الأسم: زينل عابدين كايا
اللقب: عكيد كربوران
إسم الأب: شمس الدين
إسم الأم: منصورة
تاريخ الإستشهاد: #28-05-2017#
مكان الولادة: ميردين
مكان الإستشهاد: آفاشين
عكيد كربوران
كانت مدينتنا ميردين، بما تمتلكه من تاريخ عريق وإرث ثقافي غني، تحتل دائماً مكانةً مهمة في تاريخ مقاومة شعبنا. فعلى الرغم من سياسات الاستعمار القائمة على الإنكار، والطمس، والإبادة، حافظ شعب ميردين على وجوده الأصيل، وأصرّ على التمسك بحياة الحرية والكرامة. وقد استقبل شعب ميردين الوطني تأسيس حزب العمال الكردستاني (PKK) بحماس كبير، وكان في طليعة المناطق التي احتضنت المقاومة وتطويرها. فإلى جانب مشاركته الجماهيرية في صفوف الكريلا، لعب دوراً ريادياً في إشعال انتفاضات متعددة، كانت مثالاً لروح المقاومة التي عمّت كردستان.
وُلد رفيقنا عكيد في مدينة كربوران التابعة لميردين، وسط عائلة وطنية أصيلة. وعلى الرغم من اضطرار عائلته إلى الهجرة إلى إسطنبول نتيجة ضغوطات الدولة التركية الاستعمارية، فإنها حافظت على اللغة والثقافة والوعي الوطني بكل قوة. نشأ رفيقنا في هذا الجو المفعم بالانتماء، متمسكاً بقيمه الكردياتية. وخلال سنوات دراسته وشبابه، شهد بنفسه معاناة شعبنا في المدن التركية الكبرى، حيث كان الكرد يعيشون في أقسى الظروف ويعملون في أصعب المهن من أجل البقاء، فتعرّف عن قرب على الواقع الاجتماعي والسياسات العدائية للنظام التركي.
كان انتماؤه لعائلةٍ تتمسك بالعزة والكرامة رغم حملات القمع والاعتقالات التي طالت أفرادها، سبباً في ترسيخ قناعته بضرورة الرد على الظلم والنضال من أجل الكرامة. وأثناء دراسته الجامعية في دوزجه، انخرط في أنشطة الشبيبة الوطنية الكردية، فكانت تلك بدايته الأولى في طريق النضال. سعى رفيقنا لحماية الشبيبة الكردية من حملات الانصهار القسري، وخلال هذه المرحلة تعمّق أكثر في فهم أفكار القائد آبو، وتابع عن كثب مقاومة كريلا حرية كردستان.
كان صدى مقاومة كوباني في عام 2014، وما رافقها من مجازر ضد شعبنا الإيزيدي، إلى جانب النداء التاريخي للنفير العام الذي أطلقه القائد آبو، نقطة التحول في حياته. لم يتردد رفيقنا عكيد، بصفته شاباً كردياً شريفاً، في تلبية نداء الواجب، فاتجه نحو جبال كردستان وانضمّ في العام ذاته إلى صفوف كريلا حرية كردستان، القوة الأساسية للدفاع الذاتي عن الشعب.
التحق بمعسكرات التدريب الأساسية في مناطق الدفاع المشروع، حيث عاش فرحة تحقيق حلم الطفولة بالانضمام إلى صفوف الكريلا. تأثر بعمق بعلاقات الرفاقية المتينة ونمط الحياة الجماعية (الكومونالية)، وسعى لأن يكون جزءاً حقيقياً من هذه الروح الثورية، مجتهداً في إعادة بناء ذاته وفق فلسفة القائد آبو. أتقن سريعاً تفاصيل الحياة الكريلاتية القائمة على التضحية والانضباط والوعي، وشارك بإقدام في كل لحظة من لحظات النضال.
وطوّر نفسه أيديولوجياً وعسكرياً، وانتقل إلى منطقة حفتانين ليخوض أولى تجاربه العملية، ثم إلى منطقة آفاشين بناءً على اقتراحه. أينما ذهب، تكيف بسرعة مع الظروف الصعبة، وأصبح من الكوادر الرياديين في الميدان. شارك في المقاومة التاريخية بمنطقة آفاشين ضد الهجمات التي شنّتها دولة الاحتلال التركي ضمن ما سمّي بخطة الإخضاع عام 2015، وكان من أوائل من وجّهوا الضربة الأولى للعدو.
أظهر رفيقنا عكيد إصراراً كبيراً على التواجد في أشد جبهات القتال، وتميّز بخبرته العالية في تكتيكات الكريلا وشجاعته اللافتة، فكان دوماً في الصفوف الأمامية. اكتسب احترام ومحبة جميع رفاقه بفضل ممارسته الناجحة، وبنى علاقات رفاقية قوية، وكان حاضراً في كل لحظة من حياة النضال. جسّد من خلال شجاعته وإقدامه وإصراره على التقدم نحو مواقع العدو دون تردد روح الكريلا الحقيقية، وكان مصدر قوة ومعنويات لرفاقه.
تميّز رفيقنا عكيد بإخلاصه وبساطته وصدقه وتفانيه، ومثّل منذ انضمامه وحتى لحظة استشهاده النهج النضالي الذي لا يُقهر لحزب العمال الكردستاني (PKK)، فكان مثالاً في الموقف والوعي والشخصية لكل رفاقه.
وبينما كان يواصل نضاله دون توقف في أصعب مناطق الحرب، واصل العمل بجهدٍ وإصرارٍ لإعداد نفسه من أجل مستقبلٍ حرٍ لشعبنا. استشهد رفيقنا عكيد إثر هجوم شنّه الجيش التركي المستبد. لقد ترك أثراً عميقاً في نفوس جميع رفاقه بفضل رفاقيته الصادقة، وإرادته الصلبة، وشخصيته الكادحة المتفانية. وإننا نعاهد رفيقنا الشهيد عكيد بأننا سنواصل دربه حتى النصر، وسنحقق أحلامه وأهدافه، لتظل تضحياته منارة تهدي طريق الحرية لشعبنا. [1]