الأكراد الفيلية الى اين
كامل سلمان
في كل مجتمع من مجتمعات الدنيا تعمل الأقليات دور الورقة الرابحة في كل الاحداث التي يعيشها المجتمع ، فتقوم الحكومات والاغلبية الاجتماعية بأستمالتهم والاستفادة من تأثيرهم النسبي في الحدث ، وتكون الاقلية قادرة على لعب ادوار سياسية واجتماعية فاعلة في الحفاظ على وجودها من جانب وأخذ دورها الريادي من جانب اخر ، واذا اخذنا نظرة موجزة لتأريخ الأكراد الفيلية ، نراهم للأسف الشديد لم يتعاملوا مع الواقع كأقلية كباقي الاقليات التي عاشت محترمة من قبل السلطة والمجتمع معا ، فقد أذاب الكردي الفيلي نفسه بالأتجاهات الدينية والطائفية والقومية والاممية فكانت النتيجة ثمن باهض من دماء شبابها وتهجير عوائلها حتى اصبحت الاضعف وجودا واصبحت الحكومات المتعاقبة والمجتمع معاد لهم ومن ثم اخذوا يصرخون بمظلوميتهم التي هم اوجدوها لانفسهم عندما انخرط الشباب الفيلي المثقف للتجمعات الدينية والحزبية التي لا ناقة لهم فيها ولا جمل، فاللوم كل اللوم يقع عليهم بكل مظلومية تعرضوا لها لأنهم نسوا أنفسهم بأنهم اقلية ومازالوا يعيشون نفس التوجه وبنفس الجهالة ومازالوا يدفعون الثمن ، انظروا الى الاقليات الاخرى كيف استطاعت ان تجد لها مكانة محترمة امام جميع الحكومات ولم تجد من مثقفيهم جزء فاعل في اي حزب او تجمع غير انتماءه، فلماذا يستمر الكردي الفيلي بهذا الخطأ القاتل وهو الأحق بهذا البلد ، أما آن الاوان ان يصحو من غفلته وهو يمثل اكبر قوة ثقافية وعلمية ورياضية في البلد ويسارع الى قطع جميع انتماءاته التي لا تصب اصلا في مصلحة مكونه الفيلي، وهو الأجدر ان يكون القطب من الرحا ، ام انه عازم على المضي قدما لأضاعة نفسه ومستقبل اجياله في هذه الأنتماءات الزائلة.. مرة أخرى على كل كردي فيلي ان يتذكر انه جزء من أقلية كبيرة وفاعلة ومؤثرة وان أستقلالية وجوده عن اي انتماء مذهبي او قومي او اممي كفيل بوضع الخطوة الاولى الصحيحة لأبراز هويته التي طمسها هو عن جهالة وانا على يقين سيكون للكردي الفيلي كلمته المؤثرة في مستقبل هذا البلد اذا اراد لنفسه العزة والبقاء .
[1]