الأسم: محمد سعيد
اللقب: بويراز سرهلدان
إسم الأب: محمد عريف
إسم الأم: حكيمة
تاريخ الإستشهاد: #13-05-2017#
مكان الولادة: ميردين
مكان الإستشهاد: زاب
بويراز سرهلدان
قدم رفيقنا بويراز سرهلدان سيرته الذاتية بعباراته الخاصة قائلاً:
وُلدتُ في قرية آرَن التابعة لقضاء أرتوكلو في ميردين. عشت مع عائلتي حتى سن الخامسة عشرة. عند دخولي الثانوية، غادرت أسرتي وانتقلت إلى مركز المدينة لمتابعة الدراسة. في أواخر المرحلة الثانوية، أدركتُ السياسة الحقيقية التي تتبعها الدولة في مدارسها، فقررت ترك الدراسة. حتى سن الخامسة عشرة كنت أعرف الحزب معرفة سطحية، لكن بعد أن انفصلت عن عائلتي بدأت أعمل في وظائف ذات أجور زهيدة لأتمكن من إعالة نفسي. خلال هذه الفترة تعرفت على مفهوم العبودية القائم على استغلال العمل. ومع اندلاع معارك شنكال وكوباني تصاعدت في داخلي مشاعر الوطنية بسرعة، وبسبب المجازر التي ارتكبت بحق الشعب الكردي انضممت إلى الحزب عام 2014.
وقد وصف رفيقنا بويراز مشاركته الأولى في ثورة حرية روج آفا ومسار نضاله بالكلمات التالية:
بعد أن أنهيتُ تدريبي كمقاتل جديد، توجهتُ إلى الجبهة. حاولت أن أكون فاعلاً قدر استطاعتي في جميع الحملات، واكتسبت خلالها خبرات كبيرة. لاحقاً، انتقلت إلى كركوك للانخراط في القتال ضد داعش، وهناك التحقت بصفوف الكريلا، ومنذ ذلك الحين واصلت نضالي كمقاتل في صفوف قوات الدفاع الشعبي (HPG).
في ساحات القتال، برز رفيقنا بويراز بشجاعته الفائقة وتفانيه وإخلاصه العميق، فحاز محبة واحترام رفاقه. وأعاد بناء ذاته خطوةً بخطوة ضمن الممارسة العملية للنضال. ورغم كل ما قدمه من بطولات، فقد اتسم بتواضع كبير، وعبّر عن نفسه قائلاً:
خلال مرحلة الحرب واجهت تقصيرات على الصعيدين الحياتي والعسكري. وبعد تركيزي العميق أدركت أن المعارف والخبرات التي اكتسبتها حتى ذلك الوقت لم تعد كافية، وقد تؤدي إلى خمول في أدائي. على هذا الأساس التحقت بالأكاديمية العسكرية التي تساعدني في سدّ نواقصي الأيديولوجية والعسكرية. في الأكاديمية وعيت الهدف الحقيقي من التقنية العسكرية وكيفية استخدامها، وأسعى لخلق مبادئ وصفات المناضل الآبوجي في شخصيتي. تعلمت الكثير من خلال هذا التدريب، لكنني لا أعتبر نفسي كافياً بما اكتسبته هنا، بل أدرك أن عليّ تطوير نفسي أكثر في الميدان العملي، وأتعهد بمواصلة التعلم عبر الممارسة العملية.
بعد فترة الحرب الضارية، التحق رفيقنا بويراز بالأكاديمية العسكرية، وأظهر خلالها تركيزاً عميقاً وتصميماً واضحاً وإصراراً على النصر، فأتمّ تدريبه بنجاح. ومع بلوغه مستوى متقدم من الخبرة، انتقل إلى منطقة زاب ليترجم ما اكتسبه من معرفة وتجارب، وما تعلمه من رفاقه الشهداء، إلى ممارسة عملية. توجه إلى زاب بعزيمة راسخة وإصرار على تحقيق النصر، فتكيف سريعاً مع طبيعة المنطقة كما لو أنه أحد مقاتليها القدامى، وانخرط في العمليات الميدانية دون تردد.
وأثناء عودته من عملية ضد قوات الاحتلال في تلة كوردينه بمنطقة زاب، استُهدف رفيقنا بويراز مع أحد رفاقه في هجومٍ للعدو، فنالا شرف الشهادة معاً.
لقد واجه رفيقنا بويراز منذ طفولته محاولات التتريك داخل مدارس الدولة، لكنه لم يفقد جوهره أو ذاكرته المجتمعية، وظلّ مرتبطاً بجذوره ككرديٍ شريفٍ يعتزّ بهويته. لم يسمح لعجلة الإبادة الاستعمارية لدولة التركية أن تسحقه، بل انتفض عليها وناضل ببسالة، حتى بلغ مرتبة البطولة ونال شرف الشهادة.
إن مسيرة رفيقنا بويراز الرفيعة ستظلّ منارة تهدي رفاقه في دروب النضال، وتلهمهم حتى تحقيق النصر. وبإيماننا بأن عائلته ستفهم معنى تضحياته، وستواصل التمسك بقيم الوطنية التي جسدها، نتقدم إلى عائلته كافة بأحرّ التعازي وعمق الاحترام. [1]