=KTML_Bold=من وثائق الصراع على الجزيرة عام 1937-30- خالد عيسى=KTML_End=
خالد عيسى
ما أكثر من ممثلي الحكومة في الجزيرة، بينما لا يوجد من يمثلها في الحكومة. وفي ربوع أفضل منطقة زراعية في سورية، و في ظل المضخات النفطية يموت أطفال و شباب و شيوخ في الجزيرة من قلة التغذية و سوء المعالجة الصحية و رداءة المسكن، و مَن لم يمت منهم يضطر إلى هجرة أرض الآباء و الأجداد، و مَن لم يهاجر إنما يحيا ليشهد على المعاناة أو يقاومها، إما يدخل السجون أو يبكي على ما أصاب البلاد و العباد. وتستمد هذه الحالة جذورها من بدايات تشكل الدولة السورية.
****
في حين كان المطالبون بالحكم الذاتي للجزيرة يستمرون في نشاطاتهم الاحتجاجية على ضفاف دجلة و جغجغ و الخابور، انتعشت فكرة اللامركزية على ضفاف الفرات أيضاً. بينما بدأت صفوف أنصار هذه الحركة بالتضعضع على ما يبدو في منطقة جرابلس.
كانت المتاجر مغلقة في الحسجة و القامشلية في نهاية آب و بداية أيلول عام 1937، و كان السكان يرفضون تموين الموظفين المعيّنين من قبل دمشق. و كان عدد المتذمرين من سياسة الحكومة المركزية يزداد في دير الزور، و بدأت فكرة اللامركزية بالانتشار بين الناشطين الديريين أيضاً. بينما كان حلفاء الأكراد من أرمن و عرب مترددين في جرابلس، و بدأت الخلافات تزداد حدة، و خاصة عقب المساعي الحكومية في شقّ صفوف أنصار الحكم الذاتي في هذه المنطقة، و بدأت بعض العائلات الأرمينية بالهجرة إلى مدينة حلب.
سنستمر في نشر بعض الوثائق المتعلقة بالأحداث الدامية التي وقعت في الجزيرة في شهر آب عام 1937، نترجم في هذه الحلقة ثلاثة وثائق فرنسية، إحداها مرسلة في الرابع و اثنتين منها في السادس من شهر أيلول عام 1937، من قبل مدير الأمن العام، المفتش العام للشرطة، إلى وزارة الخارجية الفرنسية في باريس.
****
(الوثيقة الأولى)
الأمن العام
بيروت في 04-09-1937
معلومة رقم 4624
أمن دير الزور : 1-9-37.-
آ/س- نشاط رمضان شلاش :
يقال بأن رمضان شلاش يعمل في دير الزور ، منذ عدة أيام، على تأسيس “نواة” بهدف نشر فكرة لامركزية لواء الفرات. و يقال بأنه عبرّ عن رغبته أيضاً في تأسيس صحيفة في اللواء، حيث يسود الآن اشمئزاز بين السكان الذين يشكون من المظالم المرتكبة من قبل زعماء دمشق فيما يخص تعيين الموظفين.
يعتقد بأن رمضان شلاش سيستغل المناسبة لتنفيذ غاياته.
توقيع
مدير الأمن العام
المفتش العام لشرطة دول المشرق الخاضعة للانتداب الفرنسي
****
(الوثيقة الثانية)
الأمن العام
بيروت في 06-09-1937
معلومة رقم 4627
أمن حلب : 3-9-37.-
آ/س- هجرة عائلات مسيحية و أرمينية من منطقة عرب بينار :
وصلت في بحر هذا الأسبوع إلى حلب عائلات مسيحية و أرمينية من منطقة عرب بينار ، و عُرف من بينها عائلات: ليون أدوريان، و كرابيد انجانوهتاريان، حيث ينوون الاستقرار النهائي فيها.
أعلن هؤلاء الأرمن بأنه تركوا عرب بينار بسبب عدم استتباب الأمن، و بسبب أنهم كانوا يتعرضون للمضايقات، منذ عدة أسابيع، من قبل أنصار بصراوي آغا و بوزان شاهين.
يقال بأن عائلات أخرى أيضاً تحضر نفسها لمغادرة المنطقة لنفس الأسباب.
و نقلت الطائفة الأرمينية في عرب بينار تظلماتها إلى مطرانيه الأرمن في حلب.
توقيع
مدير الأمن العام
المفتش العام لشرطة دول المشرق الخاضعة للانتداب الفرنسي
****
(الوثيقة الثالثة)
الأمن العام
بيروت في 06-09-1937
معلومة رقم 4627
أمن حلب : 3-9-37.-
آ/س- تصريح الأمير مجحم حول الوضع في سورية و في الجزيرة :
غادر الأمير مجحم حلب، في الأول من الشهر الجاري، متوجهاً إلى الجزيرة.
عندما سُئلَ من قبل أعضاء عصبة العمل القومي في حلب حول الوضع الحالي في سورية، صرح زعيم العنزة بما يلي:
” ارتكبت الكتلة الوطنية الكثير من الأخطاء، و أساء بعض من قادتها استعمال مواقعهم، لكن الأحداث الخطيرة الحالية لا تسمح لنا بمهاجمتها”
” أما قضية الجزيرة، أضاف قائلاً، أعتقد بأن السكان يرفضون الخضوع للموظفين السوريين الذين تمّ تعيينهم حديثاً”
توقيع
مدير الأمن العام
المفتش العام لشرطة دول المشرق الخاضعة للانتداب الفرنسي
****
يتبع
[1]