﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻣﺎﺭﺓ ﺣﺪﻳﺎﺏ ﻟﻤﺪﺓ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮﺍﺕ، ﺛﻢ ﺟﻌﻠﻪ ﺍﺳﻘﻔﺎ ﻭﺍﺭﺳﻠﻪ ﺍﻟﻰ ﺍﺭﺑﻴﻞ ﺳﻨﺔ 104 ﻡ، ﻭﻳﺬﻛﺮ ﺍﺩﻱ ﺷﻴﺮ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺎﺳﻤﺎﺀ ﻋﺸﺮﺓ ﺍﺳﺎﻗﻔﺔ ﺗﻮﻟﻮﺍ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻻﺳﻘﻔﻲ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﺭﺑﻴﻞ ﻟﻠﻔﺘﺮﺓ ﻣﻦ 104 ﻡ ﻟﻐﺎﻳﺔ 312 .
ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﺭﺑﻞ ( ﺍﺭﺑﻴﻞ ) ﻟﻤﺆﻟﻔﻪ ﻣﺸﻴﺤﺎ ﺯﺧﺎ ﻣﻦ ﺍﻭﻟﻰ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻤﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﺛﻴﺔ ( 224-247 ﻡ ) ﻭﺍﻣﺎﺭﺓ ﺣﺪﻳﺎﺏ ﺍﻟﻤﺘﺤﺎﻟﻔﺔ ﻣﻌﻬﺎ في ﺍﻭﺍﺳﻂ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ ﺿﺪ ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻜﺎﺭﺩﻭﺧﻴﻮﻥ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﻛﺎﺭﺩﻭ ﺍﻟﺠﺒﻠﻴﺔ، ﻭﻣﺎ ﺗﺒﻊ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ، ﻭ ﺍﺿﺎﻑ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻜﺎﺭﺩﻭﺧﻴﻴﻦ ( ﺍﻭﻗﻔﻮﺍ ﻫﺠﻮﻣﻬﻢ ﻋﻠﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻴﻮﺵ ﻣﻊ ﻋﺪﻡ ﺗﻤﻜﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﺣﺘﻼﻝ ﻣﺪﻥ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﺭﺷﺎﻙ ﻭ ﺫﻟﻚ ﺍﺛﺮ ﺗﻌﺮﺿﻬﻢ ﻟﻬﺠﻮﻡ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﻗﻊ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻗﻮﺍﻡ ﺑﺮﺑﺮﻳﺔ أﺧﺮﻯ ﺣﺎﻭﻟﻮﺍ ﺗﺪﻣﻴﺮ ﻣﺪﻧﻬﻢ ﻭ ﺣﺮﻗﻬﺎ ﻭﻧﻬﺒﻬﺎ ﻭ ﺳﺒﻲ ﻧﺴﺎﺋﻬﺎ ) .
ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻳﺘﻄﺮﻕ ﻛﺘﺎﺏ ﺩﺍﺳﻨﺎﺋﻲ ﻟﻤﺆﻟﻔﻪ ﺍﻟﻤﺎﺭﻳﻮﺧﻨﺎ، ﺍﻟﻰ ﺍﻡ ﻣﻠﻚ ﻣﻤﻠﻜﺔ ﻛﻮﺭﺩﻭﺋﻴﻦ ﻋﺎﻡ 120 ﻡ ﻛﺎﻥ ﻳﺪﻋﻰ “ ﻣﺎﻧﻴﺰﺍ ﺭﻭﺯ ” ﻭ ﺗﻔﺴﻴﺮﻩ ﺑﻤﻌﻨﻰ ( ﻋﺒﺪﺍﻟﺸﻤﺲ ) ، ﻭﻳﺼﻔﻪ ﺍﻟﻤﺎﺭﻳﻮﺧﻨﺎ ﺑﺎﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻭﺳﻴﻤﺎ ﻭ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻋﻈﻴﻢ ﻣﻦ ﺭﺟﺎﺣﺔ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺭﺯﺍﻧﺔ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ، ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺍﺣﺒﺘﻪ ﺍﺑﻨﺔ ﻣﻠﻚ ﺍﻻﺭﻣﻦ “ ﺳﻴﺮﺍﻧﻮﺵ ” ﻭﺗﻌﻠﻘﺖ ﺑﻪ ﻭ ﺗﺰﻭﺟﺖ ﻣﻨﻪ، ﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺍﺳﺘﻴﻼﺀ ﺍﻻﺭﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﻛﻮﺭﺩﻭﺋﻴﻦ ﺍﺳﻤﻴﺎ ﻓﻘﻂ ، ﻭ ﻳﻀﻴﻒ ﺍﻟﻤﺎﺭﻳﻮﺧﻨﺎ ﺑﺎﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺣﺪﻳﺎﺏ ﻫﻴﻜﻼﻥ ﻋﻈﻴﻤﺎﻥ ﻭﺛﻨﻴﺎﻥ، ﻭ ﺍﻥ ﺍﺣﺪ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻬﻴﻜﻠﻴﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺷﻮﺵ ﻭ ﺷﺮﻣﻦ، ﻭﻳﻔﺴﺮ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻛﻠﻤﺔ ﻋﻘﺮﺓ ( ﺍﻛﺮﻩ ) ﺍﻱ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻨﺎﺭ .
ﻭ ﺍﻣﺎ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻋﻤﺎﻝ ﺷﻬﺪﺍﺀ ﺍﻟﻔﺮﺱ ﻟﻤﺆﻟﻔﺔ ﻣﺎﺭﺍﺣﺎ ﺍﻟﺠﺎﺛﻠﻴﻖ ( 414-410 ﻡ ) ﻭ ﻣﺎﺭﻭﺛﺎ ﺍﺳﻘﻒ ﻣﻴﺎﻓﺎﺭﻗﻴﻦ ( ﺍﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ - 420 ﻡ ) ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻛﺮﺕ ﺍﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻲ ﺣﻮﺍﺩﺙ ﺍﻻﺿﻄﻬﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﺤﻘﺖ ﺑﺎلمسيحيين ﺍﻟﻜﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻳﺪﻱ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﺍﻟﺴﺎﺳﺎﻧﻴﻴﻦ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻗﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﻭﺻﻒ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﺮﺥ ﺑﻴﺚ ﺳﻠﻮﺥ ( ﻛﺮﻛﻮﻙ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ) ﻭﺗﺠﺪﻳﺪﻫﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻲ ﻳﺪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﺴﻠﻮﻗﻲ ﺳﻠﻮﻗﺲ، ﻭ ﺫﻛﺮ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺩﺧﻮﻝ ﺍلمسيحية ﺍﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ، ﻣﻊ ﺍﺿﺎﻓﺔ ﺍﻋﻤﺎﻝ ﻭ ﺳﺠﻞ ﺷﻬﺪﺍﺀ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺣﺪﻳﺎﺏ ( ﺍﺭﺑﻴﻞ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ) .
ﻭﻛﺎﻥ ﻧﺮﺳﺎﻱ ﺍﻟﻤﻠﻔﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﺒﺎﻕ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻣﻘﺎﻟﺔ ﺗﺨﺺ ﺍﺿﻄﻬﺎﺩ ﺍﻟﺴﺎﺳﺎﻧﻴﻴﻦ للمسيحيين ﺍﻟﻜﺮﺩ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺷﺎﺑﻮﺭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﻤﺮ ﺣﻜﻤﻪ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﺳﺒﻌﻴﻦ ﺳﻨﺔ ( 379-309 ﻡ )، ﺣﺎﻭﻝ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺍﻥ ﻳﺴﺘﺄﺻﻞ ﺍلمسيحية ﻣﻦ ﻣﻤﻠﻜﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺻﺒﺤﺖ ﺧﻄﺮﺍ ﻋﻠﻰ الزرداشتية، ﻭﻗﺪ ﺍﻟﺤﻖ ﻧﺮﺳﺎﻱ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻤﻘﺎﻟﺔ ﺍﻧﺸﻮﺩﺓ ﻫﻲ ﺣﻮﺍﺭ ﺑﻴﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺷﺎﺑﻮﺭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻭ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﺣﺴﺐ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ.
ﻭ ﺗﺬﻛﺮ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﻧﻴﺔ ﺍﺳﻤﺎﺀ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍلمسيحيين ﺍﻟﻜﺮﺩ ﻟﺬﻳﻦ ﻻﻗﻮﺍ ﺣﺘﻔﻬﻢ ﺍﻳﺎﻡ ﺍﻻﺿﻄﻬﺎﺩ ﺍلساساني ﻟﻬﻢ، ﻭ ﻗﺪ ﺣﺎﻓﻆ ﻗﺴﻢ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﻤﺎﺋﻬﻢ ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﺔ ﺭﻏﻢ ﺗﺒﻮﺀﻫﻢ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﻋﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻟﻜﻬﻨﻮﺗﻲ ﺍلمسيحي ﻛﺎﻟﺠﺎﺛﻠﻴﻖ ﺷﺎﻫﺪﻭﺳﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺍﺣﺘﻔﻆ ﺑﺎﺳﻤﻪ ﺍﻟﻜﺮﺩﻱ ﻭ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺻﺪﻳﻖ ﺍﻟﻤﻠﻚ، ﻭﻗﺪ ﺍﻧﺘﺨﺐ ﺟﺎﺛﻠﻴﻘﺎ ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻣﺮﻩ ﺍﻓﺘﻀﺢ ﻓﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪ ﺍلساسانيون ﻣﻊ ﻣﺌﺔ ﻭ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﺍﺳﻘﻔﺎ ﻭ ﺷﻤﺎﺳﺎ ﻭ ﺭﺍﻫﺒﺎ ﻭ ﺳﺠﻨﻮﻫﻢ ﺧﻤﺴﺔ ﺍﺷﻬﺮ ﺗﻌﺮﺿﻮﺍ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻗﺴﻰ ﺻﻨﻮﻑ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺮﺟﻌﻮﺍ ﻋﻦ ﻣﻌﺘﻘﺪﻫﻢ ﻗﺘﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﺮﺯﺑﺎﻥ ﺍﻟﻤﺪﺍﺋﻦ ﻣﺌﺔ ﻭ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺷﺨﺼﺎ، وﺍﺭﺳﻞ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺷﺎﺑﻮﺭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﺎﻟﺠﺎﺛﻠﻴﻖ ﺷﺎﻫﺪﻭﺳﺖ ﻭ ﻣﻦ ﺑﻘﻲ ﻣﻨﻬﻢ، ﻓﻼﻃﻔﻪ ﺷﺎﺑﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻟﻴﺪﺧﻠﻪ ﺍﻟﺰﺭﺍﺩﺷﺘﻴﺔ ﻭﻟﻤﺎ ﺍﺑﻰ ﻗﺘﻞ ﻫﻮ ﻭ ﺍﺻﺤﺎﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺷﺒﺎﻁ ﺳﻨﺔ 342 ﻡ .
ﻭ ﺍﻻﺳﻘﻒ ﺍﻓﺮﺍﻫﺎﻁ ﻭﻫﻮ ﻓﺮﻫﺎﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺮﻑ ﺑﺎﻟﺤﻜﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺗﺨﺬ ﺍﺳﻢ ﻳﻌﻘﻮﺏ، ﻭﻗﺪ ﺭﺳﻢ ﺍﺳﻘﻔﺎ ﻟﺪﻳﺮ ﻣﺎﺭﻣﺘﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻓﻲ ﺟﺒﻞ ﻣﻘﻠﻮﺏ ﺷﺮﻗﻲ ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ، ﺣﻴﺚ ﻣﺜﻞ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻧﺼﻴﺒﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﻧﻴﻘﻴﺔ ﻋﺎﻡ 325 ﻡ . ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻟﻼﺿطﻬﺎﺩ ﺍﻱ سنة 344 ﻡ ﻗﺘﻞ ﺍﻻﺳﻘﻒ ﻧﺮﺳﻲ ﻭﻫﻮ ﻛﺮﺩﻱ ﻣﻦ ﺷﻬﺮﻗﺬ ﻓﻲ ﺑﻴﺚ ﺟﺮﻣﻲ ( ﻛﺮﻛﻮﻙ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ) .
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻻﻭﻟﻰ ﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺑﻬﺮﺍﻡ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ( 438-420 ﻡ) ﻗﺘﻞ ﻣﻴﺮﺷﺎﺑﻮﺭ ﻭ ﻓﻴﺮﻭﺯ ﻭ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻳﻌﻘﻮﺏ ، ﺍﻣﺎ ﻧﺎﺛﻨﻴﺎﻝ ﺍﻟﺸﻬﺮﺯﻭﺭﻱ ( ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ) ﻓﻘﺪ ﺩﺭﺱ ﻓﻲ ﻧﺼﻴﺒﻴﻦ ﻭﺍﻫﺘﻢ ﺑﺪﺭﺍﺳﺔ ( ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ) ، ﻭﻗﺪ ﺳﺠﻨﻪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻛﺴﺮﻯ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ( 628-590 ﻡ ) ﺳﺖ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻗﺒﻞ 628 ﻡ ﺛﻢ ﻗﺘﻠﻪ ﻻﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺎﻣﺮﺗﻪ ﻃﺮﺩﻭﺍ ﻗﺎﺋﺪﺍ ساسانيا ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﺤﺠﺔ ﻫﺪﻣﻪ ﻟﻜﻨﻴﺴﺘﻬﺎ .
ﻭﻓﻲ ﺳﻨﺔ 358 ﻡ ﺍﻋﺪﻡ ﻣﺎﺭﺍﻳﺜﺎﻻﻫﺎ ﺍﻟﻨﻮﻫﺪﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻣﺎﺭﺓ ﺣﺪﻳﺎﺏ ( ﺍﺭﺑﻴﻞ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ) ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍلساسانيين ﺑﻌﺪ ﺛﺒﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺪﺋﻪ، ﻭﻗﺪ ﺑﻨﻲ ﺩﻳﺮﺍ ﺗﺨﻠﻴﺪﺍ ﻟﺬﻛﺮﺍﻩ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻧﻮﻫﺪﺭﺍ ( ﺩﻫﻮﻙ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ) .
ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﻧﻴﺔ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺆﺭﺧﻴﻦ ﺑﺎﻥ ﺍﻟﻜﺮﺩ ﻗﺪ ﺗﻘﺒﻠﻮﺍ - ﺍلمسيحية ﻓﻲ ﺍﻭﺍﺋﻞ ﻇﻬﻮﺭﻫﺎ - ﻭﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍلمسيحية ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﻋﻨﺪ ﻣﻮﻗﻔﻬﺎ ﺑﺸﺎﻥ ﺍﻟﺘﻮﺍﺟﺪ ﺍﻟﻤﺒﻜﺮ للمسيحية ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮﺩ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ .
ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻳﻨﻔﻮﻥ ﺍﻳﺔ ﺻﻠﺔ ﻟﻠﻜﺮﺩ ﺑﺎلمسيحية، ﻭ ﺍﻧﻤﺎ ﺑﻘﻮﺍ ﻣﺤﺎﻓﻈﻴﻦ ﻋﻠﻲ ﻋﻘﻴﺪﺗﻬﻢ ﺍﻟﺰﺭﺍﺩﺷﺘﻴﺔ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﺍﻟﻤﻀﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺬﻟﻬﺎ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍلمسيحيين ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﻭﻳﺞ ﻟﻤﻌﺘﻘﺪﻫﻢ ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺫﻫﺐ ﺍﺧﺮﻭﻥ ﺍﻟﻰ ﺍﻥ ﻗﺴﻤﺎ ﺿﺌﻴﻼ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻜﺮﺩ ﺍﻋﺘﻨﻘﻮﺍ ﺍلمسيحية ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ ﻭﺻﻮﻟﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺩﻳﺎﺭﻫﻢ، ﻭﻟﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺍﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻭﺟﺪ ﺍﻣﺎﻣﻪ ﺍلمسيحية ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻗﺮﻧﻴﻦ ﻭ ﻭﺟﺪ ﺍﻟﺰﺭﺍﺩﺷﺘﻴﺔ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺔ ﺍﻟﺮئيسي.
ﻣﻦ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻳﺒﺪﻭ ﻟﻠﺒﺎﺣﺚ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻐﻠﻐﻞ ﺍلمسيحي ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﺔ ﻛﺎﻥ ﺑﻄﻴﺌﺎ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ، ﻭ ﺍﻥ ﺍﻓﺮﺍﺩﺍ ﻋﺪﻳﺪﻳﻦ ﻗﺪ ﺍﻋﺘﻨﻘﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺑﺤﻴﺚ ﻟﻢ ﻳﺸﻜﻞ ﺍﻳﺔ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺴﺎﺳﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻤﺪ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺔ ﺍﻟﺰﺭﺍﺩﺷﺘﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻀﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺍﻥ ﺑﺸﺮ ﺑﻬﺎ ﺯﺭﺍﺩﺷﺖ ﻋﻠﻰ ﺷﻮﺍﻃﺊ ﺑﺤﻴﺮﺓ ﺍﻭﺭﻣﻴﺔ ﺳﺘﺔ ﻗﺮﻭﻥ .
ﻭﻗﺪ ﻋﺎﺵ ﻫﺆﻻﺀ ﺍلمسيحيين ﺍﻟﻜﺮﺩ ﻓﻲ ﺳﻼﻡ ﻣﺎ ﺩﺍﻣﺖ ﺍﻋﺪﺍﺩﻫﻢ ﻗﻠﻴﻠﺔ، ﻭﺍﻓﻜﺎﺭﻫﻢ ﻻ ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻂ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺗﻐﻴﺮ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ ﺣﻴﻦ ﺍﺻﺪﺭ ﺍﻻﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ
ﻗﺴﻄﻨﻄﻴﻦ ﺳﻮﻡ ﻣﻴﻼﻥ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ في ﺳﻨﺔ 313 ﻡ ﻣﻌﺘﺮﻓﺎ ﺑﺎلمسيحية ﻛﺎﺣﺪﻯ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼﺮﺡ ﺑﺎﻋﺘﻨﺎﻗﻬﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻻﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺒﻴﺰنطية ﻭﻣﺎ ﺍﻋﻠﻨﻪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻻﺭﻣﻨﻲ ﺗﻴﺮﻳﺪﺍﺕ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ ﺍﻋﻼﻥ مسيحية ﺍﺭﻣﻴﻨﻴﺎ ﺭﺳﻤﻴﺎ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 301 ﺍﻭ 314 ﻡ .
ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻻﻭﻝ ﺍﺿﻄﻬﺎﺩ ﻭﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺍلمسيحيين ﺍﻟﻜﺮﺩ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ 339 ﻡ ﺣﺘﻰ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻻﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ﺷﺎﺑﻮﺭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺎﻡ 379 ﻡ، ﻭﻣﻤﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﻭﻗﻮﻉ ﺍﻻﺿﻄﻬﺎﺩ عليهم ﻣﺎ ﺍﻭﺭﺩﻩ ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﺍﻟﺪﺍﻧﻤﺮﻛﻲ ﻛﺮﻳﺴﺘﻨﺴﻦ : “ ﻭﻗﺪ ﻭﻗﻊ ﺍﻻﺿﻄﻬﺎﺩ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻭﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻤﺘﺎﺧﻤﺔ ﻟﻼﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻘﺎﺗﻞ ﻭ ﻣﺬﺍﺑﺢ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﺸﺮﻳﺪ، ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 362 ﻡ نفي ﺗﺴﻌﺔ ﺍﻻﻑ ﻣﺴﻴﺤﻲ ﻣﻊ ﺍﻻﺳﻘﻒ ﻫﻴﻠﻴﻮﺩﻭﺭ ﻣﻦ ﻗﻠﻌﺔ ﻓﻨﻚ ﻓﻲ ﺑﺮﺍﺑﺮﻩ ﺍلى ﺧﻮﺍﺭﺯﻡ ﺑﻌﺪ ﺛﻮﺭﺓ فاشلة، ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﻨﻲ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﻤﺴﻌﻮﺩﻱ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺫﻛﺮ ﺍﺧﺒﺎﺭﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻮﺭﺩ ﺍﻟﻴﻌﻘﻮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻮﺭﻗﺎﻥ ﻭﺍﻥ ﺩﻳﺎﺭﻫﻢ ﺗﻘﻊ ﻣﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ ﻭ ﺟﺒﻞ ﺍﻟﺠﻮﺩﻱ ، ﻭﺍﺷﺎﺭ ﺍﻟﻴﻬﻢ ﺍﻟﺮﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎﺭﻛﻮﺑﻮﻟﻮ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻮﺻﻞ ﺑﻘﻮﻟﻪ : “ ﺍﻧﻪ ﻳﺴﻜﻦ ﺍﻻﺟﺰﺍﺀ ﺍﻟﺠﺒﻠﻴﺔ ﺟﻨﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺴﻤﻲ ﺑﺎﻻﻛﺮﺍﺩ، ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻣﺴﻴﺤﻴﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﻃﺮﺓ ﺍﻭ ﺍﻟﻴﻌﺎﻗﺒﺔ ﻭ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺍﻻﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ .
ﻭﻗﺪ ﺫﻫﺐ ﺻﺎﺣﺐ ﻛﺘﺎﺏ “ ﺗﻘﻮﻳﻢ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻨﺴﻄﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ” ﺑﻌﻴﺪﺍ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻓﺴﺮ ﻛﻠﻤﺔ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﺏ “ ﻛﻠﺪﺍﻧﺴﺘﺎﻥ ” ﻭﺍﺳﺘﻨﺪ ﺍﻟﻲ ﻛﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﺆﺭﺧﻴﻦ ﺍﻟﺴﺮﻳﺎﻥ : ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺤﺠﺮﻱ، ﻭ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻲ، ﺑﻴﺖ ﻳﺸﻮﻉ ﻭ ﺍﺑﻮ ﻓﺮﺝ ﺑﻘﻮﻟﻬﻢ : “ ﺍﻧﻬﺎ ﻛﻠﺪﺍﻧﺴﺘﺎﻥ ﻻ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ، ﻻﻥ ﺍﻫﺎﻟﻲ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﺟﻤﻴﻌﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﺷﻴﻌﺔ ﺍﻟﻜﻠﺪﺍﻧﻴﻴﻦ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﺀ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ( ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ) ﻭﻓﻲ ﺯﻣﺎﻧﻨﺎ ﺑﺪﻟﻮﺍ ﺍﻟﻜﻠﺪﺍﻥ ﺑﺎﻟﻜﺮﺩ ﻭﺍﻟﻰ ﺍﻻﻥ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻛﺮﺩﺳﺘﺎﻥ ﻭ ﻫﺬﺍ ﻏﻠﻂ .
ﻭعلى ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻟﻠﻤﺼﺎﺩﺭ المسيحية ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺠﻼﺀ ﺣﻠﻘﺎﺕ ﻣﻔﻘﻮﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻜﺮﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺒﻘﺖ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻓﺎﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺨﻞ ﻣﻦ ﺳﻠﺒﻴﺎﺕ ﻣﻨﻬﺎ :
-1 ﺗﺘﺴﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺑﺎﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺴﺮﺩ ﻭ ﺍﻟﻨﻘﻞ، ﻣﻊ ﻧﺰﻋﺔ ﻏﻴﺒﻴﺔ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺠﺰﺍﺕ ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺎﻭﻳﻠﻬﺎ ﺑﺎﻱ ﺷﻜﻞ ﻣﻦ ﺍﻻﺷﻜﺎﻝ .
-2 ﺗﻔﺘﻘﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﺑﺪﺭﺟﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ، ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻥ ﻧﻨﻔﻲ ﻋﻨﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻛﺎﻣﻠﺔ .
-3 ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﻄﺎﺑﻊ ﺍﻻﺳﻄﻮﺭﻱ ﺍﻟﺨﺮﺍﻓﻲ، ﻭ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺪﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺍﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ .
-4 ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺘﻌﺼﺐ ﺍﻻﻋﻤﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺍﻓﻘﺖ ﻣﺪﻭﻧﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺑﺪﺀﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﺰﺭﺍﺩﺷﺘﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻻﻭﻟﻰ، ﻭ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺑﺎﻟﺘﺪﻭﻳﻦ ﺿﺪ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﻻﺣﻘﺔ .
-5 ﻇﻬﻮﺭ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﻣﻨﺤﻮﻟﺔ ﻭ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﻤﺼﺎﺩﺭ ﻻ ﻳﺮﻗﻰ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﻚ ﻋﻨﺪ ﻋﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ .
ملاحظة : الصورة هي عبارة ايقونة عن مار ادي احد التلاميذ المسيح 72 والذي قام بتبشير الكورد وبقية السكان في بلاد الرافدين
المصدر :
بتصرف من فقرة من كتاب كردستان في القرن السابع الميلادي ل فرست مرعي اسماعيل ﻣﺪﻳﺮ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ دهوك
[1]