الأسم: فريدة جسان
اللقب: زندا آفيستا
إسم الأب: محمد
إسم الأم: نعيمة
تاريخ الإستشهاد: 2018
مكان الولادة: آغري
مكان الإستشهاد: مناطق الدفاع المشروع
زندا آفيستا
ولدت رفيقتنا زندا في ناحية بازيد التابعة لآغري، ونشأت مرتبطة بجوهرها نتيجة انحدار عائلتها من عشيرة جلالي الوطنية وذات التقليد العريق. ترعرعت رفيقتنا، مثل العديد من أبناء سرحد، على الملاحم البطولية العظيمة، وارتبطت بتاريخ شعبها الحي من خلال استماعها لتلك الملاحم والقصص. وبهذه الطريقة، تعرفت على تقليد المقاومة المتجذّر عبر السنين في شعبنا، كما تعرفت على الذهنية الاحتلالية القمعية التي تنتهجها دولة الاحتلال التركي.
فهمت رفيقتنا زندا هذا الواقع أكثر خلال فترة دراستها في المرحلة الابتدائية، وأصرت على النضال من أجل حماية جوهرها وهويتها. وطوّرت أولى مواقفها الرافضة لسياسات الإبادة الجماعية التي تمارسها دولة الاحتلال التركي، وجعلت من هذه المواقف لاحقًا الركيزة الأساسية لنضالها.
أولت رفيقتنا، التي تابعت نضال حرية كردستان عن قرب، اهتماماً أكبر بالنضال، خصوصًا بعد انضمام عدد من المقربين منها إلى صفوف الكريلا. وفي الوقت ذاته، بدأت تتعمق تناقضاتها وتساؤلاتها حول الحياة، ولم تقبل أبدًا، كامرأة، بالأنماط التقليدية السائدة، لذلك شرعت في البحث عن حياة حرّة. وقد أدركت أن بإمكانها أن تجد أجوبة لأسئلتها في الفلسفة الآبوجية، وهو ما ولّد لديها عزيمة قوية على خوض النضال.
شعرت رفيقتنا زندا بتزايد مسؤولياتها تجاه شعبها، لا سيما بعد استشهاد العديد من المناضلين في سبيل الحرية، فقررت خوض النضال للوفاء بتلك المسؤوليات. وكانت مدركة تماماً أن أكثر أساليب النضال فاعلية ضد حياة العبودية التي تفرضها دولة الاحتلال على شعبنا، هو الانضمام إلى صفوف الكريلا. وبناءً على هذا الفهم، التحقت رفيقتنا زندا بصفوف الكريلا في عام 2013 من منطقة سرحد.
تأثرت رفيقتنا زندا بأسلوب حياة الكريلا وتعلّمت منذ اللحظة الأولى لمعنى النضال، فحياة الكريلا والجبل لم تكن غريبة عنها، ولم تعانِ من أية صعوبات، لانضمامها برغبة ووعي. تعاملت بنفس الروح مع تدريباتها، وتعرّفت من خلالها على تاريخ المرأة، وتاريخ الحزب، وتاريخ كردستان، مثلما تعرّف شعبنا على ذاته. وأحدثت هذه المعارف تغييرات جذرية ومهمة في شخصيتها.
كانت رفيقتنا زندا مدركة لأهمية الانتفاض كمقاتلة كريلا حرّة ضد هجمات الإبادة التي تستهدف شعبنا، ولذلك أولت اهتماماً خاصاً للدروس العسكرية، واكتسبت بالتوازي خبرات مهمة في تكتيكات الكريلا، وانتظرت بصبر اليوم الذي ستطبّق فيه ما تعلّمته. وبعد إتمام تدريباتها بنجاح، توجهت إلى المنطقة التي كان بإمكانها تنفيذ ما تعلمته، وواصلت هناك نفس مستوى المشاركة والتفاني.
كثّفت رفيقتنا زندا يوماً بعد يوم من خبراتها العملية، واكتسبت من خلال مشاركتها النضالية النقية والمتواضعة حب واحترام جميع رفاقها. رأت في نفسها مسؤولية تجاه شعبها، وأرادت التوجه إلى المناطق التي تشتد فيها الحرب لتنتفض ضد هجمات الإبادة التي يشنها العدو. كانت تعلم أن تنفيذ مهام المرحلة يتطلب احترافاً في فنون حرب الكريلا، ولهذا السبب شاركت بكل وعي في تطوير ذاتها إلى جانب رفاقها خلال فترة التدريب.
سنحت لها الفرصة هناك للتعرّف على حقيقتها كامرأة وعلى قوتها، وشاركت بالدروس العسكرية والأيديولوجية مدفوعةً بالقوة التي استمدّتها من تلك التجربة. بذلت جهداً كبيراً في فهم مبادئ المرأة الحرة وسعت إلى تطويرها، حتى أصبحت قدوةً لرفاقها. وازداد وعيها ومعرفتها بالحياة، وكان لذلك أثر واضح على أدائها في الدروس العسكرية أيضاً.
وجهت رفيقتنا أبحاثها نحو فهم حقيقة النضال، وأحدثت تغييرات جذرية في شخصيتها من خلال ذلك. وبعد تلقيها التدريب، توجهت إلى ميادين القتال الأكثر شراسة، وانضمت إلى الجبهات في فترة كثّفت فيها دولة الاحتلال التركي هجماتها على مناطق الدفاع المشروع. وصلت إلى تلك الساحات بشجاعة وتصميم، وتمركزت في الخطوط الأمامية.
خلال الحملات الثورية التي نُفّذت ضد مخططات دولة الاحتلال التركي، أدت رفيقتنا زندا، كمقاتلة ضمن وحدات المرأة الحرة – ستار، جميع مهامها ومسؤولياتها على أكمل وجه.
خلّدت رفيقتنا زندا في قلبها ذكرى رفاقها الذين استشهدوا خلال الحرب، وسعت لأن تكون جديرة بهم في كل لحظة. شاركت بكل كيانها في العمل اليومي، وكرّست نفسها للنضال، واكتسبت بموقفها ورفاقيتها حب واحترام كل من عرفها.
استشهدت رفيقتنا زندا إثر هجوم شنه العدو، فالتحقت بقافلة الشهداء. سيبقى نضالها النابع من القمة دائماً منارةً لمسيرتنا نحو الحرية، ونجدّد نحن رفاقها مرةً أخرى العهد الذي قطعناه لها بتحقيق الحرية.
وفي شخصها، نستذكر جميع شهدائنا بكل تقدير وامتنان. [1]