الأسم: شرفان وان
اللقب: فرات كوشاك
إسم الأب: شرف
إسم الأم: نورية
تاريخ الإستشهاد: #24-06-2021#
مكان الولادة: وان
مكان الإستشهاد: كارى
شرفان وان
وُلد رفيقنا شرفان في ناحية بيكري التابعة لمدينة وان، في كنف عائلة وطنية. نشأ في بيئة مفعمة بالوطنية، ما جعله منذ صغره يكنّ مشاعر التعاطف تجاه حركة التحرر الكردستانية. وقد جسّد في شخصيته عمق الثقافة الكردية وبساطة إنسان منطقة سرحد. عاش بعيداً عن صخب المدن في بساطة الحياة القروية، فاكتسب صفاءً وصدقاً في شخصيته، وارتبط بعلاقة عشق مع الطبيعة وجغرافيا كردستان. كان يحلم بالانضمام إلى صفوف الكريلا ويُعدّ نفسه منذ الصغر لتلك اللحظة. الاستماع إلى قصص بطولات الكريلا ورؤيتهم جعلته يتخذ قراراً مبكراً بخوض النضال في سبيل شعبه. وكغيره من أبناء كردستان، واجه صعوبات في سنوات المدرسة بسبب حرمانه من التحدث بلغته الأم، ما ولّد لديه صراعات وتناقضات داخلية. رفض عقلية العدو الإقصائية وأساليب الانصهار والانحلال التي فُرضت عليه في مدارس الاحتلال، ولم يقبل يوماً سياسات الإبادة الثقافية التي استهدفت هويته. ومن أجل المساهمة في إعالة أسرته، عمل في مهن مختلفة وتعرّف باكراً على قيمة العمل والكفاح. وبفضل صدقه واجتهاده، أصبح شخصاً محبوباً وموضع ثقة في محيطه. ومع انطلاقة ثورة روج آفا، تابع الأحداث باهتمام كبير، وكان لجرائم مرتزقة داعش بحق روج آفا وشنكال وقع عميق في وجدانه، فدخل في رحلة بحث عن الطريق الصحيح للنضال. وأدرك أن المقاومة في صفوف الكريلا هي الرد الأكثر صواباً على هجمات دولة الاحتلال التركي ومرتزقة داعش، فانضم عام 2015 إلى صفوف الكريلا في وان. وكانت أولى خطواته في جبال كاتو مارينوس، حيث شارك بحماس كبير في جميع المهام، متسلحاً بفرحة الوصول إلى حلمه. تأقلم سريعاً مع أجواء الكريلا وحياة الجبال، ورغم كونه مقاتلاً جديداً، سعى إلى أداء كل مهمة تُوكل إليه بجدية ومسؤولية. وبعد عام من الممارسة الميدانية، انتقل إلى مناطق الدفاع المشروع والتحق بالعمل في جبهة حفتانين.
وفي حفتانين، شارك رفيقنا شرفان في كل المهام بروح المبادرة، مقدّماً الدعم لرفاقه وساعياً لاكتساب المزيد من الخبرة العسكرية. انخرط في النضال بشغف كبير، وبعد عامين من الممارسة العملية، رأى أن يطور نفسه من الناحية الفكرية أيضاً، فالتحق عام 2018 بالأكاديمية العسكرية حيث تلقى تدريباً فكرياً وأيديولوجياً. وخلال فترة تدريبه، ركّز بشكل خاص على مرافعات القائد، وقام بمراجعة نقدية لتجربته السابقة، باحثاً عن سبل تعزيز قدرته في مواجهة كل أشكال هجمات العدو. وعايش فترات من التركيز العميق، وأيقن أن التسلح بالوعي الفكري والكفاءة العسكرية هو السبيل لإفشال مخططات العدو. وبذلك، نجح في أن يكون مقاتلاً مؤهلاً ومتمرساً.
وبعد أن أتم تدريبه بنجاح، بقي عاماً كاملاً في ميدان التدريب ليشارك عملياً في المهام العملية. وأظهر خلال هذه المرحلة مشاركة نزيهة وجادة. وإدراكاً منه لحساسية المرحلة التي تمر بها حركتنا وشعبنا، بادر إلى طلب التوجه إلى جبهات القتال المباشرة، للرد على عمليات الاحتلال التركي في مناطق الدفاع المشروع بالعمليات الميدانية. وبفضل خبرته العسكرية، انخرط بجدية في تطوير تكتيكات الكريلا الحديثة، وظل في سعي دائم لاكتساب المزيد من المهارة. وجسّد بعزيمته النضالية وصلابته الموجهة نحو النصر، مثال المقاتل الآبوجي. ولم يتوانَ عن أداء أي مهمة كُلّف بها، وأسهم بجهد بارز في بناء الأنفاق القتالية التي تبيّن اليوم مدى أهميتها الاستراتيجية في مسيرة نضالنا. ومن خلال شخصيته المكافحة وتفانيه الكبير، كسب شرفان محبة واحترام جميع رفاقه. وقد استوعب تماماً عظمة البطولات التي سُطّرت بالدم والتضحيات، وسار على نهجها بعشق ووعي عميق، ليجسد في ممارسته وحياته وفق مقاييس حزب العمال الكردستاني موقفاً يليق برفاق دربه الشهداء. [1]