الأسم: آزاد آكنجي
اللقب: روهات روفر
إسم الأب: ناظم
إسم الأم: كلجين
تاريخ الإستشهاد: #10-09-2024#
مكان الولادة: ميردين
مكان الإستشهاد: مناطق الدفاع المشروع
روهات روفر
رفيقنا روهات، الذي كانت حياته منذ بدايتها وحتى نهايتها رمزاً لنضال الحرية وكرامة الشعب الكردي، جسّد في شخصيته كل الخصائص التي يجب أن يتحلى بها المناضل الآبوجي، فقد ناضل بلا توقف من أجل فهم واستيعاب حقيقة الكرد وكردستان. كان الرفيق روهات ثورياً أصيلاً، ورفيقاً مخلصاً لرفاقه، ويُعرف بروحه الهادئة، منذ اليوم الذي انضم فيه إلى صفوف الحزب وحتى اللحظة التي استشهد فيها، كان يشعر في أعماق قلبه بآلام الشعب الكردي، وكان يضع كل طاقاته في سبيل إيجاد حلول لمختلف قضايا المجتمع، فعندما كان هناك حاجة لمقاتل لا يلين، كان يقف في المقدمة، وعندما كانت الحاجة إلى معلم لرفاقه كان يقوم بدوره، وعندما كان يجب أن يكون قائداً للكريلا كان يضيّق الخناق على العدو، كان في الميدان، رفيق روهات واحد من أولئك الذين صاغهم الشعب الكردي، رفيق روهات كتب في تقريره أثناء فترة تدريبه في أكاديمية ساكينة جانسيز التابعة لحزب العمال الكردستاني عن حياته قبل انضمامه إلى الحزب ما يلي:
اسمي روهات روفر، وُلدت عام 1989 في قرية روفر (تانيري) التابعة لناحية كربوران – ميردين، عائلتنا تتكون من 11 شخصاً، 9 إخوة وأخوات، أنا الطفل الثاني في العائلة، ولي أخت واحدة فقط، عشت في القرية حتى عام 1993. أول مرة تعرفت على الحركة كانت في سنوات 1992-1993. ورغم أنني حينها رأيت الكريلا، لم أكن أفهم تماماً معنى وجودهم. بعد فترة قصيرة، الجيش كان يداهم بيتنا باستمرار، ويمارس الإهانات بحق الحركة وكذلك بحق عائلتي. هذا دفعني شيئاً فشيئاً إلى البحث عن أسباب الوضع. في هذا الإطار، بدأت أسأل والدي وفهمت أن المسألة مرتبطة بالكُردايتي، وبسبب صغر سني، لم أفهم الحقائق إلا بعد سنوات. أول مرة تعرفت على اسم القيادة كانت عام 1993. في نفس العام، وبسبب ضغوط العدو على قريتنا، اضطر بعض الأهالي في البداية لقبول حراس القرى، لكن فيما بعد رفضت القرية بأكملها، فاضطررنا جميعاً لمغادرة القرية. بعد التهجير استقرينا في باطمان. في البداية عانينا من صعوبات مادية جدية، لكن لاحقاً تحسن وضعنا بعض الشيء من خلال العمل في الحقول. بسبب سفر والدي المتكرر للعمل، لم نتمكن من تأسيس استقرار في البداية، وكثيراً ما كان يذهب إلى مدن مختلفة من أجل العمل. بقدر ما أتذكر، كان والدي بسبب وطنيته يُعتقل ويُسجن مراراً، وكانوا يعذبونه في كل مرة، لكن بما أنهم لم يجدوا أدلة، كانوا يفرجون عنه من دون محاكمة، إخوتي أيضاً تعرضوا مراراً للتعذيب. في القرية كان الناس ينصتون دائماً إلى كلام والدي، وكان يشاركنا نحن الإخوة أفكاره، وهذا زاد من إحساسنا بالوطنية. أول تواصلي الرسمي مع الحركة كان عام 2005. عندما بدأت دراستي الثانوية، تعرفت على الحزب. قبل ذلك كنت أشارك في النشاطات فقط. أذكر أنني حضرت فعالية بمناسبة ذكرى المؤامرة الدولية، وقد كان لذلك تأثير كبير في انضمامي للعمل المنظم. عام 2005 انتُخبت ممثلاً عن المدرسة. كنت أشارك بانتظام في أنشطة الشبيبة. وبعد فترة، كنا نلتقي نحن الرفاق لمناقشات سواء بعد المدرسة أو بعد العمل. هذه اللقاءات أثرت فيّ كثيراً. شعرت بالحاجة لتطوير نفسي فكرياً. في تلك المرحلة، أكثر رفيق كان يتابعني هو الشهيد جانفدا ولاط. في ذلك الوقت، رغم مشاركتي في النشاطات، كان لدي حلم الدخول إلى الجامعة. كنت أفكر أنني سأخدم النضال أكثر هناك. أخي الذي كان يدرس في الجامعة أثر فيّ كثيراً، فقد كان ينقل لنا دائماً أجواء الجامعة وطبيعة النضال فيها. كل هذا جعلني أقترب أكثر فأكثر من النضال. ومع مرور الأيام، أصبحت أفهم أكثر معنى الحركة ومعنى النضال.
حياته المدنية التي كانت مرتبطة بالنضال أخذت منعطفاً جديداً بعد أن استلهم القوة من عائلته وعرف نضال حرية كردستان. من أجل أن يكون مناضلاً عملياً في مواجهة العدو، انضم عام 2005 إلى صفوف الكريلا، رفيقنا الذي كان ناشطاً لسنوات طويلة في صفوف الشبيبة، حوّل خبرته وتجاربه إلى قاعدة للنضال. وبقرار من حزبنا، وللاستفادة من تجربته، واصل نشاطه في صفوف الجمعيات الشبابية بعد تلقيه التدريب، حيث خطى خطوات قوية. وبعد التدريب تم تكليفه في مناطق شمال كردستان وأثبت هناك أداءً قوياً، في جميع مراحل النضال، اتخذ مواقف حازمة لكسر الهجمات ضد القائد آبو وللدفاع عن مسيرة الثورة. في تلك الفترة، كانت قوات العدو تشن عمليات عسكرية واسعة ضد الكريلا بهدف القضاء عليهم، وفي مدن كردستان والمدن الكبرى التركية كان يمارس ضغوطاً كبيرة على الشباب الكرد. رفيقنا لعب دوراً مهماً في مواجهة هذه الهجمات التي استهدفت إبعاد الشباب عن النضال. أينما ذهب، كان ينظم المجموعات، ويتحمل المسؤوليات التنظيمية، ويضع الطريق الفكري، وبهذا ساهم بقوة في حماية وتطوير الشباب الكرد الذين أراد العدو أن يفرقهم ويبعدهم، رفيقنا اعتُقل مرتين خلال عمله في صفوف الشبيبة، وقضى فترة في السجن. هناك رأى بأم عينه كيف حوّلت حركتنا السجون إلى أكاديميات، وكيف أن العدو رغم تعذيبه يفشل، الأمر الذي زاده ارتباطاً بالنضال. اعتبر تجربة السجن فرصة، وكان ينتظر بفارغ الصبر يوم لقائه بالكريلا. بعد الإفراج عنه، توجه مباشرة إلى جبال الحرية، وشارك بفعالية في إعادة بناء الشباب، وفي حملة كفى. رفيقنا قدّم إسهاماً كبيراً في هذا المرحلة، بإخلاصه وقيادته ترك أثراً في نفوس جميع رفاقه.
رفيقنا، الذي أدرك واجبات المرحلة التاريخية لحركتنا والتي كانت تهدف إلى بناء المرحلة الاستراتيجية الرابعة وتوسيع حرب الشعب الثورية في كردستان، التحق عام 2012 بالتدريب في أكاديميات الحزب. وأثناء التدريب قال: بعد انضمامي للأكاديمية، تعرفت على شهادات العديد من الرفاق قبل أن أنضم، وبعد انضمامي أيضاً. من جديد سمعت عن استشهاد عشرات الرفاق، خاصة مقاومة القائد والسجون، وما حملته من دروس في التضحية.
وذكّر ارتباطه بالشهداء، وخاض بجدية عملية التدريب، راغباً أن يكون استجابة لمتطلبات العصر الجديد، وأكمل التدريب بنجاح. في فترة كان فيها الاحتلال التركي يشن عمليات تصفية واسعة ضد الكريلا وضد شعبنا، شارك رفيقنا في عمل استراتيجي للحزب. في كل عمل تولاه، جسّد بإخلاص حياته الواعية ورفاقيته القوية، وكان قيادياً نموذجياً. لم يكن يقبل بأي خيار غير النصر، وكان إصراره على تحقيق الهدف وإيمانه بالحياة النضالية بمثابة شعلة أضاءت لجميع رفاقه.
الرفيق روهات، الذي كان باحثاً عن الحقيقة، ووجد معنى حياته متوّجاً في حزب العمال الكردستاني، سار طوال حياته الثورية متخذاً خط الحزب كأساس، قوّى نفسه بأفكار القائد وذكريات الشهداء، ونجح في كثير من المهام، الرفيق روهات، الذي كان دائماً ثابتاً وملأ حياته بالنضال، استشهد خلال هجوم الجيش التركي على مناطق الدفاع المشروع، وكرفاقه، نكرر عهدنا أننا سنحقّق حلم الرفيق روهات ب قائد حر، وكردستان حرة. [1]