داود أوغلو: لن نسمح بسايكس بيكو جديدة للمنطقة!!
#بير رستم#
الحوار المتمدن-العدد: 5089 – 2016-02-29
المحور: القضية الكردية
قال موقع الجزيرة في خبرٍ لها بأن؛ رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو ((وفي كلمة له أمام ممثلي منظمات المجتمع المدني في مدينة بينغول جنوب شرقي تركيا مساء أمس السبت، أوضح أن أنقرة تبذل جهودا “لإعادة توحيد هذه المنطقة مجددا، ونتصدى للذين يحاولون تقسيمها إلى مناطق أصغر من العراق وسوريا مثلما في سايكس بيكو”. كما أكد أن حكومته ستتصدى أيضا لمحاولات “تقسيم تركيا إلى أجزاء صغيرة بحيث لا يخرج منها صوت يقول إن العالم أكبر من الدول الخمس الكبرى، ولا ترفع صوتها مجددا ضد أي ظلم في العالم. كل هدفهم إضعاف تركيا ولن نسمح بذلك”)).
وأضاف الموقع بأن الوزير التركي قال أيضاً؛ ((وفي الجانب الداخلي، أشار رئيس الوزراء التركي إلى أن هناك أطرافا وصفها بالخائنة -دون أن يسميها- تستغل دائرة الصراع التي تحيط بتركيا للبدء مجددًا في تنفيذ “هجمات إرهابية” في مناطق شرق وجنوب شرقي منطقة الأناضول. وأوضح أن عناصر حزب العمال الكردستاني كانوا قد تعهدوا سابقا بموجب مفاوضات مع الدولة بالتخلي عن سلاحهم، “إلا أنهم قاموا بتخزينه، لأنهم مجرّد بيادق تتلقى الأوامر من بعض الأطراف”)).
إننا ومن خلال التدقيق في تصريح الوزير التركي _رئيس حكومتها أوغلو_ يمكن أن نقرأ النقاط والقضايا التالية:
أولاً_ الإعتراف والإقرار بأن هناك مشروع سياسي يحضر لتقسيم المنطقة وبرعاية دولية حيث يقول؛ “لن نسمح بسايكس بيكو جديدة للمنطقة” وهي إشارة واضحة بأن هناك سايكس بيكو جديد وبرعاية دولية قد وضع لتقسيم المنطقة.
ثانياً_ وإستناداً على النقطة/القضية الأولى، فإن المشروع وفي جزء كبير منه يخص القضية الكوردية وملامح ولادة دولة أو أقاليم كوردية جديدة في المنطقة وعلى حدودها حيث يقول الوزير التركي؛ بأن أنقرة تبذل جهوداً “لإعادة توحيد هذه المنطقة مجددا”، وإنهم تصدون “للذين يحاولون تقسيمها إلى مناطق أصغر من العراق وسوريا مثلما في سايكس بيكو”.
ثالثاً_ وهي القضية الأخطر بالنسبة لتركيا، ألا وهي المتعلقة بالجانب الداخلي حيث “أشار رئيس الوزراء التركي إلى أن هناك أطرافا .. تستغل دائرة الصراع التي تحيط بتركيا للبدء مجددًا في تنفيذ (هجمات إرهابية) في مناطق شرق وجنوب شرقي منطقة الأناضول”. وإن هذه القضية هي الأخطر حيث تدرك تركيا، بأن كرة النار قد وصل إلى الداخل وبدأت بقضم الدولة الطورانية التركية وإنها سوف تقوم بوأد المشروع الأردوغاني و تجديد (السلطنة العثمانية).
وهكذا فإن رسالة تركيا وعلى لسان رئيس حكومتها واضحة ودون لبس؛ بأن مشكلتهم يصطدم مع مشروع الشرق الأوسط الجديد وإعادة رسم خارطة المنطقة _أو بالأحرى تصحيح أخطاء خرائط سايكس بيكو_ والتي حرمت الكورد من نيل حقوقهم السياسية أسوةً بشعوب المنطقة ولتكون لهم وطناً سياسياً معترفاً من قبل الهيئات الدولية. وبالتالي إعادة الحقوق لأصحابها من خلال نيل الشعب الكوردي لإستقلاله السياسي في وطن أو أقاليم سياسية _في المرحلة الأولى من تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد_ وصولاً إلى إعلان دولة كوردستان والتي هي حلماً لكل أبناء هذا الوطن المستعبد من عدد من دول المنطقة وذلك بموجب إتفاقيات سايكس بيكو التي باتت جزء من سياسة إستعمارية قديمة.
وهكذا فعلى الحكومات والدول الغاصبة لكوردستان _ومنها تركيا_ أن تستوعب المرحلة وتقبل بالكورد شركاء في المنطقة وذلك بدل أن تجعلهم أكثر عداءً لهم ولمشاريعهم الطورانية والفاشية، فهل سيدرك السيد أوغلو التطورات الدولية الجديدة وهو السياسي والأكاديمي المحنك .. شخصياً؛ أعتقد بأن السيد أوغلو هو أكثر الجميع إدراكاً للمرحلة، لكن _وللأسف_ فإن الحقد والوهم التاريخي للثقافة الطورانية التركية هي التي تمنع الساسة والقادة الترك من القبول بشراكة الكورد معهم في المنطقة وذلك كلاعب سياسي جديد وبالتالي فإننا جميعاً سوف ندفع الثمن أكثر نتيجة العنجهية والحماقات الطورانية التركية.[1]