الأسم: حسن آوبجين
اللقب: جكدار هاني
إسم الأب: صدقي
إسم الأم: سودت
تاريخ الإستشهاد: #28-02-2017#
مكان الولادة: آمد
مكان الإستشهاد: آفاشين
جكدار هاني
لقد كان لمدينتنا آمد، التي احتضنت تأسيس حزبنا حزب العمال الكردستاني (PKK) ، ولعبت دور مركز المقاومة التي ألحقت أولى الهزائم الكبرى بالدولة التركية الاستعمارية في سجون آمد، دورٌ محوري في تاريخ النضال التحرري الكردستاني. فقد أرسلت الآلاف من أبنائها إلى صفوف الكريلا، ورفضت الخضوع لهجمات المستعمرين، ورفعت راية المقاومة إلى القمم عبر الانتفاضات التي فجّرتها، لتجسد مثالاً ساطعاً للوطنية الكردستانية حتى في أحلك الظروف.
وُلد رفيقنا جكدار في آمد، المدينة المعروفة بوطنيتها وارتباطها العميق بالقيم الكردية. نشأ في بيئة سياسية مكّنته من التعرف مبكراً على حزب العمال الكردستاني. وبسبب الظروف المادية الصعبة اضطر إلى العمل في سنّ مبكرة، فتعرّف باكراً على قيمة العمل والكفاح. ورغم تأثره بسياسات الانصهار والانحلال التي طوّرتها الدولة التركية الاستعمارية لإبعاد الشباب الكردي عن النضال، إلّا أنه لم يفقد جوهره أبداً.
كان رفيقنا جكدار متزوجاً وأباً لطفل، ومع انطلاق ثورة حرية روج آفا، شعر بحماسة كبيرة وبدأ يتابع عن كثب تطورات ثورة حرية شعبه. ومع رؤيته للمقاتلين الفدائيين الذين صمدوا أمام كل الهجمات بفضل الفلسفة الآبوجية التي تُقهر، تعمّقت تساؤلاته وازداد وعيه. تركت معاناة شعبه أثراً عميقاً في نفسه، وأدرك أن الحرية الفردية لا يمكن تحقيقها من دون تحرر الشعب بأسره، وأنه لا يمكنه أن يمنح أسرته وطفله حياة كريمة من دون وطن حر.
ومع تصاعد الهجمات الوحشية لتنظيم داعش وإراقة دماء الشهداء، آمن رفيقنا جكدار بضرورة الرد على هذه الجرائم، فكان من أوائل الذين لبّوا نداء النفير العام التاريخي الذي أطلقه القائد آبو، وتوجّه إلى كوباني للانضمام إلى صفوف المقاومة. وبعد تلقيه تدريباً قصيراً، خاض المعارك في الخطوط الأمامية، مقاتلاً بروح فدائية للدفاع عن ثورة حرية روج آفا ودحر مرتزقة داعش. أصبح مقاتلاً مخلصاً في معركة الدفاع عن الإنسانية جمعاء في كوباني، وسار بشجاعة نحو مواقع العدو انتقاماً لرفاقه الشهداء. وعلى الرغم من إصابته خلال المقاومة، فقد كان له دور كبير في تحقيق نصر كوباني.
بعد أن أنهى علاجه، لم يرَ فيما أنجزه كفاية، فقد أدرك أن الحرية الحقيقية لا يمكن تحقيقها ما دامت أراضي كردستان محتلة. ومن منطلق إيمانه بأن النصر لا يُنال إلا من خلال نضال الكريلا في جبال كردستان، وجّه وجهه نحو الجبال وانضم في عام 2014 إلى صفوف الكريلا في مسقط رأسه آمد.
وبعد فترة قصيرة في آمد، انتقل إلى مناطق الدفاع المشروع، حيث شارك في التدريبات الأساسية لتبادل خبراته القتالية وتطوير مهاراته في تكتيكات الكريلا. تأثر بشدة بعلاقات الرفاقية الصادقة التي وجدها بين المناضلين الآبوجيبن، وأدرك أن هذه الروح الثورية هي ثمرة فلسفة القائد آبو، فتبنّى فكره محوراً رئيسياً في تطوره الذاتي. ومع قراءاته وتعميق وعيه، بدأ بتحليل شخصيته بعمق وتحرّر من السمات السلبية التي غرستها المنظومة الاستبدادية فيه، ليعيد خلق ذاته من جديد وفق مبادئ القائد.
وبفضل صدقه ونقاء قلبه وشخصيته الكادحة، أحدث رفيقنا جكدار تحوّلاً كبيراً في نفسه، ونال احترام ومحبة رفاقه. انتقل لاحقاً إلى منطقة آفاشين حيث واصل عمله العملي، مساهماً في مقاومة هجمات الدولة التركية الاستعمارية على مناطق الدفاع المشروع منذ عام 2015. وبفضل خبرته القتالية، أصبح من الرفاق الطليعيين الذين أسهموا في تطوير المقاومة هناك. لم يتردد يوماً في تولي أصعب المهام، وكان النجاح هدفه الدائم، مجسداً روح القيادة الميدانية سواء في المعركة أو في الحياة اليومية.
وفي الهجوم الذي شنّه العدو نال رفيقنا جكدار شرف الشهادة، بعد أن ترك خلفه إرثاً نضالياً لا يُنسى من خلال حياته وكفاحه وعلاقاته الرفاقية المتينة. وإننا نعدُ بأن نجعل ذكرى نضال رفيقنا جكدار حيّة في وجداننا، وأن نواصل طريقه حتى تحقيق النصر الذي ناضل من أجله. [1]