الأسم: أركان هاكر
اللقب: هجار زنار
إسم الأب: محي الدين
إسم الأم: متبر
تاريخ الإستشهاد: #25-05-2017#
مكان الولادة: وان
مكان الإستشهاد: متينا
هجار زنار
وُلد رفيقنا هجار في مدينة وان، بمنطقة أرديش، حيث كان مرتبطاً ارتباطاً راسخاً بنضالنا التحرري. ونشأ في كنف أسرة وبيئة وطنية شهدت انضماماً لصفوف الكريلا، ما مكنه من التعرف على نضالنا منذ صغره. وترعرع رفيقنا هجار في بيئة تُعلي وتعظّم من تقاليد المقاومة القديمة في سرحد، مستوعباً الثقافة الكردية والقيم الموروثة، الأمر الذي ساعده على امتلاك شخصية مقاومة منذ نعومة أظافره.
وعُرف عنه في كل مكان كان يتواجد فيه تميزه بالتفاني والوعي الناضج. وتابع رفيقنا هجار نضالنا عن قرب، وخلال دراسته في جامعة القرن في وان، أتيحت له الفرصة لدراسة فلسفة القائد آبو التي لطالما كان يطمح إلى البحث والتعمق فيها. وقد تأثر بشكل خاص بمرافعات القائد آبو التي قرأها بشكل متعمق، مما ساعده على فهم ذاته والواقع الاجتماعي الذي يعيش فيه بشكل أعمق. كما شهد عن قرب كيف استخدمت الدولة التركية المدارس من خلال تحويلها إلى مراكز للانصهار الثقافي وشن هجمات لدمج الشبيبة الكرد في بوتقة النظام، محاولًة بذلك فصلهم وإبعادهم عن لغتهم وتاريخهم وثقافتهم القديمة.
وإيماناً منه بضرورة خوض النضال ضد هذا الواقع، انخرط رفيقنا هجار في النشاطات الوطنية للشبيبة، ليبدأ أول خطواته ضمن صفوف النضال. ومن خلال هذه النشاطات، تعزز وعيه بالحرية وإرادته، وبذل جهوداً لتوعية الشبيبة الكرد ضد سياسات دولة الاحتلال التركي في الانحلال وإنكار الهوية. وأيقن رفيقنا هجار بضرورة تقديم رد أقوى في مواجهة عمليات الإبادة السياسية والعمليات العسكرية والتي كانت تهدف إلى القضاء على مقاتلي ومقاتلات حرية كردستان. وعلى الرغم من تخرجه من المدرسة، لم ينخرط في النظام القائم. وكان على دراية تامة بأن الفرص المزيفة التي قُدِّمت له لم تكن حقيقية. وفي عام 2015، توجه نحو جبال كردستان وانضم إلى صفوف الكريلا. والتحق رفيقنا هجار بمناطق الدفاع المشروع، وأكمل بنجاح تدريبه الأساسي، ثم انخرط في أعمال وأنشطة عملية في متينا، مواصلاً نشاطه ضمن صفوف الكريلا.
وكان رفيقنا هجار، الذي نشأ وهو يستمع دوماً إلى الحياة المقدسة للكريلا ويتخيلها بعمق واهتمام كبير، أكثر تأثيراً على علاقات الرفاقية البسيطة وغير الانتهازية والصادقة والنقية ضمن صفوف الكريلا. وكان الرفيق هجار دائم الفخر لكونه جزءاً من هذا الارتباط المقدس، وانخرط في الحياة بالمقاومة بشغف واهتمام كبيرين، متجاوزاً كل حسابات الذات. وبفضل جوهره الصافي وطبيعته الصلبة، تأقلم رفيقنا هجار سريعاً مع حياة الكريلا وظروف الجبال، وجهّز نفسه على أساس الشروط الصعبة للمقاومة في ذلك الوقت. وكان متفوقاً في كل من الجانب العسكري والفكري، وبلوغ مستوى الانضباط العسكري الذي مكنه من تلبية متطلبات العصر والاستجابة لاحتياجاتها الأساسية.
وكان رفيقنا هجار خبيراً في تكتيكات الكريلاتية وفي استخدام مختلف الأسلحة، وأصبح أحد رفاقنا البارزين. وفي مواجهة هجمات الاحتلال التي شنتها الدولة التركية، تموضع رفيقنا هجار مع رفاقه ضمن المقاومة التاريخية التي تم تحقيقها، محتفظاً بمكانه فيها. كما شارك في أعمال البنى التحتية للحرب، وفي التحضيرات للعلميات المختلفة، وشارك فيها فعلياً.
كان رفيقنا هجار، الذي أخذ على عاتقه بجدية جميع مهام الثورة، كبيرة كانت أم صغيرة، عنصراً فعالاً في خط المقاومة والنضال الذي يسعى إلى تحقيق النصر. وكان على دراية تامة بأن النضال طويل الأمد لا يمكن أن يستمر إلا من خلال الالتزام بفكر وفلسفة القائد آبو، ومن دون التفريط في نقاء الإيديولوجيا. لذلك لم يغفل أبداً عن دراسة مرافعات القائد آبو وتحليلاته، وظل يجمعها لنفسه دائماً. وفي كل فرصة كان يحصل فيها على نصوص القائد أوجلان، كان يشارك ما يتعلمه مع رفاقه، ويعتبر تعلمه من زملائه جزءاً أساسياً من عملية التعليم والنضال الجماعي.
استنادًا إلى هذه التعمقات، شهد رفيقنا هجار تغييرات قوية في شخصيته خلال فترة قصيرة. فقد تحرر من السمات التي فرضها النظام، وأصبح من بين رفاقنا الذين أعادوا بناء أنفسهم وفق فلسفة القائد آبو. وبصبره وموقفه النضالي والفدائي في الحياة والنضال، وبانخراطه الكامل وشخصيته المتزنة، أصبح محبوباً ومحترماً كرفيق مقاتل من جميع رفاقه في كل محيط كان فيه. والتحق فيقنا هجار، الذي غمر نفسه بالكامل في الحرب والحياة، متأصلاً بروح كريلايتة العصر، بقافلة الخالدين نتيجة هجوم لدولة الاحتلال التركي. سونحن، كرفاق دربه، نتعهد بالحفاظ على إرث النضال الخاص برفيقنا هجار حياً دائماً، والسعي لتحقيق أهدافه وأحلامه والوصول بها إلى درب الانتصار. [1]