الأسم: فاطمة كايا
اللقب: جيندار تندورك
إسم الأب: أحمد
إسم الأم: صالحة
تاريخ الإستشهاد: #10-04-2018#
مكان الولادة: وان
مكان الإستشهاد: خاكورك
جيندار تندورك
ولدت رفيقتنا جيندار في ناحية أبخ التابعة لوان، ضمن عائلة من عشيرة مامخوري، ونظراً لأن عائلتها كانت ذات وعي وطني كردي، فقد نشأت على الثقافة والتراث الكردي، وتشرّبت الأخلاق والتربية التي تلقتها من أسرتها، وجعلت منها أساساً لشخصيتها طوال حياتها. لذلك نالت المحبة والاحترام في محيطها، وكانت بسماتها الاجتماعية متقدمة على غيرها، رفيقتنا التي تعرّفت منذ طفولتها على نضالنا من أجل الحرية، تأثرت بشكل خاص بوجود محيطها القريب داخل صفوف الكريلا. ولهذا السبب، كان مقاتلو الحرية بالنسبة لها قدوة دائمة، وتمنّت أن تصبح مثلهم يوماً ما، وككل طفل كردي، تعرّفت في طفولتها على حقيقة العدو، وكانت شاهدة على تعذيب العدو لوالدها، فزاد حقدها عليه، وبسبب الضغوط التي مارسها العدو على شعبنا، كان حقدها يكبر يوماً بعد يوم، ولهذا لم ترضَ أن يكون لها مكان داخل النظام التركي الاحتلالي، بل سعت باستمرار لأن تحافظ على نقاء جوهرها، رفيقتنا جيندار التي لم تتراجع يوماً في مواجهة الحرب في كردستان، استمدّت من مقاومة الكريلا الاسطورية معنويات عالية، ومع كل حالة استشهاد، كانت تزداد إحساساً بالمسؤولية. خصوصاً بعد أن التحق شقيقها جكدار – محمد كايا بصفوف الكريلا عام 2011 ونال الشهادة في 27 آذار 2018، ازداد إصرارها على السير على خطاه. وصلت إلى قناعة مفادها أن الوقت قد حان لشابة كردية أن تتقدّم الصفوف، وتتحمّل المسؤوليات تجاه شعبها، وعلى هذا الأساس دخلت مرحلة البحث والنضال. وبدعم من والدتها، رسّخت في شخصيتها وعي حرية المرأة، رفيقتنا جيندار أدركت بعمق واقع الاستغلال والصعوبات التي تُفرض على النساء داخل نظام الهيمنة الذكورية، ولم تقبل أبداً بهذا الوضع، بل رفضت تلك الحياة. وفي المقابل، انخرطت في البحث عن حياة بديلة، واتجهت نحو حياة الحرية الجديدة في جبال كردستان، التي تأسست حول فلسفة القائد آبو. رفيقتنا جيندار آمنت من بأن الردّ على تناقضاتها الداخلية وفرص الحياة الحرة لا يمكن أن يتحقق إلا في جبال كردستان، ولذلك في عام 2015 توجهت إلى الجبال وانضمت إلى صفوف الكريلا.
مع التحاقها بالكريلا، تحقّق حلم طفولتها، ومنذ البداية انخرطت بحماس وفرح كبير في حياة النضال. وقد أثّر فيها بشكل خاص الحزن والواقع الفريد لجبال كردستان، فأرادت أن تعطي معنى لكل تجربة تخوضها. ولهذا أولت أهمية كبيرة للتعليم، ورسخت نفسها داخل فلسفة القائد آبو. وبجهودها صارت موضع احترام بين رفاقها، حتى قبل انضمامها إلى الكريلا، كانت قد سمعت عن أيديولوجية حرية المرأة التي طرحها القائد، وكانت ترغب في بناء شخصيتها على أساس هذه الفلسفة. ومن خلال مسيرة التدريب، أُتيح لها المزيد من الفرص لتطوير نفسها. ومع كل تضحية كانت تحدث تحولات مهمة في شخصيتها، فتقوى إرادتها وأفكارها حول تمثيل هوية المرأة الحرة بأفضل شكل، في العام 2015، عندما كانت ضمن صفوف الكريلا، بدأت دولة الاحتلال التركي بطرح مفهوم التصفية ضد شعبنا، وشنّت هجمات على جميع مناطق الكريلا. في تلك المرحلة أولت رفيقتنا جيندار أهمية أكبر للدروس العسكرية، وكانت تدرك أن الردّ الأكثر تأثيراً ضد الدولة التركية لا يكون إلا بالتضحية في ميدان الحرب، لذلك ازداد اهتمامها بالتدريب العسكري، أرادت أن تصبح خبيرة في جميع تكتيكات الكريلا، وبإصرارها وفكرها حققت نجاحات كبيرة.
بعد أن أنهت تدريباتها بنجاح، توجهت إلى منطقة خاكورك وواصلت مسيرة الثورة هناك، رأت أن ما تعلمته في التدريب يجب أن يتحول إلى ممارسة عملية، ومن خلال هذه التجارب المهمة التي اكتسبتها بسرعة، أصبحت كريلا خبيرة في صفوف وحدات المرأة الحرة ستار (YJA Star)، في خاكورك تعرّفت على الكثير من المناطق، وكل مكان كانت تمرّ به، كانت شاهدة على جمال جبال كردستان. وأدركت أن النضال والمقاومة من أجل الحفاظ على هذه الطبيعة البديعة، ومن أجل حياة حرّة في أحضانها، هو أمر حتمي، وأنه في مواجهة الدولة التركية التي تهاجم فرص الحياة الحرة وتسعى للقضاء عليها، لا بد من خوض حرب كبرى، اجتازت رفيقتنا جيندار مراحل عملية صعبة، واكتسبت منها قوة كبيرة، وأصبحت من الرفاق الأوائل الذين تصدّوا لهجمات الدولة التركية في خاكورك عام 2018. وفي مواجهة الهجمات، قاتلت بروح التضحية الآبوجية، وأظهرت صلابة وإرادة عالية، ومن خلال مشاركتها زادت من عزيمة جميع رفاقها، رأت في التضحية إحدى أهم سمات المناضلين الآبوجيين، واعتبرتها أسلوب حياة. كما أنها احتفت بالعمل ورأت فيه قيمة مقدسة، وبذلك أصبحت مثالاً لمقاتلة في صفوف زب حرية المرأة الكردستانية (PAJK)، ومن خلال جهدها الكبير، أدّت دوراً في العديد من العمليات، ورأت أن حقدها المتراكم عبر السنين تجاه الدولة التركية يجد معناه في هذه العمليات، وكانت سعيدة لأنها رفعت مستوى نضال شعبها، استشهدت رفيقتنا جيندار في في إحدى هجمات العدو مع رفيقتيها آرفين وروجين، لقد خلّفت رفيقتنا جيندار وراءها نضالاً وإرثاً من الرفاقية لن يُنسى أبداً، وكرفاقها، نستذكر في شخصها جميع شهداء الحرية بكل احترام وامتنان، ونجدد عهدنا على تحقيق أهدافهم العظيمة. [1]