كونفرانس الكومينات في الحسكة: دعوات لتوحيد الجهود وبناء سوريا ديمقراطية
أكد الكونفرانس الأول للكومينات في مدينة #الحسكة# أن الكومينات هي الركيزة الأساسية لبناء مجتمع ديمقراطي يسوده السلام والاستقرار، وسط دعوات لتوحيد الجهود المجتمعية من أجل بناء سوريا ديمقراطية لجميع أبنائها.
نظّم مجلس مدينة الحسكة بمقاطعة الجزيرة، اليوم، الكونفرانس الأول لكومينات المدينة وبلداتها تحت شعار “الكومين أساس بناء السلام والمجتمع الديمقراطي”، وذلك في قاعة سردم، بحضور واسع من ممثلي الكومينات والمؤسسات المدنية والعسكرية والأحزاب السياسية في المدينة.
استُهلت أعمال الكونفرانس بكلمةٍ ألقاها الرئيس المشترك لمجلس مدينة الحسكة، فاروق طوزو، الذي رحّب بالحضور مؤكداً أهمية هذا الكونفرانس في ظلّ المستجدات الأمنية والسياسية.
ووصف طوزو الكونفرانس بأنه منعطف مهم لترسيخ العمل الجماعي، مشيراً إلى “انتهاكات” جهاز الأمن العام التابع للحكومة الانتقالية في دمشق بعد فرضه الحصار على حيّي الشيخ مقصود والأشرفية في حلب وشن الهجمات على المدنيين، معتبراً ذلك خرقاً للاتفاقات الموقعة مع قوات سوريا الديمقراطية.
وأوضح طوزو أن هذه التصرفات تهدف إلى ضرب وحدة سوريا وزعزعة الاستقرار، مشدداً على ضرورة تكاتف جميع القوى الوطنية لبناء نظام ديمقراطي لا مركزي يضمن العدالة والمواطنة لكل السوريين.
تلا ذلك قراءة توجيهات القائد عبد الله أوجلان حول الكومينات، إلى جانب استعراض بنود العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية، التي ركّزت على قيم الحرية والديمقراطية وتعزيز دور الكومينات في بناء المجتمع المدني.
وفي إحدى أبرز مداخلات الكونفرانس، تحدثت عضوة هيئة الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي، فوزة يوسف، حيث قدّمت قراءة سياسية شاملة للتطورات في الشرق الأوسط، مشيرةً إلى أن الصراعات الراهنة مرتبطة بالممرات التجارية وإعادة رسم الخرائط وفق اتفاقيات جديدة تشبه “سايكس بيكو”، مؤكدة أن سوريا ستكون في قلب هذه التحولات.
واعتبرت فوزة يوسف أن الأزمات المتتالية في بعض الدول العربية، والانهيارات الاقتصادية والسياسية، تؤكد هشاشة الأنظمة القائمة، في حين تعيش تركيا أزمة داخلية متفاقمة بسبب سياسات الإقصاء التي يتبعها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وتطرقت فوزة يوسف إلى رؤية القائد عبد الله أوجلان للسلام بوصفها بديلاً ديمقراطياً للحروب والصراعات، مؤكدة أن الحل الحقيقي يكمن في اعتماد الحوار والتعددية السياسية، وليس في النهج العسكري أو الإقصائي. كما وجّهت انتقادات حادة إلى الحكومة المؤقتة في دمشق، متهمةً إياها ب”التورط في أجندات خارجية”، ومحذرة من محاولات خلق الفتنة بين المكونات السورية خدمةً للمصالح التركية.
وفي ختام كلمتها، دعت فوزة يوسف إلى حوار وطني شامل يشارك فيه جميع السوريين لصياغة دستور ديمقراطي تشاركي يُنهي الانقسام، مؤكدة استعداد الإدارة الذاتية للدخول في هذا الحوار لبناء سوريا جديدة قائمة على العدالة والمساواة.
وعقب ذلك، فُتح باب النقاش أمام الحضور، حيث قدّم ممثلو الكومينات مجموعة من التوصيات التي شددت على ضرورة تفعيل دورها في الخدمات والمجتمع، وتعزيز المشاركة الشعبية في صنع القرار.
واختُتم الكونفرانس بجملة من القرارات التنظيمية، أبرزها:
اعتبار جميع العاملين في المؤسسات أعضاء رسميين في الكومينات واللجان التابعة لها، بما يعزز مبدأ الشراكة والمسؤولية الجماعية.
العمل على تفعيل وترميم الكومينات من النواحي التنظيمية والإدارية لرفع كفاءة الأداء وتحقيق الأهداف المرسومة.
الإسراع في ملء الشواغر ضمن الكومينات واللجان، مع التركيز على الكفاءات القادرة على تحمّل المسؤوليات.
واختُتم الكونفرانس بالتأكيد على أن الكومينات هي الركيزة الأساسية لبناء مجتمع ديمقراطي يسوده السلام والاستقرار، وأن توحيد الجهود المجتمعية هو الطريق نحو سوريا المستقبل. [1]