=KTML_Bold=الكورد.. قوة سياسية جديدة في المنطقة=KTML_End=
#بير رستم#
الحوار المتمدن-العدد: 4987 – 2015- 11-16
المحور: القضية الكردية
يتساءل الكثير من الإخوة والأصدقاء؛ لما تعتمد الاستراتيجية الأمريكية الجديدة والغربية عموماً على الكورد من بين كل شعوب المنطقة في المرحلة الأخيرة وذلك على الرغم من وجود حليف استراتيجي كالدولة الإسرائيلية مثلاً.. وللإجابة على السؤال السابق، علينا أن نقرأ واقع شعوب ومكونات المنطقة وحيثياتها ومشاريعهم الاستراتيجية وذلك للإستدلال على أهمية الكورد كلاعب جديد وأساسي في المنطقة وكذلك ضمن الاستراتيجية الأمريكية للشرق الأوسط الجديد.. وبالتالي علينا معرفة مقومات وإمكانيات وأجندات كل طرف من الأطراف والقوى والأثنيات الموزعة ضمن جغرافية الشرق، حيث هناك أولاً إسرائيل وهي وعلى الرغم من أهميتها وشراكتها وتحالفها الإستراتيجي مع أمريكا والغرب عموماً، إلا أنها محكومة بالضعف في الحركة والفاعلية فهي محاربة من كل القوى والشعوب العربية والإسلامية وكذلك لرقعتها الجغرافية الصغيرة وبعدد سكانها التي لا تتجاوز الملايين الخمس وهكذا فهي لا يمكن أن تحقق الكثير للمشروع الأمريكي الغربي في الشرق الأوسط وبالتالي لا يمكن الإعتماد عليها وذلك على الرغم من أهمية إسرائيل للغرب وأمريكا على وجه الأخص كما نوهنا سابقاً.
وتبقى هناك كل من الشعوب العربية والتركية وإيران؛ حيث إيران مستبعدة كونها ضمن التحالف الروسي الشرقي ولها مشروعها الخاص في المنطقة والتي تعرف من خلال الهلال الشيعي ومعاداة “الشيطان الأكبر” _أمريكا_ أما تركيا فهي الأخرى لها مشروعها ومطامحها في كل من آسيا والعالم العربي وخاصةً بعد إنهيار المنظومة الإشتراكية والإتحاد السوفيتي _السابقتان_ وإعتبار كل الدول الناطقة وذات الثقافة التركية والتركمانية هو إمتداد وعمق للدولة التركية وبالتالي تراودها إعادة “الحلم الطوراني العثماني” والذي يتعارض في الكثير من الحالات مع المشروع الأمريكي الغربي في المنطقة وقد رأينا ذلك في وقوف تركيا بوجه عدد من الأجندات الأمريكية في المنطقة.. وهناك أيضاً العرب والذين كانوا جزء من المشروع الغربي _البريطاني سابقاً_ لكن ونتيجة الواقع العربي المزري وحجم القمع والمعاناة للشعوب العربية وخاصةً بعد فشل التجربة القومية في عدد من الدول العربية وأزدياد حجم وقوة التيار الديني وعلى الأخص السلفي وبروز قوى التطرف والإرهاب في العالم العربي، بدأ الغرب يخاف من مد يد العون والمساعدة لتلك القوى الراديكالية وقد رأينا ذلك في كل من التجربتين المصرية والسورية، حيث ساهمت أمريكا والغرب الأوربي في إنهيار تجربتان عربيتان مؤخراً؛ ففي مصر تم إسقاط حكومة محمود مرسي الإخوانية، رغم إنها أتت عبر إنتخابات برلمانية وكذلك في سوريا تم تفريغ الثورة السورية من مضمونها وذلك بعد تنامي وبروز القوى الإسلامية الراديكالية وشعاراتها الدينية المتطرفة.
وهكذا لم يبقى في “الميدان غير حديدان” حيث بقي الكورد في الساحة كلاعب جديد يمكن الإعتماد عليهم وذلك لإنجاح الإستراتيجية الأمريكية الغربية؛ فمن جهة الحجم السكاني (40_50) مليون نسمة تعتبر كتلة بشرية ضخمة وكذلك مساحة كوردستان الشاسعة وبحدود 500 ألف كم2 وإحتوائها على عدد من الثروات؛ منها النفط والمياه وكذلك إنها _أي الجغرافيا الكوردستانية_ موزعة داخل عدد من البلدان والثقافات والشعوب يعتبر عاملاً مهماً وإستراتيجياً وكذلك خصوصية الكورد حيث الإعتدال السياسي والديني وبعد المجتمعات الكوردية عن التطرف والغلو في الدين يعتبر عاملاً مساعداً آخر، ناهيك عن دور المرأة وحرياتها في مجتمعنا الكوردي وعلى عكس المرأة في عدد من المجتمعات المجاورة لنا وإضافة إلى كل ما سبق؛ حرمان الكورد من أي مشاريع سياسية سابقة تخصهم كعرق ومكون إثني متميز عن غيرهم، بل وإبقائهم تحت “رحمة” عدد من شعوب المنطقة ودولهم وبالتالي فإنهم _أي الكورد_ بحاجة إلى شريك قوي ليكون لهم طموحهم ومشروعهم وكيانهم السياسي الخاص بهم في المنطقة وضمن جغرافيتهم التاريخية وبالتالي فإنهم كذاك الغريق الذي بحاجة إلى من يمد لهم يد المساعدة والعون ليقفوا على أرجلهم ويقيموا كياناتهم السياسية.. وهكذا فإن دخول الكورد _أو إختيارهم من قبل الغرب وأمريكا_ كلاعبين سياسيين جدد في المنطقة جاءت نتيجة تلاقي الأجندات والمصالح لكلا الفريقين؛ حيث الغرب له مصالحه الإستراتيجية _الإقيصادية والسياسية_ في المنطقة وللكورد طموحهم السياسي في التخلص من التبعية والذيلية وقيام كيانهم السياسي الخاص بهم وذلك أسوةً ببقية شعوب المنطقة.
وتبقى النقطة الأخيرة؛ وهو التوافق الكوردي الكوردي وهو مفروض على كل القوى السياسية الكوردية ومن هنا يأتي الإهتمام الغربي بالقضية الكوردية وكوباني ضمناً.. وأعتقد بأن التوافق الأخير جاء نتيجة الضغوط الغربية الأمريكية وبرعاية كوردستانية؛ إن كان من أربيل أو قنديل.. وبالتالي فإن الكورد هم القوة السياسية الجديدة الفاعلة في شرق الأوسط الجديد القادم، بل الذي يتشكل حالياً في المنطقة.. وهكذا فإن كوردستان قادمة.
[1]