الأسم: لقمان جيفتجي
اللقب: فرمان آمد
إسم الأب: بحري
إسم الأم: طاووس
تاريخ الإستشهاد: #20-02-2017#
مكان الولادة: وان
مكان الإستشهاد: زاب
فرمان آمد
وُلِد رفيقنا فرمان في منطقة ألبخ التابعة لمدينة وان، ونشأ في كنف عائلة وطنية كادحة ومتمسكة بالقيم المجتمعية. كبر في أراضي سَرحد، على الحدود التي تقسم وطننا كردستان إلى قسمين، شمال كردستان شرق كردستان، وقد شعر بعمقٍ في وجدانه بمرارة هذا الانقسام. تساءل كثيراً عن الأسباب التي أدت إلى تقسيم كردستان، وتجريد شعبنا من هويته، وإخضاعه لسياسات الإبادة، وحرمانه المستمر من أي وضع قانوني أو سياسي. هذه التناقضات ولّدت لديه بحثاً وتساؤلاً، قاداه في النهاية إلى التعرف عن قرب على حركة التحرر الكردستانية.
كلما ازداد تعرّفه على حركة التحرر الكردستانية، تطوّر وعيه الوطني والإنساني، ونمت لديه روح الانتماء للشعب والوطن والحرية، فوجد في الحركة الآبوجي الإجابة الحقيقية لتساؤلاته. أدرك أن تحرير وطننا كردستان من الاستعمار، وتحطيم نير الإبادة المفروضة على شعبنا، وبناء حياة حرة، ليس أمراً سهلاً، بل يتطلب نضالاً صعباً وطويلاً. بهذا الوعي العميق وبمشاعر صادقة مستعدة للتضحية في سبيل حرية شعبه ووطنه، انضمّ في عام 2013 إلى صفوف الكريلا.
تهيّأ رفيقنا فرمان لكل الصعوبات قبل انضمامه إلى صفوف الكريلا، وتأقلم بسرعة مع حياة الجبال، ونسج علاقات وطيدة مع رفاقه، فتوحد معهم في روح الكريلا. تلقى تدريبه العسكري الأول في منطقة مَتينا، وهناك بدأ أولى تجاربه العملية. كان شغوفاً بجبال كردستان، فاختار العيش في القمم، وانتقل إلى تلة زندورا حيث نفّذ مهامه العملية لمدة عام. تميّز بشخصيته الكادحة، وتفانيه، ورفاقيته الصادقة، فترك أثراً طيباً في قلوب جميع من عرفه. ولأنه كان يدرك أن التحول إلى كريلا النصر يتطلب الخبرة والتخصص، رشّح نفسه لتلقي تدريبٍ متقدم. وعلى هذا الأساس، خضع في عام 2014 لتدريب عسكري شامل في مدرسة العمليات، حيث ركّز على تكتيكات الكريلا ضمن مرحلة إعادة هيكلة قوات الدفاع الشعبي (HPG) ، وتخرّج منها بنجاح.
ومع بروز خطر داعش عام 2014، شارك رفيقنا فرمان، مثل كل مناضل آبوجي، في القتال ضد المرتزقة الظلاميين، وساهم في الدفاع عن شعبنا والإنسانية جمعاء. شارك بكل شجاعة في المعارك التي خاضها أبناء وبنات الشعب الكردي، إلى جانب شبيبة الشعب العربي والثوار الأمميين، ضد مرتزقة داعش. تميّز بجرأته وإقدامه، وشارك في العديد من الاشتباكات والعمليات في الخطوط الأمامية، محققاً نجاحات مهمة. وبعد أن أنهى مهامه في جبهة مقاومة داعش بنجاح، عاد إلى مناطق الدفاع المشروع.
وفي عام 2016، حين شنّت الدولة التركية هجماتها الشاملة على شعبنا، آمن رفيقنا فرمان بأن المرحلة تتطلب روحاً فدائية، فانضمّ إلى صفوف القوات الخاصة. وسعى ليكون مقاتلاً محترفاً بالسير على خط الفدائية، فبذل جهداً كبيراً وقدّم تضحيات عظيمة، وتميّز بتواضعه وإخلاصه وارتباطه العميق بأيديولوجية الآبوجية ، فكان نموذجاً للمقاتل الفدائي الآبوجي الملتزم.
وخلال فترة تدريبه، تعرّض الموقع الذي كان فيه لهجوم معادٍ، فارتقى شهيداً. ورغم استشهاده المبكر، فإن مسيرته الثورية التي امتدت أربع سنوات فقط كانت حافلة بالإنجازات التي ستبقى قدوة لرفاقه. وإننا نُجدّد عهدنا بالسير على درب رفيقنا فرمان دون تردد، ونؤكد التزامنا بإيصال قضية الحرية التي نذر حياته من أجلها إلى النصر، وجعل ذكرى الشهداء حيّة في وطنٍ حرّ ومستقل. [1]