الأسم: نافية كزيجي
اللقب: هيفي كوجر
إسم الأب: موسى
إسم الأم: سوراتان
تاريخ الإستشهاد: #11-11-2017#
مكان الولادة: بدليس
مكان الإستشهاد: آفاشين
ﮪيفي كوجر
مدينتنا بدليس في كردستان معروفة دومًا بمشاعرها الوطنية وروح المقاومة، وهي بهكذا صورة اشتهرت، إذ لم تتنازل في أي فترة أمام هجمات الاستعمار. لقد خلقت حقيقة من الوفاء للثقافة والتاريخ واللغة، وبذلك أوصلت هذا الإرث إلى الأجيال الجديدة. مقاتلو حرية كردستان الذين بدأوا النضال بقيادة القائد آبو وأصبحوا خلال فترة قصيرة قوة أساسية في عموم كردستان، قوبلوا من قبل أبناء الشعب الوطني في بدليس بترحيب وحماس كبير، ومع الانضمامات الواسعة إلى صفوف الكريلا ازداد الارتباط بنضالنا أكثر.
رفيقتنا ﮪيفي وُلدت في ناحية خيزان التابعة لبدليس في عائلة وطنية، وقد تقبّلت هذا الإرث الصلب للمقاومة، وهي مخلصة لقيم كردستان. ولأن عائلتها وبيئتها كانت منخرطة في صفوف الكريلا، فقد تعرّفت بسرعة على نضالنا. وبما أن محيطها كان مليئًا بالوفاء لقيم كردستان من لغة وتاريخ وثقافة، فقد جعلت هذه القيم أساس شخصيتها. أقاربها المقرّبون، رفيقنا جيا سرحد عادل كزيجي الذي استشهد عام 2006، ورفيقنا برخدان كوجر أورهان كزيجي الذي استشهد عام 2008، أثّروا كثيرًا في رفيقتنا ﮪيفي ولهذا السبب أصبحت مرتبطة أكثر بحقيقة الكريلا وبحزب العمال الكردستاني(PKK) وبعد ذلك أقامت صلة قوية مع نضالنا. في بيئةٍ صاغت قيمًا من أجل مستقبل حر لشعبنا، تشكّلت شخصية الرفيقة ﮪيفي وحافظت على خصالها الصلبة. كامرأة شابة رأت وضع المرأة في النظام القائم، وعندما شاهدت مقاتلات الكريلا اللواتي يقاومن في جبال كردستان وفق فلسفة القائد آبو، دخلت في دوامة من التساؤلات والتضحيات. رفيقتنا ﮪيفي أدركت أنّه مع فلسفة الحياة الجديدة لحزب العمال الكردستاني يمكن تحرير النساء اللواتي صاغن القيم الاجتماعية من شروط وقوانين العبودية، وفي تلك الفترة اقتربت أكثر من نضالنا وجذبتها فلسفة القيادة. اجتهدت بكل طاقتها كي تصل إلى مستويات أعلى من التكوين، وتأثرت بشكل خاص بتحليلات القيادة. في ذلك الوقت، كان هناك هجمات إبادة ضد شعبنا في روج آفا، وأمام هذا الاحتلال امتلأت بغضب كبير. في مواجهة هجمات القوى الاستعمارية التي كانت تريد إبادة شعبنا وإفنائه، لم تقبل رفيقتنا أن تبقى بلا جواب، فاتجهت نحو جبال كردستان، وفي عام 2013 التحقت بصفوف مقاتلي حرية كردستان في منطقة غرزان.
ضمن صفوف النضال، كامرأة شابة منخرطة، شاركت بحيويتها وحماسها وبدأت بالتعلم. في فترة التدريب الأساسي، لفتت الانتباه بتطورها السريع، وأعادت تكوين هويتها الجوهرية وفق الفلسفة الآبوجية، وخلقت شخصية جديدة. أنهت بنجاح تدريب المقاتلين الجدد، ثم دخلت الميادين العملية واستمرت في نضالها بلا انقطاع. شاركت في أعمال عديدة، وفي كل مهمة أظهرت بصمتها الخاصة. رفيقتنا ﮪيفي تجاوزت صعوبات حياة الكريلا بإرادتها القوية وشخصيتها المركّزة على الهدف، وأصبحت خلال فترة قصيرة مقاتلة ذات خبرة. نقلت ما تعلّمته إلى الرفاق الجدد الذين التحقوا بصفوف النضال، ولعبت دورًا مهمًا في تطويرهم. في كل ميدان تواجدت فيه، برهنت على نجاح عملي؛ وبهدوئها، وانخراطها، وشخصيتها الدافئة والمخلصة، نالت محبة واحترام جميع رفاقها.
رفيقتنا استثمرت كل فرصة كي تترسخ في فلسفة القائد آبو، وقوّت تكوينها الأيديولوجي. ﮪيفي التي كانت تركّز بشكل خاص على أيديولوجية حرية المرأة للقائد آبو، جعلت من التعلم أساسًا لتطبيقه العملي، وهكذا أصبحت مناضلة في صفوف حزب العمال الكردستاني (PKK) وحزب حرية المرأة الكردستانية (PAJK) تستجيب لمتطلبات المرحلة. اقتربت بحساسية كبيرة من قيمنا التي أُنشئت بدماء غالية، وحمتها وجعلت من نفسها أساسًا لتقديس هذه القيم. التحقت رفيقتنا ﮪيفي بمهمتها القيادية وفق خطها، ومثّلت بوضوح خصائص المناضلة الآبوجية في شخصيتها.
كمقاتلة ذات خبرة وقائدة، اتجهت إلى آفاشين، وأمام هجمات دولة الاحتلال التركي الاستعمارية كانت دائمًا في الخطوط الأمامية وقدّمت مع رفاقها ردودًا تاريخية. في جغرافية زاغروس الصعبة خاضت نضالاً طويلاً، وأثبتت نفسها في الحياة كما في الحرب، وعملت دون توقف من أجل مستقبل حر لشعبنا. في جغرافية آفاشين الصعبة أظهرت نضالها بلا نقص و استشهدت نتيجة حادث عرضي وغادرتنا بسرعة. رفيقتنا ﮪيفي بشجاعتها التي لا تنتهي، وبشخصيتها الواثقة، وبانخراطها الصلب في حياة حزب العمال الكردستاني (PKK) المقدسة، تركت أثرًا كبيرًا على كل رفاقها. إرثها النضالي الذي خلّفته وراءها سيبقى دائمًا ينير دربنا. [1]