الأسم: دارا قاسم
اللقب: دوغا بير دوغان
إسم الأب: قاسم
إسم الأم: فاطمة
تاريخ الإستشهاد: #13-09-2021#
مكان الولادة: شنكال
مكان الإستشهاد: كارى
دوغا بيردوغان
لقد ظلّ شعب شنكال، الذي عاش ثقافة الكرد العريقة وحافظ على قيمه الجوهرية على مر العصور رغم المجازر، متمسكاً دائماً بسعيه نحو الحرية. ورغم الظلم الذي مارسته الدول وبعض الأوساط، لم يتخلَّ هذا الشعب عن روحه المقاومة أبداً. هذا الشعب العزيز، الذي سطّر الملاحم من خلال صموده ومقاومته، قدّم العديد من أبنائه في سبيل النضال التحرري الكردستاني. وقد أبصرت رفيقتنا دوغا النور في مثل هذا المجتمع القيم والمقدس. حيث ترك ولاؤها لعائلتها المخلصة للوطن وتمسكها العميق بالقيم الكردية أثراً عميقًا في شخصيتها. رفيقتنا، التي التحقت بالمدرسة لمدة تسع سنوات، شهدت خلال هذه الفترة صراعات داخلية عميقة. أدركت أن ثقافة الإيزيديين القديمة كانت مهددة بالإبادة من قبل الدول القومية. ومع شعورها بعدم قدرتها على التحدث بلغتها الأم بحرية وتعرضها المستمر للضغوط بسبب ثقافتها، نشأت لدى رفيقتنا مشاعر الغضب المبكر تجاه النظام القائم.
ومع فهمها للدور المفروض على المرأة في المجتمع، تعمّق بحثها عن الحرية، وبدأت تتساءل بعمق عن الحياة المفروضة عليها. ونشأت رفيقتنا على قصص المجازر التي تعرض لها الإيزيديون عبر التاريخ، مما جعلها دائماً حساسة تجاه التقاليد المقيدة، وانطلقت في مواجهة هذه القيود كمرأة حرة. إيمانها بقوة المرأة الذاتية، ومواجهتها للعقلية الذكورية السائدة، استمدته من كفاح المناضلات الرائدات في صفوف الحركة. وفي عام 2014، عندما حاولت مرتزقة داعش إبادة شعبنا الإيزيدي، شعرت رفيقتنا بالإعجاب تجاه المناضلات والمناضلين من صفوف الحركة الآبوجية الذين خاضوا النضال بروح التعبئة والمقاومة. وبفضل الممرات التي فتحها مقاتلو قوات الدفاع الشعبي (HPG) ومقاتلات وحدات المرأة الحرة-ستار لحماية آلاف العائلات في الجبال، أصبحت رفيقتنا من بين إحدى هذه العائلات، وتأثرت بأسلوب مقاتلي ومقاتلات الكريلا في التعامل مع الشعب. كما أتيحت لها فرصة التعرف على الحركة أثناء تواجدها في المخيمات مع أسرتها. ومع سعيها للانضمام إلى صفوف الكريلا، أدركت رفيقتنا، بدعم من أسرتها، ضرورة مشاركتها في هذا النضال المقدس. وقد لاحظت أن حماية شعب الإيزيديين من المجازر القمعية تعتمد على الدفاع الذاتي. وعلمت أن الشعب المنظم قادر على صد أي هجوم، ومن هذا المنطلق قررت الانضمام إلى صفوف الكريلا لتعزيز الدفاع الذاتي للشعب الكردي.
وفي عام 2014، انضمت رفيقتنا دوغا إلى صفوف الكريلا من شنكال، ضمن مجموعة أولى من النساء المقاتلات. وبعد فترة تدريب قصيرة، بدأت مباشرة بالمشاركة الفعّالة في جبهات القتال. وكانت رؤية النساء اللواتي سُجِنَت على يد مرتزقة داعش وبيعهن في الأسواق سببًا في زيادة عزيمتها وطموحها في خوض النضال. وخلال عملية تطهير شنكال من مرتزقة داعش، شاركت رفيقتنا في العديد من العمليات الناجحة. ومع تزايد فهمها لقيادة الحركة، ازدادت تمسكاً بالنضال، وكانت تقوم بكل مهمة تُسند إليها بروح جعلها جديرة بالشهداء، حتى أصبحت نموذجاً للمناضلة الآبوجية، وساهمت رفيقتنا في العديد من الأعمال القيادية في شنكال، وبعد إتمام مهمتها هناك، عادت إلى الجبال، المكان المقدس لمقاتلي ومقاتلات الكريلا. حيث تكيفت وتأقلمت سريعاً مع حياة الجبال، واستمدت قوة كبيرة من العلاقات الرفاقية والحياة الجماعية في صفوف الكريلا، كما نقلت خبراتها العسكرية إلى رفيقاتها. وبحماس وروح معنوية عالية، حرصت على المشاركة في كل مهمة.
وبهدف تعميق فهمها للفلسفة الآبوجية والمشاركة الفعالة في الحرب، شاركت رفيقتنا في التدريبتان في أكاديمية المرأة الحرة، حيث أن رفيقتنا التي كانت على دراية بدور المرأة في الثورة ومهمتها في المجتمعات، قامت بمراجعة عميقة لتجاربها العملية. وكرائدة ناجحة ضمن صفوف وحدات المرأة الحرة-ستار، أتمت تدريبها بنجاح. وعندما شنت دولة الاحتلال التركي هجماتها بهدف تصفية الحركة، رغبت رفيقتنا في المشاركة بأسلوب فدائي كامل. وبناءً على قدراتها وموقفها في الحياة والميدان، تم قبول اقتراحها للانضمام إلى صفوف القوات الخاصة، حيث أصبحت مناضلة آبوجية فدائية وامرأة إيزيدية حرة. وخضعت رفيقتنا لفترة تدريب شاقة، وتمكنت في ديار الفدائيات من صقل قدراتها، مقدمة أداءً عملياً يليق بذكرى شهدائنا. بفضل التزامها العالي وتواضعها ومعنوياتها القوية في حياتها اليومية، وكفاءتها العملية، ومشاركتها الصحيحة في التدريب، وصلت رفيقتنا خلال فترة قصيرة، إلى مستوى يمكنها من تحمل المسؤوليات على عاتقها وتولي القيادة، ورغم كل التحديات، ومع إدراكها لفلسفة القائد والتزامها بذلك، وكونها امرأة واجهت المجازر، استطاعت رفيقتنا أن تعيد خلق نفسها على الدوام، محققة بذلك انبعاثاً جديداً داخل صفوف حزب العمال الكردستاني.
وحظيت رفيقتنا دوغا، التي أثبتت نفسها كمناضلة آبوجية ناجحة، بمحبة وتقدير كبيرين من جميع رفيقاتها بفضل حماسها في الحياة وخبراتها القتالية. وفي أعقاب هجوم العدو الذي وقع انضمت رفيقتنا دوغا إلى قافلة الشهداء، وسجّلت اسمها في صفحات تاريخ نضالنا كامرأة فدائية وإيزيدية كردية شجاعة. وإننا بدورنا، نؤكد أننا سنواصل خوض نضال يليق بذكرى شهدائنا، ونجدد مرة أخرى، في شخص رفيقنا دوغا، وعدنا بالنصر لجميع الشهداء. [1]