الأسم: رجب تانش
اللقب: سكفان زاغروس
إسم الأب: جعفر
إسم الأم: نوركل
تاريخ الإستشهاد: #25-05-2017#
مكان الولادة: وان
مكان الإستشهاد: متينا
سكفان زاغروس
وُلد رفيقنا سكفان في وان، حيث ترفرف راية المقاومة دائماً ولا تنحني أمام العدو، في كنف عائلة متجذرة بثقافة المقاومة السرحدية والمشاعر الوطنية. وبفضل ارتباط عائلته بالقيم الكردستانية، نشأ رفيقنا محافظاً على جوهره، وكان دائم الارتباط بلغته وثقافته وتاريخه. فحين كان عمره لا يتجاوز الثمانية أعوام، تُوفي والده، ولتمكينه من مساعدة عائلته مالياً، بدأ بالعمل. وفي سبيل ذلك، اتجه رفيقنا إلى إسطنبول، المدينة الكبرى في تركيا، حيث عمل في صناعة النسيج، وتحمل مسؤوليات جسيمة رغم صغر سنه. خلال هذه المرحلة تعرّف على معنى العمل، وشهد استغلال النظام الاستعماري، وتعرّض للتمييز لمجرد كونه كردياً، كما نُفي وتعرّض للضغوط نتيجة تمسكه بحماية لغته وثقافته. ومع ذلك، حافظ رفيقنا سكفان على هويته من خلال التزامه المتزايد بالقيم التي أسسها، وصان عبرها تراثه الثقافي والوطني رغم كل الصعوبات.
ورأى رفيقنا سكفان حقيقةَ الهجمات الممنهجة التي تستهدف الشبيبة الكرد بأكملهم، والراميةَ إلى تدمير الهوية الكردية الحرة عبر الترهيب والضغط وإنكار الوجود. وآمنَ بوجوبِ تقديم ردٍّ حاسم على هذه الاعتداءات، فانخرط في أنشطة الشبيبة الوطنية الثورية، وبذلك خطا أولى خطواته في مسار النضال الفعّال. وتعرف عن كثب على واقع الدولة التركية والدماء التي أُريقت من شعبنا في ظلّ هجمات الإبادة الجماعية، فانضمّ إلى جهودِ أبناء الشعب وبذلَ جهداً كبيراً في توعية الشبيبة الكرد وإيقاظِهم. وكان لاهتمامه العميق بفلسفة القائد آبو أثرٌ كبيرٌ على منهجه؛ فكان يقْرأُ نصوص قائدنا كلما أتيحت له الفرصة، ويسعى إلى فهمها بعمق، وكلما ازداد فهمُه ازداد تعلقُه بنضالنا.
واتجه رفيقنا، الذي كان شاباً كرديًا شريفاً يؤمن بوجوب الردّ الحاسم على هجمات العدو المتصاعدة يوماً بعد يوم، إلى جبال كردستان في عام 2015 وانضمّ إلى صفوف الكريلا، ذلك الحلم الذي راوده منذ نعومة أظفاره. وشارك رفيقنا سكفان، بعد دخوله إلى مناطق الدفاع المشروع، في التدريب الأساسي للكريلا، وبمساندة رفاقه تأقلم بسرعة مع حياة الجبال وظروف الكريلا، فصار مشاركاً فاعلاً ونشطاً في العمل الميداني. وأُتيحت له خلال التدريب فرصٌ متعددة للتطوّر والتدرّب في مجالات مختلفة، فارتقى سريعاً إلى مستوى خبير في تكتيكات حرب الكريلا. وبعد إتمامه تدريبه بنجاح، انتقل رفيقنا سكفان إلى منطقة متينا لاستكمال التدريبات العملية. وعند اندلاع الهجمات المدمّرة التي شنّتها دولة الاحتلال التركي عام 2015، هرع رفيقنا إلى خط المواجهة وشغل مكانه في صفوف المقاومة التاريخية، مواصلاً تدريبه والعمل في ظل ظروف الحرب. وتطوّر يوماً بعد يوم حتى أصبح مقاتلاً محترفاً رغم حداثة عهده، وشارك في العديد من العمليات التي كان لها دور محوري في توجيه ضربات قاضية للعدو، مبهِراً رفاقه بشجاعته وإيثاره. وبفضل خبرته في ساحة المعركة، صار رفيقنا سكفان من بين الوجوه الشبابية القادرة على الاستجابة لروح النضال في العصر الجديد، مساهماً بفاعلية في استمرار وديناميكية المقاومة.
ولم يقتصر رفيقنا سكفان على اكتساب الخبرة القتالية في الحرب فحسب، بل جعل التعمق في فكر القائد آبو هدفاً رئيسياً لمسيرته. حيث جسّد فهمه لحقيقة الشهداء كجوهر حركتنا، فعمل بلا كلل على الارتقاء بمكانة نضال شهدائنا الخالدين والمضي قدماً نحو تحقيق النصر. وتميّز بشخصية فريدة متفانية، وبشجاعة لافتة في الميدان، وبإرادة دؤوبة للتعلم والتطوير. وحمل في صدره غضباً عميقاً تجاه العدو، وكان مدركاً يقيناً بوجوب تطهير كل شبر من أرض كردستان من الاحتلال، فتعمّق في نضاله بمشاركة لا تحدّها حدود. كان يدرس السبل الأكثر فاعلية للردّ على كل هجوم، فتقدّم سريعاً ضمن صفوف النضال حتى صار مثالاً يُحتذى به بين رفاقه ووَفَّق للوصول إلى معايير النضال الأبوچيّ. وتجاوز سريعاً الصفات السلبية التي زرعها النظام فيه، فشهد تحوّلاً جوهرياً في ثقافته وروحه النضالية، وأصبح مناضلاً يجسّد خطّ القائد آبو في سلوكه وحياته، مُضحياً بنفسه من أجل حرية شعبنا وقائدنا، وكان ذلك واضحاً في ممارساته ومواقفه العملية. انضمّ رفيقنا سكفان إلى قافلة الخالدين إثر هجوم شنّته دولة الاحتلال التركي، تاركاً وراءه إرثاً نضالياً لن يُنسى أبدأً. ونحن، إذ نؤكد في شخص رفيقنا سكفان الذي نال احترام جميع رفاقه بشخصيته الكادحة والصادقة، مجدداً عهدنا بأننا سنحقق بلا شك هدف جميع شهدائنا في كردستان الحرة، القائد الحر. [1]